التين فاكهة الجنة: لكل فتاة تعاني من النحافة..
يقول سبحانه: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ»- سورة التين، الآية: 1.
«التِّينِ وَالزَّيْتُونِ« فاكهتان معروفتان، حلف بهما سبحانه لما فيهما من فوائد جمّة وخواص نافعة، تحدثنا عن الزيتون في العدد السابق، أما التين فهي فاكهة خالصة من شآئبة التنغيص، وفيه أعظم عبرة لاَنّه عزّ اسمه جعلها على مقدار اللقمة، وهيّأها على تلك الصورة إنعاماً على عِباده بها.
وقد روى أبو ذر الغفاري عن النبي(ص)، أنّه قال: «لو قلت أنّ فاكهة نزلت من الجنة، لقلت: هذه هي، لاَنَّ فاكهة الجنة بلا عَجَمْ(1) فإنَّها تقطع البواسير، وتنفع من النقرص»(2).
إنَّ أوَّل من استخدم ورق التين هو نبي الله آدم عليه السَّلام وزوجته حواء عليها السَّلام حيث كانا يضعان أوراق التين على عوراتهما لسترها قال تعالى: «وَطَفِقا» أي أقبلا: «يَخْصِفانِ عَلَيْهِما» أي يرقعان «عليهما مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ» أي ورق التين. عندما أدركا قبح العري صنعا من الورق العريض لشجرة التين إزاراً لهما «ستراً لهما» وربطوه حولهما.
فاكهة التين كان لها التقدير منذ قديم الزمان بشكله الجاف والغض الأخضر. وموطنه الأصلي بلاد فارس وآسيا وسوريا ولبنان. ولقد استعمله الفينيقيون في رحلاتهم البحرية والبرية. وحالياً فهو يزرع في كل حوض بلاد البحر المتوسط وفي معظم المناطق الدافئة والمعتدلة.
التين كغذاء:
يعتبر التين من الثمار الغنية بالمواد السكرية التي تعطي الطاقة للانسان، كما يحتوي على الحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمغنسيوم وفيتامين(ب) المركب والتي تشكل غذاء جيدا للإنسان.
وقد قيل أنَّ التين هو أصح الفواكه كغذاء إذا أُكل على الريق ولم يتبع بشيء.
وإذا داوم عليه الانسان النحيل فطوراً لمدة أربعين يوما مع اليانسون سمن تسمينا لا يعادله شيء
والتين سهل الهضم، ملين، ولذلك نصح باستخدامه للمصابين بعسر الهضم والإمساك، علماء الاَغذية ذكروا أنّه يمكن الاستفادة من التين كسكر طبيعي للاَطفال، ويمكن للرياضيين ولمن يعانون ضعف كبر السنّ أن ينتفعوا منه للتغذية، حتى ذكروا أنّ الشخص إن أراد توفير الصحة والسلامة لنفسه فلا بد له أن يتناول هذه الفاكهة.
اكتشف علماء الأغذية مؤخراً أن ثمر "التين" عالي القيمة الغذائية، وخاصة لاحتوائه على السكريات الأحادية، والعناصر المعدنية، والفيتامينات. التين هو ثمار لأشجار معمرة، وفيه أنواع كثيرة.
وللتين أحجام وألوان مختلفة فمنه الأسود والأخضر الكبيرين ومنه الأسود والأخضر الأقل حجما ويعرف باسم الحماط، والنوع الصغير جداً وهو بلون أسود وأخضر ويسمي بالبلس، ومنه النوع الأصفر المتوسط.
كان يستعمل التين لإطعام العبيد لكي يمدهم بالطاقة والقوَّة للخدمة، وبشكل خاص كان يتغذى عليه العمال والعبيد الزراعيون الذي يعملون بالزراعة.
الأجزاء المستعملة من التين:
الجزء المستعمل من نبات التين الثمار والأوراق ولبن الأغصان والأغصان. المحتويات الكيميائية للتين: تحتوي ثمار التين على حوالي 50 % من سكر الفواكه وبالأخص الجلوكوز وفلافونيدات وفيتامينات
(أ1، ب2، ج، ب) .كما تحتوي على زيوت ثابتة ومعادن؛ ومن أهمها الحديد والمنجنيز والكالسيوم والبروم والفسفور والنحاس، بالإضافة إلى بعض الأنزيمات والتي من أهمها أنزيم(الفيسين) Ficin.
فاكهة التين في الروايات:
قال(ص): "أكل التين أمان من القولنج"(3) - (4).
وقال(ص): "كل التين، فإنه ينفع البواسير والنقرس"(5).
يذكر أنّه خرج قرحة على كبد حزقيل النبي، فأوحى الله إليه أن خذ لبن التين فحكّه على صدرك من خارج، ففعل فسكن عنه ذلك.
ويذكر أيضاً أنّه أوحى الله تعالى إلى شعيا أنَّ ملكهم يداوي قرحة ساقه بماء التين(6).
وفي الحديث: "من أراد أن يرقَّ قلبه فليدمن من أكل البلس وهوالتين"(7).
وعن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: "أكل التين يلين الصدر وهونافع لرياح القولنج وأكثروا منه بالنهار وكلوه بالليل ولا تكثروا منه"(8).
وعن أبي الحسن الرضا (ع) قال: "التين يذهب بالبخر، ويشد العظم وينبت الشعر، ويذهب بالداء حتى لا يحتاج معه إلى دواء، وقال: التين أشبه شيء بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر"(9).
استعمالات وفوائد التين الطبية:
- يستعمل التين مع غيره من الأدوية مثل مادة السنامكة Senna والراوند Rhubarts لتصنيع الشرابات الملينة خاصة في بريطانيا.
- يزيل النفخة والأرياح.
- ملطف للبشرة ينعمها ويزيل البثور.
- يزيل مشاكل الرشح والزكام وآثارهما على الأنف والحنجرة.
- تستعمل لبخات التين على خراجات الأسنان والتهابات اللثة والأورام بالفم وغيره.
- يستعمل الحليب الذي يخرج من عنق التين غير الناضج لإزالة الثؤلول بأن يوضع الحليب عليه.
- منه البري والبستاني يمزج مع الشمر واليانسون والسمسم يؤكل صباحاً فيساعد الصحة على القوة والنشاط ويزيد في الوزن.
- يقوي الكبد وينشطه ويزيل تضخم الطحال.
- يعالج أمراض الدورة الدموية والأوردة خصوصاً البواسير، ويؤكل ويوضع موضعياً.
- ينشط الكلى ويزيد في الدورة الدموية التي تغذيها للقيام بوظائفها.
- يدر البول ويفتت الحصى والرمل.
- يعالج أمراض الصدر والسعال والربو وتشنج القصبات الهوائية والتهاباتها.
- يعالج أمراض تسرّع القلب. يمنع تجمع الماء في القلب والرئتين والجسم الذي ينتج عن ذلك بخفض الضغط بلطف، ويمنع النزيف.
- ينشط الدماغ والدورة الدموية فيه فيقوم الدماغ بوظائفه بطريقة أفضل خاصة إذا أكل مع المواد الغنية بالفوسفور مثل المكسرات واللوز والفستق الحلبي والصنوبر.
- يعالج أمراض الدورة الدموية بالدماغ مثل الفالج والرعاش والنشاف.
- يعالج أمراض الجلد مثل البهاق.
- يعالج امراض النقرس فيعمل على اخراج أملاح اليوريك أسيد من الجسم عن طريق البول وعن طريق التعرق. يعالج أمراض المفاصل وآلامها.
- حليب التين يساعد على تآكل اللحم الميت في الجسم مثل الثؤلول، فيوضع على اللحم القاسي فيصبح طرياً.
- يعالج التين الأمراض النفسية، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وإزالة أنواع القلق والخوف والإحباط والتوتر.
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ.
--------------------------------------------------------------------------------
(1)- العجم: نوى التمر أو كل ما كان في جوف مأكول كالزبيب.
(2)- مجمع البيان: ج5، ص510.
(3)- القولنج: مرض معوي مؤلم يعسر معه خروج الثقل والريح، "القاموس المحيط" ج1، ص204.
(4)- بحار الأنوار: ج59، ص296.
(5)- بحار الأنوار: ج59، ص297.
(6)- مستدرك سفينة البحار: الباب 297، ص1.
(7)- مستدرك سفينة البحار: الباب 574، ص1.
(8)- الفصول المهمة في أصول الأئمة : ج4، ص172.
(9)- المحاسن: ص554.
المصدر: مجلة هدى القرآن، العدد الرابع، شهر ذي الحجة/ 1433 هجري، تشرين الثاني 2012 ميلادي.
اترك تعليق