مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين(11)

120- فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين علي(ع):
سبقت إلى الإسلام وهاجرت إلى المدينة في أول الهجرة. روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: كانت فاطمة بنت أسد بن هاشم أول هاشمية ولدت من هاشمي وكانت بمحل عظيم من الأعيان في عهد رسول الله(ص) وتوفيت في حياة رسول الله(ص) وكان اسم علي أسد ولذلك يقول أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
أقول لما ولد سمته حيدرة باسم أبيها لأن حيدرة من أسماء الأسد.
وبسنده عن الزبير بن سعيد القرشي قال كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا علي بن الحسين ولم أر هاشميا قط كان أعبد لله منه فقام إليه سعيد بن المسيب وقمنا معه فسلمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد يا أبا محمد أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب قال: نعم، حدثني أبي قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: لما ماتت بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله(ص) في قميصه وصلى عليها وكبّر عليها سبعين تكبيرة ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها وخرج من قبرها وعيناه تذرفان وجثا في قبرها فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال يا عمر أن هذه المرأة كانت بمنزلة أمي التي ولدتني إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود فيه.
121- فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم:
هي أم داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، شريفة علوية، وبعضهم يقول أن أم داود المذكورة اسمها حبيبة، وتكنى أم خالد البربرية وإليها ينسب عمل أم داود المشهور في يوم النصف من رجب كما ذكرناه في ترجمة داود، ويحتمل أن تكون أم داود اسمها فاطمة وأم خالد البربرية حاضنته ومرضعته فتكون أمه من الرضاعة والله أعلم.
122- ست المشائخ أم الحسن فاطمة بنت الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني:
في أمل الآمل: كانت عالمة فاضلة فقيهة صالحة عابدة سمعت من المشائخ مدحها والثناء عليها روي عن أبيها وعن ابن معية شيخه إجازة كما تقدم في أخيها محمد وكان أبوها يثني عليها ويأمر النساء بالاقتداء بها والرجوع إليها في أحكام الحيض والصلاة ونحوها اه.
وفيما يلي صرة صك تهب به أخويها ميراثها من أبيها لقاء كتب تنازلا لها عنها: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي وهب لعباده ما يشاء وأنعم على أهل العلم والعمل بما شاء وجعل لهم شرفا وقدرا وكرامة وفضلهم على الخلق بأعمالهم العالية وأعلا مراتبهم في داري الدنيا والآخرة وشهد بفضلهم الإنس والجان والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد سيد ولد عدنان المخصوص بجوامع الكلم الحسان وعلى آله وأصحابه أهل اللسن واللسان والساحبين ذيول الفصاحة على سحبان وعلى تابعيهم ومن اتبعهم بإحسان ما اختلف الجديدان وأضاء القمران.
أما بعد فقد وهبت الست فاطمة أم الحسن أخويها أبا طالب وأبا القاسم عليا سلالة السعيد الأكرم والفقيد الأعظم عمدة الفخر وفريد الدهر عين الزمان ووحيده محيي مراسم الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين مولانا شمس الملة والحق والدين محمد بن أحمد بن حامد بن مكي قدس سره المنتسب لسعد بن معاذ سيد الأوس قدس الله أرواحهم جميع ما يخصها من تركة أبيها في جزين وغيرها هبة شرعية ابتغاء وجه الله تعالى ورجاء لثوابه الجزيل وقد عوضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمه الله وكتاب المصباح له وكتاب من لا يحضره الفقيه وكتاب الذكرى لأبيهم رحمه الله والقرآن المذهب المعروف بهدية علي بن المؤيد وقد تصرف كل منهم والله الشاهد عليهم وذلك في اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم قدره الذي هو من شهور ثلاث وعشرين وثمانمائة والله على ما نقول وكيل.
وعلى رأس الورقة توقيع الشيخ حسن بن علي التوليني وختمه بماء الذهب وهذا صورة ما كتبه:
قد اتصل بي بثبوت هذه الوثيقة بين الأماجد الطاهرين وعلمت ما جرى ورقم فيها بعلم اليقين أجريت عليها بقلم الإثبات بالمشروع والمعقول وأنا أحقر الورى حسن بن علي التوليني خاتمه بماء الذهب والشهود أسفلها آخر الكتابة شهد خالهم المقدم علوان بن أحمد بن ياسر خاتمه شهد الشيخ علي بن حسين الصايغ خاتمه شهد بذلك الشيخ فاضل بن مصطفى البعلبكي خاتمه.
123- أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة أخي لبيد الشاعر بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية زوجة أمير المؤمنين(ع):
مر ذكر نسبها وبعض أحوالها في ترجمة ولدها العباس ابن أمير المؤمنين(ع) وهي من بيت عريق في العروبة والشجاعة تزوجها مولانا أمير المؤمنين(ع) بإشارة أخيه عقيل حين طلب منه أن يختار له امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد له غلاما فارسا وكان عقيل نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم فاختارها له وقال أنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فتزوجها أمير المؤمنين(ع) فولدت له العباس ثم عبد الله ثم جعفرا ثم عثمان وكلهم قتلوا مع أخيهم الحسين(ع) بكربلاء وكانت شاعرة فصيحة وكانت تخرج كل يوم إلى البقيع ومعها عبيد الله ولد ولدها العباس فتندب أولادها الأربعة خصوصا العباس أشجى ندبه وأحرقها فيجتمع الناس يسمعون بكاءها وندبتها فكان مروان بن الحكم على شدة عداوته لبني هاشم يجيء فيمن يجيء فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
فمن قولها في رثاء ولدها العباس ما أنشده أبو الحسن الأخفش في شرح كامل المبرد:
يا من رأى العباس كر * على جماهير النقد
ووراه من أبناء حيدر * كل ليث ذي لبد
أنبئت أن ابني أصيب * برأسه مقطوع يد
ويلي على شبلي إما * ل برأسه ضرب العمد
لو كان سيفك في يديك * لما دنا منه أحد النقد
نوع من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه
وزاد البيت حسنا أن العباس من أسماء الأسد.
وقولها في رثاء أولادها الأربعة:
لا تدعوني ويك أم البنين * تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى * قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلاءهم * فكلهم أمسى صريعا طعين
يا ليت شعري كما أخبروا * بان عباسا قطيع اليمين
124- فاطمة بنت الناصر الصغير أبي محمد الحسن بن أبي الحسين بن أحمد صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):
والدة الشريف الرضي والمرتضى توفيت في ذي الحجة سنة 385 كانت من جليلات النساء وفضلياتهن رأى المفيد في منامه أن فاطمة الزهراء(ع) دخلت عليه مسجده ومعها ولداها الحسن والحسين(ع)، فقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، فلما أفاق تعجب من ذلك، وذهب في صبيحة ذلك اليوم إلى مسجده الذي يدرس فيه فدخلت عليه فاطمة بنت الناصر ومعها ولداها المرتضى والرضي وقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، ففتح الله عليهما من أبواب العلوم ما شاع ذكره، ولما توفيت رثاها ولدها الشريف الرضي بقصيدة مذكورة في ديوانه نذكر بعضها لأن فيه دلالة على صفاتها الحميدة وأفعالها المجيدة أولها:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي * وأقول لو ذهب المقال بدائي
يقول فيها:
ما كنت أذخر في فدائك رغيبة * لو كان يرجع ميت بفداء
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة * لتكدست عصب وراء
لوائي فارقت فيك تماسكي وتجملي * ونسيت فيك تعززي وإبائي
وصنعت ما ثلم الوقار صنيعه * مما عراني من جوى البرحاء
قد كنت آمل أن أكون لك الفدا * مما ألم فكنت أنت فدائي
أنضيت عيشك عفة وزهادة * وطرحت مثقلة من الأعباء
بصيام يوم القيظ تلهب شمسه * وقيام طول الليلة الليلاء
ما كان يوما بالغبين من اشترى * رغد الجنان بعيشة خشناء
لو كان مثلك كل أم برة * غني البنون بها عن الآباء
كيف السلو وكل موضع لحظة * اثر لفضلك خالد بازائي
فعلات معروف تقر نواظري * فتكون أجلب جالب لبكائي
ما مات من نزع البقاء وذكره * بالصالحات بعد في الاحياء
ومن الممول لي إذا ضاقت يدي * ومن المعلل لي من الأدواء
ومن الذي إن ساورتني نكبة * كان الموقي لي من الأسواء
شهد الخلائق انها لنجيبة * بدليل من ولدت من النجباء
في كل مظلم أزمة أو ضيقة * يبدو لها اثر اليد البيضاء
ذخرت لنا الذكر الجميل إذا انقضى * ما يذخر الآباء للأبناء
آباؤك الغر الذين تفجرت * بهم ينابيع من النعماء
من ناصر للحق أو داع إلى * سبل الهدى أو كاشف الغماء
نزلوا بعرعرة السنام من العلى * وعلوا على الاتباع والأمطاء
من كل مستبق اليدين إلى الندى * ومسدد الأقوال والآراء
درجوا على اثر القرون وخلفوا * طرقا معبدة من العلياء
معروفك السامي أنيسك كلما * ورد الظلام بوحشة الغبراء
وضياء ما قدمته من صالح * لك في الدجى بدل من الأضواء
125- أم عبد الله:
ويقال أم عبده فاطمة بنت الحسن بن علي زوجة علي بن الحسين وأم الباقر(ع).
ولذلك كان الباقر(ع) هاشميا بين هاشميين علويا بين علويين فاطميا بين فاطميين لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين(ع).
وقال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي أمها أم فروة بنت القاسم ابن محمد بن أبي بكر حكاه عنه في كشف الغمة.
وقال أبو الصباح وذكر أبو عبد الله جدته أم أبيه يوما فقال كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها.
126- فاطمة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):
في خصائص النسائي: أخبرنا عمر بن علي حدثنا يحيى يعني ابن سعيد حدثنا موسى الجهني قال دخلت على فاطمة بنت علي فقال لها رفيقي هل عندك شيء من والدك يوهب قالت حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله(ص) قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي.
أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا جعفر بن عون عن موسى الجهني قال أدركت فاطمة بنت علي وهي بنت ثمانين سنة فقلت لها تحفظين عن أبيك شيئا قالت لا ولكني سمعت أسماء بنت عميس أنها سمعت من رسول الله(ص) يقول يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس من بعدي نبي.
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا أبو نعيم حدثنا حسن وهو ابن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس أن رسول الله(ص) قال يا علي إنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
127- فاطمة بنت الرضا(ع):
ذكرها الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) وذكر ما يدل على أنها روت الحديث، ومر في سيرة الرضا(ع) ما يدل على أنه لم يترك إلا ولدا واحدا وهو الإمام الجواد ومر عن بعضهم أنه ترك خمسة ذكور وبنتا واحدة. وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) حديثا عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه وعمه زيد عن أبيه علي ابن أبي طالب(ع) عن النبي(ص) قال من كف غضبه كف الله عنه عذابه ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم.
128- أم فروة:
فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر كانت أم الصادق(ع) وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وهذا معنى قول الصادق(ع) إن أبا بكر ولدني مرتين وفي ذلك يقول الشريف الرضي: وحزنا عتيقا وهو غاية فخركم بمولد بنت القاسم بن محمد روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق(ع) في حديث قال كانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين قال وقالت أمي قال أبي يا أم فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب وهم يصبرون على ما لا يعملون.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن عبد الأعلى رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسرى فقال لها رجل ممن يطوف يا أمة الله أخطأت السنة فقالت انا لأغنياء عن علمك.
وقال المسعودي في كتاب اثبات الوصية: كانت أم الصادق(ع) أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وكان أبوها القاسم من ثقات علي بن الحسين وكانت من اتقى نساء زمانها وروت عن علي بن الحسين أحاديث.



المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج8.

التعليقات (0)

اترك تعليق