النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين(10)
116- سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب(ع):
مرت في ج 13 باسم أميمة قال ابن خلكان توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة 117 وقال كانت سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقا وقال إنها لما سمعت قول عروة بن أذينة في أخيه وأي العيش يصلح بعد بكر قالت من هو بكر فوصف لها فقالت أهو ذلك الأسيد الذي كان يمر بنا وأسيد تصغير أسود والذي مر في ترجمتها الأسود وقال إن سكينة لقب لقبتها به أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.
وقال ابن النديم في الفهرست في ترجمة محمد بن السائب سألني عبد الله بن حسن ما اسم سكينة ابنة الحسين ع فقلت أميمة فقال أصبت اه.
وفي معجم البلدان ج 6 ص 26 ان في ظاهر طبرية قبر يرون انه قبر سكينة والحق ان قبرها بالمدينة.
117- صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عمة النبي(ص) أم الزبير بن العوام:
توفيت سنة 20. كانت أديبة عاقلة شاعرة فصيحة وكان لعبد المطلب ست بنات كلهن من أهل الأدب والشعر والفصاحة.
كان قد تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس أخو أبي سفيان فمات عنها فتزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير وعبد الكعبة وعاشت كثيرا وتوفيت سنة عشرين ولها 73 سنة ودفنت بالبقيع وكانت من أشجع النساء قتلت الجاسوس اليهودي لما جبن عن قتله حسان بن ثابت وعنفت الفارين يوم أحد وتقدمت تقاتل برمج لها.
وبعد ما انتهت وقعة أحد وقتل فيها حمزة بن عبد المطلب عم النبي(ص) ومثل به أقبلت أخته صفية فقال النبي(ص) لابنها الزبير ردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فلقيها الزبير فأعلمها بأمر النبي(ص) فقالت: بلغني أنه مُثّل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن.
فأعلم الزبير النبي(ص) بذلك فقال خل سبيلها.
فأتته وصلّت عليه واسترجعت وأمر رسول الله(ص) به فدفن.
ولها شعر جيد فمنه قولها:
ألا من مبلغ عني قريشا * ففيم الأمر فينا والأمار
لنا السلف المقدم قد علمتم * ولم توقد لنا بالغدر نار
وكل مناقب الخيرات فينا * وبعض الأمر منقصة وعار
وقولها في رثاء النبي:
يا عين جودي بدمع منك منحدر * ولا تملي وبكي سيد البشر
بكي الرسول فقد هدت مصيبته * جميع قومي وأهل البدو والحضر
ولا تملي بكاك الدهر معولة * عليه ما غرد القمري في السحر
118- فاطمة النائحة بالحلة المعروفة ببنت الهريش:
من بني جعفر من ذرية عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
في عمدة الطالب رآها شيخي النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني النسابة اه.
119- فاطمة بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع):
أمها: قال المفيد وغيره أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله تيمية، وفي تذكرة الخواص توفيت سنة 117.
وقال المفيد في الإرشاد كانت فاطمة بنت الحسين(ع) تقوم الليل وتصوم النهار وكانت تشبه بالحور العين لجمالها.
خبر تزويجها بالحسن بن الحسن:
مر في ترجمة الحسن بن الحسن أنه خطب إلى عمه الحسين(ع) وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه وأن الرواية اختلفت في ذلك فمنهم من قال أنه خيّره بين فاطمة وسكينة فاستحيا فاختار له عمه سكينة وقال إنها أكثر شبها بأمه فاطمة الزهراء، ومنهم من قال إن الحسن اختار فاطمة.
وقالوا إن امرأة سكينة مردودتها أو أنها تختار على سكينة لمنقطعة القرين في الجمال وأن الحسن بن الحسن خرج مع عمه الحسين إلى العراق ومعه زوجته فاطمة وجيء بها مع السبايا إلى دمشق ولما أدخل نساء الحسين(ع) على يزيد والرأس بين يديه جعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظرا إلى الرأس وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس فلما رأين الرأس صحن فصاح نساء يزيد وولولت بنات معاوية فقالت فاطمة بنت الحسين(ع):
أبنات رسول الله سبايا يا يزيد فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات.
قال المفيد: لما مات الحسن بن الحسن رضي الله عنه ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي(ع) على قبره فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار وكانت تشبه بالحور العين لجمالها فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول هل وجدوا ما فقدوا فأجابه آخر بل يئسوا فانقلبوا اه.
وفي طبقات ابن سعد: فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تزوجها ابن عمها حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب فولدت له عبد الله وإبراهيم وحسنا وزينب ثم مات عنها فخلف عليها عبد الله بن عمرو عثمان بن عفان فولدت له القاسم ومحمدا وهو الديباج سمي بذلك لجماله ورقية فمات عنها. ثم روى بإسناده أن عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري عامل يزيد بن عبد الملك على المدينة خطبها فأبت فألّح عليها وتهددها بجلد أكبر ولدها عبد الله بن حسن في الادعاء عليه بالخمر، وكان على ديوان المدينة ابن هرمز فكتب إليه يزيد بن عبد الملك بالحضور للمحاسبة فأعلمته ذلك وكتبت إلى يزيد معه، فنزل من أعلى فراشه وجعل يقول: لقد اجترأ ابن الضحاك، من رجل يسمعني صوته في العذاب؟
ثم كتب إلى عبد الواحد النصري قد وليتك المدينة فاغرم ابن الضحاك أربعين ألف دينار وعذبه حتى أسمع صوته وأنا على فراشي وبلغ ابن الضحاك الخبر فهرب إلى الشام فلجأ إلى مسلمة بن عبد الملك فاستوهبه من يزيد فأبى وقال قد صنع ما صنع وأدعه فرده إلى النصري إلى المدينة فأغرمه أربعين ألف دينار وعذبه وطاف به في جبة من صوف.
وبسنده أن فاطمة بنت حسين كانت تسبح بخيط معقود فيها، قال: وقد روي أيضا عن فاطمة بنت حسين غير حديث اه.
وفي الأغاني بسنده أن الحسن بن الحسن لما حضرته الوفاة جزع وقال إني لأجد كربا ليس هو إلا كرب الموت، فقال له بعض أهله: ما هذا الجزع تقدم على رسول الله(ص) وهو جد وعلى علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم وهم آباؤك فقال لعمري إن الأمر لكذلك، ولكن كأني بعبد الله ابن عمرو بن عثمان حين أموت وقد جاء في مضرجتين أو ممصرتين وهو يرجل جبته يقول أنا من بني عبد مناف جئت لأشهد ابن عمي، وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين فإذا جاء فلا يدخل علي، فصاحت فاطمة أتسمع؟
قال نعم، قالت أعتقت كل مملوك لي إن أنا تزوجت من بعدك أحدا أبدا فسكن الحسن وما تنفس ولا تحرك حتى قضى، فلما ارتفع الصياح أقبل عبد الله على الصفة التي ذكرها الحسن، فقال بعض القوم ندخله وقال بعضهم لا يدخل، وقال قوم لا يضر دخوله فدخل وفاطمة تصك وجهها فأرسل إليها وصيفا كان معه، فجاء يتخطى الناس حتى دنا منها فقال لها يقول لك مولاي أبقي على وجهك فإن لنا فيه إربا، فأرسلت يدها في كمها واختمرت وعرف ذلك منها فما لطمت وجهها حتى دفن صلوات الله عليه، فلما انقضت عدتها خطبها فقالت فكيف لي بنذري ويميني، فقال نخلف عليك بكل عبد عبدين وبكل شيء شيئين ففعل وتزوجته اه.
وهذا الخبر لا نراه إلا مكذوبا والله أعلم ما أراد به واضعه:
أولا: إن فاطمة بنت الحسين(ع) في عقلها وكمالها وشرف نسبها ودينها حتى كانت تقوم الليل وتصوم النهار وتشتغل بالتسبيح بخيط معقود فيها لم تكن لتفعل مثل هذا الأمر المشين.
ثانيا: إن ابن سعد لم يذكره ولم يشر إليه.
ثالثا: إنه معارض بما مر رواية المفيد أنها أقامت على قبر زوجها في قبة سنة كاملة تقوم الليل وتصوم النهار وهو مناقض لهذا الخبر.
رابعا: إنه معارض بما رواه أبو الفرج في الأغاني حيث قال بعد ذكر الخبر الأول وقد قيل في تزويجه إياها غير هذا، ثم روى بسنده أن فاطمة فحلفت عليها أمها لتتزوجنه، وقامت في الشمس وآلت لا تبرح حتى تتزوجه فكرهت فاطمة أن تحرج فتزوجته اه.
المصادر:
1- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج7.
2- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج8.
اترك تعليق