مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فرحة كبيرة وأناشيد وطنية تصدح في منزل الأسيرة قاهرة السعدي بجنين

فرحة كبيرة وأناشيد وطنية تصدح في منزل الأسيرة قاهرة السعدي بجنين: "سكت القلم لأكتب همومي فبكى القلم قبل أن تبكي عيوني"

عادت الفرحة من جديد في منزل الأسيرة قاهرة السعدي بمخيم جنين، شمال الضفة الغربية، بعد سماع نبأ الإفراج عنها وتحررها بالرجوع إلى منزلها، من خلال صفقة تبادل الأسرى التي دخلت مرحلة التنفيذ صباح اليوم.

وعلت أصوات الأغاني الوطنية منزل الأسيرة وامتزجت بجنباته ضحكات أطفالها، الذين سارعوا بتحضير المنزل لاستقبال والدتهم، فازدانت جدرانه بالأعلام الفلسطينية.

رأفت (15 عاما) بدا صوته مفعماً بالحيوية والسعادة وهو يشدو بقصيدته التي نظمها تحضيراً لاستقبال والدته، يقول "الفرحة لا تسعنا جميعا، فمنذ اليوم الأول الذي سمعنا به نبأ خروج والدتنا ونحن نتابع شاشات التلفاز ووسائل الإعلام، حتى أننا وليطمئن قلبنا بعد سماع نبأ الإفراج عنها وعدم إبعادها، أدرجنا اسمها على مواقع البحث الالكترونية حتى نتأكد، والحمد لله سيتحقق حلمنا باحتضان أمنا وتقبيلها".

حلم يتحقق
ويتابع رأفت حديثه والفرحة تغمر ملامح وجهه "وأخيرا سأرتاح أنا وأختي من تعب الزيارات التي كنا نستيقظ من أجلها منذ ساعات الصباح الباكر، وكنا نرهق من شدة التعب وننام بالطريق، وأخيراً حلمي سيتحقق باحتضان أمي، لقد كنت دائم الشوق لرؤيتها وتقبيلها واحتضانها، خاصة أنني لا أتمكن من رؤية ملامحها بوضوح خلف الزجاج أثناء الزيارة".

وعما قام به رأفت من أجل استقبال والدته، يشير أنه نظم لها قصائد شعرية عديدة، وقام بمساعدة أخته بتنظيف المنزل وترتيبه من أجل استقبال والدته، وحضّر لها العديد من الهدايا خاصة تلك التي لم يتمكن من إعطائها لها بأعياد الأم التي مضت بسبب أسرها.
"سكت القلم لأكتب همومي فبكى القلم قبل أن تبكي عيوني" تلك الكلمات كتبها رأفت لوالدته قبل أعوام ووضعها في إطار رسم فيه قلب حب وقيود تتكسر، لم يعرف رأفت أن لوحته الشعرية ستتحقق اليوم بعد مضي 10 سنوات على اعتقالها، وأن حلمه باحتضان والدته قد بات قيد أنملة منه.
وتعيش عائلة الأسيرة فرحة كبيرة بعد أن غابت عنه منذ تاريخ اعتقالها 5/8/2011، وتقضي الأسيرة حكما بالسجن في سجن "هشارون" مدى الحياة –ثلاثة مؤبدات وأربعون عاما- وحرم أطفالها منها وهم صغار، والسعدي أم لأربعة أطفال هم ساندي (19 عاما)، محمد (18 عاما)، ورأفت (15 عاما) ودنيا (13 عاما).

تحضيرات وبهجة
تقول ساندي التي استيقظت منذ ساعات الصباح الباكر لتنظيف المنزل وتحضيره لاستقبال والدتها أن فرحتها لا توصف بعودة أمها حرة، فالحلم بات حقيقة لها ولإخوتها، الذين كانوا دائما يحلمون باللحظة التي يعانقونها فيها.
وتشير ساندي "لم نصدق حتى نراها ونعانقها، فمنذ أن ورد اسمها بقائمة الأسرى المفرج عنهم وعودتها إلى المنزل، طرنا فرحاً ولم تسعنا الدنيا من شدة السعادة، وعلت أصوات الأغاني والرقص بين إخوتي، واستيقظنا جميعاً مبكرين من أجل تحضير المنزل وتزيينه بالأعلام، ونتحضر من أجل الذهاب إلى رام الله لاستقبال".

وتضيف ساندي (19 عاما) وأصوات إخوتها من حولها مبتهجين "قمنا بتحضير الهدايا لها ونحضر لحفلة كبيرة نقيمها على شرفها عندما تنال حريتها وتخرج من الأسر".

وتذكر ساندي في زيارتها الأخيرة قبل ستة شهور للأسيرة أن والدتها كانت متيقنة أن يوم الحرية قريب وكانت توصيهم دائماً بالصبر، وأنها ستنال حريتها وستعود لهم من جديد.

فاليوم وبعد طول الإنتظار ولوعة الشوق التي نسجها الأطفال لأمهم طوال تلك السنوات، أصبح بمقدورهم أن يقدموا الهدايا التي صنعوها وحضروها لوالدتهم في الأعياد والمناسبات السابقة التي مضت عليهم من دونها، وقد تبددت مخاوف العائلة من احتمال إبعاد الأسيرة إلى الخارج.


المصدر: فلسطين اليوم.

التعليقات (0)

اترك تعليق