مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

طلاب

طلاب "على أبواب الفقراء" في النبطية

"على أبواب الفقراء" يقف عدد من الطلاب بهدف مساعدة العائلات المعدومة وإحاطتها بالأمان في وطن متشعب بدهاليز سياسة أفقرت الفقير وزادت من غنى الغني. كانت بدايتهم من منزل محمود فحص وزوجته الذي يقع في خراج بلدة القصيبة اللبنانية، قضاء النبطية،[...] لا حمام، لا مطبخ، ولا مقومات للعيش ورغم ذلك هو غاب وقاطنيه عن رزنامة وزارة الشؤون الاجتماعية ومشروع مساعدة العائلات الأكثر فقرا في لبنان الذي أطلقته قبل عام ونصف.
"فكرنا ونفذنا ما لم تستطع الدولة القيام به" تقول الطالبة ملاك مروة وهي واحدة من عشرين طالباً ثانوياً يقومون بخدمة إنسانية في مجتمع فقد إنسانيته للأسف".
لا تتجاوز مساحة منزل فحص المترين، تخترق سقفه شلالات من مياه الأمطار. يجلس محمود والى وبقربه تجلس زوجته وكلاهما لم يصدق بعد أن فئة من الشباب اختارت مساعدتهم فتوزعت في أنحاء المنزل وخارجه تحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه على سبيل المساعدة "ما كنت أظن أنه سيكون عندي حمام أو مطبخ يوما ما وسط حالتي القاسية، كانت الغرفة أشبه بمزراب "فرعون"، كنت أجمع التنك من مكبات النفايات وبسبب تنشق روائحها مرضت، كنت أملك سيارة بعتها وبعدها بقيت دون عمل أنتظر الفرج".

طلاب يساعدون فقراء، عمل يستدعي التوقف عنده والسؤال كيف وبأي طريقة؟
يعتمد الطلاب على تبرعات قاموا بجمعها من الأهالي، لتنفيذ حملتهم "على أبواب الفقراء نقف". جمعوا من المدير في مدرستهم ومن المعلمين والطلاب لينفذوا عملا أبسط ما يقال عنه أنه "خدمة إنسان" حسبما تقول الطالبة زينب زرقط المشرفة على المبادرة التي تراها "بسيطة وصعبة في آن ولكنها عرفتني على واقع مجتمعي الممزق". آسفة كيف أن أحدا لم يفكر بمشروع مماثل هدفه مساعدة الفقراء "أين الدولة من حماية المواطن من الفقر الذي ارتفعت معدلاته بشكل مخيف في السنوات الأخيرة".
دخلت فكرة الخدمة الإنسانية إلى منهاج الشهادة الثانوية الرسمية كشرط أساسي للحصول على الشهادة، وعلى كل طالب في الصف الثالث ثانوي أن ينفذ نشاطا إنسانيا، أغلب الطلاب يختارون قضاء وقت مع أيتام، زيارة عائلة مسنة، حملة "امشي تإمشي"، زرع ورود، لكن أحدا "لم يتبادر إلى ذهنه فكرة "تأهيل" منزل عائلة فقيرة جدا" تقول الطالبة ملاك مروة التي كانت تدرك صعوبة العمل "ولكن حين بدأنا العمل الميداني أيقنت أن هذا المشروع يجب أن يكبر أكثر، وجدنا حالات فقر مدقعة، عائلات لا تملك شيئا"، وحين بدأنا جمع التبرعات لمساعدة العائلة تعرفت على الوجه الآخر للمجتمع وعلى أناس لا تعير اعتبارا للشأن الإنساني".[...]
تحمل فكرة الطلاب أبعادا ثلاثية إنسانية واجتماعية وشبابية في آن "فهي حفزتنا على المضي في مشروعنا إلى أقصاه وقد بتنا على تماس مباشر مع الناس" تقول زينب زرقط التي تتحدث بثقة عن مشروع ما كان ليبصر النور لولا تعاوننا معا. أخذنا على عاتقنا مشروعا أكبر من قدراتنا ولكن الإرادة تصنع المستحيل، كلنا نعمل نريد أن نعيد البهجة لهذه العائلة وغيرها إذا ساعدتنا الظروف".
لا تستحي من إعطاء القليل فالحرمان أقل منه ولكن هل يطبق في لبنان؟
يبدو أن فريق "على أبواب الفقراء نقف" أمسك بزمام المبادرة وانطلق بإمكانيات محدودة جدا وبحسب ملاك "رغم بساطة العمل التي نقوم به ولكنه يعني الكثير، لقد انفرجت أسارير العم محمود وهو يرانا نغيّر منزله ونعمل بهمة وعطاء" مضيفة "هدفنا أن يكون المنزل ملائما للحياة ولو أنجزنا المشروع سنبقى مثابرين على عملنا". شعور لا يوصف رافق ملاك في عملها "كأننا نعمر بيتنا".
وسط زوبعة الصعوبات التي اعترضت الطلاب تمكنوا من أن ينجحوا، يشارف عملهم على الانتهاء "نعمل أيام العطل نحاول أن نقدم له منزلا يليق بشيخوخته يحق له أن ينعم بالاستقرار" تقول زينب وتتابع "على الشباب أن يحتك بالمجتمع ليكون قريبا من همومه لأن قراءة الواقع تصوب الأمور كثيرا".

المصدر: جريدة البلد.

التعليقات (0)

اترك تعليق