مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

بعد 28 عاما وراء القضبان..مأساة أبو نادر تشاطره فيها زوجته وأسرته.

بعد 28 عاما وراء القضبان..مأساة أبو نادر تشاطره فيها زوجته وأسرته التي شهدت اعتقاله قبل توقيع اتفاقية أوسلو.

 شيخ أسرى فلسطين.. هل يودع الأسر؟
سامي يونس (أبو نادر) شيخ الأسرى الفلسطينيين، ناهز عمره 82 سنة وما زال يقبع في غياهب السجون الإسرائيلية منذ 28 عاما، وتأتي صفقة تبادل الأسرى لتعيد الأمل في نفوس أفراد عائلته الذين يتلهفون للقائه بعد نشر اسمه على قائمة المشمولين بالإفراج.
مأساة أبو نادر تشاطره فيها زوجته وأسرته التي شهدت اعتقاله قبل توقيع اتفاقية أوسلو.
وتقول زوجة أبو نادر الحاجة حليمة التي تبلغ الآن 78 عاماً من عمرها: "ليس من الهين على زوجة أن يتركها زوجها ترقب حلم عمرها يموت ببطء أمام عينيها، وتشاهد شريك حياتها تأكله قضبان السجون وعتمة الزنزانة، فما بالك وهي أم لخمسة أطفال".
وتوضح أم نادر أن العائلة باشرت بتنظيم مهرجان شعبي كبير احتفالاً بالإفراج عنه داخل قريته عارة.
وبلهجة الواثقة المؤمنة تستعيد الحاجة حليمة بداية رحلتها الجبلية وتقول "عندما اعتقل زوجي كنت أمّا لخمسة أطفال وبالخمسين من عمري، فبدأت أعمل في تربية الدجاج وبيع الجوافة والزيتون لإعالة عائلتي".
وترى الحاجة حليمة أن زوجها سدد ثمنا أكبر بسجنه نحو ثلاثة عقود خلف القضبان، فهو لم يفرح بزواج أبنائه، وحرم من أحفاده إلا من خلف جدار زجاجي.
كما تستعيد الحاجة حليمة معاناة الأسرة وتقول إنها عانت الأمرين خلال اعتقاله وزيارتها له في المعتقلات البعيدة مثل سجن بئر السبع.
وتضيف -وهي تحتضن صورته برفق- "كنا نسافر قبل أذان الصبح ونضطر للإنتظار هناك عدة ساعات دون وجود مقاعد للجلوس تحت أشعة الشمس الحارقة وتحت الأمطار وفي غياب المراحيض".
وتؤكد الحاجة حليمة أن كل ذلك كان انتقاماً من أهالي الأسرى، "لكن التكافل بين ذوي الأسرى قوي جداً بفعل الإنتماء الواحد والألم المشترك، وهي طاقة كبيرة لمواصلة الطريق الصعب".
أما الابنة كوثر التي خرجت من البيت عروساً بدون والدها فتستعيد هي الأخرى الذكريات ويغالبها الدمع وتقول إنه منذ اعتقل والدها وهي في الصف العاشر لم يفارقها ظله وخياله.
وتروي كوثر أنها حزنت جداً حينما علمت أن المحققين بعدما اعتقلوه في سجن الجلمة قرب حيفا خلال فصل الشتاء، كانوا يرشونه بالماء البارد ويجبرونه على خلع ملابسه وهو مقيد بحبال دون تحريك يديه في الصقيع.
وتتابع "في إحدى الزيارات أكد لنا أنه سيعود ميتا لشدة الألم، وطلب منا عندما يعود جثة هامدة أن نبقي جثته في حديقة المنزل مدة ربع ساعة لتوديع البيت قبل أن يوارى جسده التراب".
  
المصدر: وكالة فلسطين اليوم.

التعليقات (0)

اترك تعليق