مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين(12)

129- فاطمة بنت السيد رضي الدين علي بن طاوس:
قال والدها في كتاب سعد السعود وقفت مصحفا تاما أجزاء على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم فاطمة سلمها الله حفظته وعمرها دون التسع سنين وقد أجازها وأجاز أختها شرف الأشراف المتقدمة، وقال في وصف ابنتيه هاتين الحافظتين الكاتبتين.
130- فاطمة بنت حميدة:
بنت المولى محمد شريف بن شمس الدين محمد الرويدشتي الأصفهاني نسبة إلى رويدشت ناحية من توابع أصفهان ومر ذكر أمها حميدة وإنها كانت عالمة فاضلة متزوجة برجل جاهل من أقاربها، وفاطمة هذه مذكورة في رياض العلماء منسوبة إلى أمها كما ذكرناه لا إلى أبيها وكأنه لكونه جاهلا غير معروف وأمها عالمة معروفة.
وفي الرياض هي أي فاطمة أيضا كانت فاضلة عالمة عابدة ورعة ولم أعلم لها تأليفا وكانت أيضا معلمة لنسوان عصرها وفي الأغلب تكون في بيت سلسلة الوزير خليفة سلطان بأصفهان والآن هي في الحياة وقد زوجوها من رجل قروي جاهل أحمق كزوج والدتها.
131- فاطمة بنت موسى بن جعفر(ع):
توفيت سنة 201. عن تاريخ قم للحسن بن محمد القمي قال أخبرنا مشائخ قم عن آبائهم أنه لما اخرج المأمون الرضا(ع) من المدينة إلى مرو لولاية العهد سنة 200 من الهجرة خرجت فاطمة أخته تفتقده في سنة 201 فلما وصلت إلى ساوة مرضت فسالت كم بينها وبين قم قالوا عشرة فراسخ فقالت احملوني إليها فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيت موسى بن الخزرج ابن سعد الأشعري قال وفي أصح الروايات أنه لما وصل خبرها إلى قم تقدمهم موسى بن الخزرج فلما وصل إليها اخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله وكانت في داره سبعة عشر يوما ثم توفيت رضي الله عنهما فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها ودفنها في أرض كانت له وهي الآن روضتها وبنى عليها سقيفة من البواري إلى أن بنت زينب بنت محمد بن علي الجواد عليها قبة.
وقال: الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الله بن حازم العكبري.
في رياض العلماء: كانت فاضلة عالمة فقيهة من مشيخة السيد تاج الدين بن معية يروي الشهيد عنها بتوسط السيد المذكور والظاهر أنها كانت من الإمامية وقد أجازها الشيخ عبد الصمد بن أحمد عبد القادر بن أبي الحسن على ما وجدته في بعض المواضع اه.

132- أم المؤمنين أم سلمة هند زوجة النبي(ص):
كانت من أعقل النساء وكانت لها أساليب بديعة في استعطاف النبي ص عند غضبه وأدب بارع في مخاطباته وطلب الحوائج منه فمن ذلك لما لقيه ابن عمه وأخوه من الرضاعة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب عبد الله بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة لأبيها، وهو في طريقه إلى فتح مكة، فاستأذنا عليه فاعرض عنهما.
فقالت أم سلمة: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك، فقال: لا حاجة لي بهما، إما ابن عمي فهتك عرضي وكان يهجو رسول الله وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال: يعني قوله له: والله لا آمنت بك حتى تتخذ سلما إلى السماء فتعرج فيه وأنا أنظر ثم تأتي بصك وأربعة من الملائكة يشهدون أن الله أرسلك.
فقالت أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك.
فقال أبو سفيان والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فرق لهما النبي فدخلا عليه وأسلما.
وقالت له لما أراد علي(ع) أن يسال النبي ص في الإذن له في إدخال فاطمة عليه فدخلت أم أيمن على أم سلمة فأخبرتها وأخبرت سائر نسائه بذلك فاجتمعن عنده وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله إنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها، قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى وقال خديجة وأين مثل خديجة؟ وأخذ في الثناء عليها، فقالت أم سلمة من بينهن فديناك بآبائنا وأمهاتنا إنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا وقد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهنأها الله بذلك وجمع بيننا وبينها في جنته، يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة، ثم التفت إلى النساء بعد ما دخلن البيت فقال من هاهنا؟
فقالت أم سلمة أنا أم سلمة وهذه فلانة وفلانة، فكانت هي المبادرة بالجواب فأمرهن أن يصلحن من شأن فاطمة في حجرة أم سلمة، وابتدأتهن أم سلمة بالرجز أمام فاطمة لما زفت.
فانظر وقارن بين أم سلمة ماذا قالت في حق خديجة لما أثنى عليها النبي(ص) وماذا قالته بعض أزواجه لما أثنى على خديجة فقالت وما كانت خديجة، وقد أبدلك الله خيرا منها.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي(ص) يودعها فقالت سر في حفظ الله وفي كنفه فوالله انك لعلى الحق والحق معك ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرت معك ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني عمر.
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص.
وبسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرع ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت إني والله ما جئت أسال طعاما ولا شرابا ولكني مولى لأبي ذر فقالت مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قالت أحسنت سمعت رسول الله(ص) يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
هذا حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه يعني مسلما والبخاري.
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت لي أيسب رسول الله(ص) فيكم؟ قلت سبحان الله أو معاذ الله، قالت سمعت رسول الله(ص) يقول من سب عليا فقد سبني.
وأبو عبد الله الجدلي واسمه عتبة بن عبد كان ساكنا في الشام فلهذا قالت له أم سلمة ذلك.
وكانت فقيهة عارفة بغوامض الأحكام الشرعية حتى أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يستشيرها ويرجع إلى رأيها، فقد ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 40 إنه لما أرسل معاوية بسر بن أبي أرطاة في ثلاثة آلاف حتى قدم المدينة أرسل إلى بني سلمة والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي(ص) فقال لها ماذا ترين إن هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن أقتل، قالت أرى أن تبايع.
وفي رواية الكلبي ولوط بن يحيى التي حكاها ابن أبي الحديد في شرح النهج إن أم سلمة قالت لجابر: اذهب فبايع، وقالت لابنها عمر اذهب فبايع.
وفي رواية إبراهيم بن هلال الثقفي التي نقلها ابن أبي الحديد أيضا إن جابرا قال دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع، إحقن دمك ودماء قومك، فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع، وإني لأعلم أنها بيعة ضلالة.
133- هند بنت زيد بن مخربة الأنصارية الكوفية:
كانت شاعرة، وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير كانت شيعية وقالت حين سير بحجر بن عدي الكندي إلى معاوية:
ترفع أيها القمر المنير * ترفع هل ترى حجرا يسير
يسير إلى معاوية بن حرب * ليقتله كما زعم الخبير
تجبرت الجبابر بعد حجر * وطاب لها الخورنق والسدير
وأصبحت البلاد له محولا * كان لم يحييها يوما مطير
ألا يا حجر حجر بني عدي * تلقتك السلامة والسرور
أخاف عليك ما أردى عديا * وشيخا في دمشق له زئير
فإن تهلك فكل عميد قوم * إلى هلك من الدنيا يصير



المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج8.

التعليقات (0)

اترك تعليق