مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

راهبتان محررتان لـ«السفير»: نتمنى السلام

راهبتان محررتان لـ«السفير»: نتمنى السلام

ليس من الصعب الوصول إلى مقر إقامة راهبات معلولا المحررات، لكن المهمة الصعبة بل شبه المستحيلة، هي الحديث معهن بعد يوم طويل من التنقل، تلاه آخر احتفت فيه [...] بالمحررات، ومعه زحمة ضيوف ومهنئين.
ورغم كل هذا، تخبرنا الراهبات القليل عن أجواء القلمون الذي يتمنين عودته إلى عهد السلام والهدوء.
في مقر إقامة الراهبات قرب كنيسة الصليب المقدس ثمة إجراءات أمنية مشددة ليست غريبة على حي القصاع في دمشق، والذي اعتاد سقوط قذائف الهاون بشكل متكرر، لكنها تزداد قرب المقر بحكم الزيارات المتكررة لعشرات الشخصيات الدينية من سوريا ولبنان، ومعها يصعب أكثر إجراء اللقاء مع أي منهن حيث يفضلن أخذ قسط من الراحة، وخاصة مع اقتراب موعد قداس الشكر الذي تقيمه بطريركية الروم الأرثوذكس في الكنيسة المجاورة. ينزلن تباعاً إلى بهو ميتم غريغوريوس حيث يقمن، وننجح أخيرا بالحديث معهن ولو لفترة قصيرة.
الحاجة مريم، راهبة لبنانية تخدم في دير مارتقلا، تشير في حديثها لـ«السفير»، إلى أنهن كن بخير وحالة جيدة، لكنهن لم يجدن الكثير من السكان في يبرود، فالغالبية غادرت وبقي البعض لحمايتهن بحسب قولها.
وتضيف «لم يبق أحد في معلولا منذ المعارك في أيلول الماضي، فأرسلنا الأطفال المتواجدين في الميتم المتصل بالدير إلى دمشق، وبقينا وحدنا (13 راهبة و3 معلمات) بحماية الرب والملائكة رغم كل ما حصل». وتكشف عن دمار أصاب الكنائس والأديرة في كلا البلدتين، وتواصل كان يتم بين الحين والآخر مع الأديرة في باقي القلمون. وتأمل الحاجة أن تنسحب المبادرة التي أفضت إلى خروجهن إلى باقي المناطق القلمونية التي تتمنى لها عودة السلام والمحبة.
بدورها قدمت الراهبة أغاس الشكر إلى أهالي يبرود ومن عمل على حمايتهن، وكذلك إلى الجيش السوري، متأملة العودة بأقرب وقت إلى معلولا التي تركتها في حضرة القصف والدمار، ومتفائلة بعودة قريبة إلى منطقة لم تعرف سوى المحبة والهدوء.
تستمر باقي الراهبات بالوصول. الجميع يبتسمن ويخبرن من حولهن أنهن كنّ بخير ولم يتعرضن للأذى، بل ويصممن على نفي خبر إصابة أي منهن، رغم وجود اثنتين في المستشفى بسبب تعرضهن للسقوط خلال وجودهن في يبرود وليس بسبب أي قصف أو إطلاق نار.
وعند السؤال عن المزيد، يفضلن التوجه بالحديث إلى الأم بيلاجيا سياف أو «ماميه» كما يطلقن عليها، ويحذو حذوهن كافة رجال الدين من بطاركة ومطارنة مع بدء الاستعدادات النهائية لتوجههن إلى كنيسة الصليب حيث أقيم القداس الإلهي.
وأخيرا تصل رئيسة الدير. تبتسم بدورها وتشكر كل من يطمئن عليها، لكنها تعتذر بلطف عن الحديث للصحافة ولو لبضع ثوان، مشيرة باليد إلى قرب موعد القداس، فيما تزايدت الإجراءات الأمنية عند مدخل الميتم وفي المسافة القصيرة بينه وبين الكنيسة قبل أن ينطلقن حاملات الشموع خلف كبار البطاركة والمطارنة. وهناك تنطلق مراسم القداس بتراتيل للجوقة الكنسية وصلاة الشكر وكلمات للشخصيات الدينية بحضور كثيف لوسائل الإعلام وحشد بشري كثيف وصل إلى خارج قاعة الصلاة.


المصدر: جريدة السفير.

التعليقات (0)

اترك تعليق