مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دموع ورقص وأغان وإغماء في استقبال الأسرى

دموع ورقص وأغان وإغماء في استقبال الأسرى: "طلعنا..طلعنا..طلعنا، وقهرنا السجان".

لم تتمالك الأسيرة الفلسطينية قاهرة السعدي (40 عاما) التي أُطلق سراحها ضمن صفقة تبادل أسرى فلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، نفسها حين شاهدت أبناءها الستة في استقبالها فأُصيبت بحالة إغماء.

وكان القضاء الإسرائيلي أصدر بحق السعدي ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد أمضت منها ثمانية أعوام وأُطلق سراحها ضمن صفقة التبادل التي أبرمتها إسرائيل مع حركة حماس.

وقاهرة السعدي هي واحدة من 27 معتقلة فلسطينية تم إطلاق سراحهن، من بين 477 معتقل فلسطيني، وصل منهم 96 معتقل و22 معتقلة إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وكما قاهرة كذلك حال بقية الأسرى وذويهم، فوالدة المعتقل أحمد حسين شكري (66 عاما) اغرورقت عيناها بالدموع حينما استقبلت ابنها في المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، وكان شكري محكوماً بالسجن مدى الحياة وقد أمضى في السجن 22 عاماً.

وقالت والدته "منذ ثلاثة أيام لم أذق طعم النوم وأنا أفكر في ابني. لم أكن أتوقع أن يتم إطلاق سراحه لأن إسرائيل كانت تقول أنها لن تطلق سراح الأسرى ممن أيديهم ملطخة بالدماء".

وأضافت " لكن أنا سعيدة جداً، ولم أصدق أنه سيخرج إلا عندما رأيته بعيني اليوم، والحمد لله أنه خرج رغماً عنهم، وإن شاء الله كل الأمهات تفرح مثل فرحتي بعد أن يتم إخلاء كافة سجون الإحتلال".

وما إن انتهت كلمة عباس الترحيبية بالمعتقلين وكلمة ممثل حماس، حتى رفع أقرباء المفرج عنهم معتقليهم على الأكتاف وخرجوا بهم خارج مقر المقاطعة هاتفين "الله اكبر ... الله اكبر".

وأكد المعتقل نايف نضال (40 عاما) الذي كان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، قضى منها 17 عاماً وراء القضبان، أن شعوره لحظة إطلاق سراحه لا يمكن وصفه.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أستطيع وصف مشاعري، لكن ألمي أن هناك العديد من العائلات لم تستطع رؤية أبنائها، وأتمنى أن  ترى كل الامهات أبناءها عن قريب، وأن يتم إخلاء كل السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين".

وكان آلاف الفلسطينيين من أقرباء المعتقلين تواجدوا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر الإسرائيلي في انتظار الإفراج عن أبنائهم المعتقلين. وعند المدخل الرئيس للمعسكر عقدت حلقات الدبكة والرقص على أنغام الأغاني الفلسطينية التي صدحت في المكان من مكبرات صوت تم تركيبها على عدد من السيارات، ومن هذه الاغاني "طلعنا..طلعنا..طلعنا، وقهرنا السجان".

وفي الوقت الذي احتشد فيه أهالي المعتقلين الفلسطينيين عند المدخل الرئيس لمعسكر عوفر، أعلن ضابط إسرائيلي عبر مكبر للصوت، أن تغييراً طرأ على سير حافلات المعتقلين ما استدعى خروجهم من مدخل آخر للمعسكر واتجهوا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية.

وقال المعتقل توفيق عبد الله (54 عاما) الذي كان محكوماً مدى الحياة وأمضى منها 26 عاماً "شعوري حقيقة ممزوج بالفرحة والالم".
وأضاف "الفرحة لحريتي وخروجي من السجن وحرية إخواني الذين أطلق سراحهم معي، وألمي وحسرتي على من تبقى من إخواني في سجون الإحتلال، وخاصة الذين أمضيت معهم عشرات السنين ومنهم خليل يونس وماهر يونس، والقائمة من هؤلاء تتجاوز المئة".

ولعل هذا الشعور كان القاسم الأكبر بين معظم الأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الحرية، فالكلام عن فرحة الخروج من السجن والأسى على من بقي كان لسان حال غالبية المفرج عنهم، ومن هؤلاء أكرم الوحش الذي بدا منهكاً من ساعات الإنتظار في حين تحلق حوله العشرات من أقاربه، وحكم على الوحش بالسجن 36 عاماً، أمضى منها 32 عاماً.


المصدر: جريدة البلد.

التعليقات (0)

اترك تعليق