مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

"إسرائيل" تقتل مريضات في خدورهن

ما أن نادى المؤذن اليوم  لصلاة الفجر وإذ بصواريخ إسرائيلية تحول جمعية مبرة فلسطين لرعاية المعاقين، في بيت لاهيا شمال غزة، إلى كتلة من الركام واللهب وتحرق المعاقين بداخلها وهم أحياء حتى الموت.
ثلاثة صواريخ ضربت الجمعية دون سابق انذار ما أدى إلى استشهاد مريضتين واصابة 3 آخرين بجروح بالغة بالإضافة إلى راعيتهم سلوى ابو القمصان.
في مشفى الشفاء بمدينة غزة تتمدد أبو القمصان (56 عاما) في قسم الحروق تتلقى العلاج من حروق بمختلف الدرجات.
وقالت لـ'وفا' إن الصواريخ ضربت الجمعية فجر اليوم بينما كان المرضى نائمون. 'رُفع آذان الفجر وبعدها نزل صاروخان أشعلا المكان، بالكاد استطعت الهروب بسبب النار... هربت والنار تمسك بملابسي،' قالت وقد غطت حروق وجهها.
وأضافت أن 3 صواريخ ضربت مبنى الجمعية: 'الأول اعتقدنا أنه في أرض مجاورة لكن الثاني والثالث كبيران حولا المكان إلى جهنم' قالت وهي تتحسس جزءا من شعرها المحترق.
في مبنى الجمعية ثقبان بحجم متر ونصف على الأقل في سقفين من الخرسانة. اسفلهما حفرة بمعمق زهاء مترين بها بقايا صاروخ ومن حوله تناثرت ألوان وكتب.
كرسيان متحركان متهشمان بجان كرسي متحرك على غلاف رواية جين آيير تشارلوتي برونتي. بقايا مكتبة طالتها ألسنة اللهب.
من بين الركام أزاح أحد المتفقدين غصن زيتون محترق حديثا، ليكشف عن جثة سها مصباح أبو سعدة. جثة منكمشة حملها رجال الاسعاف كطفل صغير إلى المشفى.
سها يتيمة الأبوين وتلجأ للجمعية منذ عشر سنوات، وهي إحدى المريضات اللوات يحتجن رعاية خاصة بسبب الاعاقة البدنية أو الذهنية، كما قالت جميلة عليوة، رئيسة جمعية مبرة فلسطين.
وأضافت عليوة، أن الحظ لعب دورا هاما في 'تقليل' عد الضحايا: '19 مريضا في الجمعية، كل خميس وجمعة يغادرون ويبقى 4 مرضى ليس لهم أهل مباشرين، وهذا خفف العدد'.
وعبرت عليوة عن استغرابها من القصف متسائلة: فعلا أرغب أن أعرف لماذا قصف الاحتلال جمعية تأوي معاقين حركيا وعقليا؟ أحاول أن أستوعب ولا أستطيع.
وشددت على أن الجمعية تقدم خدمات انسانية بحتة منذ عام 1994 وتتلقى تبرعات من رجال أعمال ورجال خير وليس لها اي انتماء سياسي على الاطلاق.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الشهيد كمال عدوان لـ'وفا' إن القصف الاسرائيلي لجمعية مبرة فلسطين أدى إلى استشهاد الفتاتين سها أبو سعدة (39 عاما) وعلا الوشاحي (33 عاما) واصابة 4 آخرين بجروح.
وأكد عز الدين علي، العامل في الجمعية، والقاطن بجانبها، أنه سمع الانفجار فخرج ليلقى نظرة من النافذة ليرى امرأة تجري والنار مشتعلة فيها.
وأضاف علي (27 عاما)  الذي يعمل حارسا للجمعية أن مبنى الجمعية كان يشتعل بعد انفجار صاروخين آخرين إن المرضى احترقوا ولا يعرف مصيرهم'.... نقلوهم المستشفى ولا أعرف من مات ومن عاش، كل ما رأيته أن الجمعية تحولت لكوم من النار وراءها دمارا'.
ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في اليوم الخامس على التوالي، إلى 25 شهيدا، ومئات الجرحى، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 133 شهيدا، إضافة إلى نحو 955 جريحا.


المصدر: وكالة وفا.

التعليقات (0)

اترك تعليق