مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

النساء یکتبن عن الجوانب المنسیة للحرب المفروضة

النساء یکتبن عن الجوانب المنسیة للحرب المفروضة

قیام الکاتبات الإيرانيات بتدوین ذکریاتهن عن ذلک الجزء المنسي من تاریخ الحرب المفروضة ومشارکتهن فیها خلق أعمالاً وروائع حول هذه المشارکة النشطة فخلدهن تاریخ هذا البلد کأبطال الحرب.
إن مشارکة النساء في کتابة أدبیات الحرب لا یقتصر علی سرد ذکریات أزواجهن المقاتلین فقط بل هناک نساء وبسبب ظروف الحرب دخلن في قلب المعارک وعایشن أحداثها وفصولها ولیسردن الیوم هذه الذکریات ودورهن البطولي في جبهات القتال. وعندما نقرأ ذکریاتهن عن الحرب والتي هي خلیط من المحبة والإيمان مثل کتب "دا "، "من مقولة لا إلى الحرب"، "الأحد الآخر"، "الأحذية الهائمة" و"أحذیة مریم" نری مدی التأثیر الذي أوجدته في نفوس وعقول الناس.      

فکتاب "دا" لزهراء حسیني مع وصفها لکل أجزاء الحرب یظهر وبکل وضوح المشارکة الممیزة لفتاة شابة في أتونها. وکان صدور هذا الکتاب مقدمة لظهور کتب أخری بهذا السیاق حول المشارکة النسائیة في الحرب. وهذا الکتاب الذي کتب بنثر سلس تمکن من جذب الجمهور إليه وأنهی بذلک التفرد الذي تفرد به الرجال في ساحات الحرب ولیظهر الجانب الاخر من جوانب المشارکة في هذه الحرب. 

اما کتاب "من مقولة لا إلى الحرب" الذی یشرح ذکریات شمسي سبحاني حول الحرب والذی نشر قبل صدور کتاب "دا" یروی  سرد إحدى المسعفات المتطوعات في الحرب حسب طبیعة عملها ذکریاتها عن الحرب والناس هناک.
«وتشرح معصومة رامهرمزي في کتابها "الأحد الآخر" کیفیة قضائها سنوات الشباب في الحرب التي جعلتها أکثر قوة وتمرساً وتحکي لنا عن حصار خرمشهر والاشبال الذین کانوا یدافعون عن مدینتهم بکل شجاعة. وقد  أمضت هذه الفتاة الشابة سنوات الحرب وهي تکافح الحصار الذي ضرب حول المدینة لتسطر بذلک معایشتها هذه الأحداث جنباً إلى جنب الرجال.  

اما کتابا "أحذیة مریم" و"الاحذیة الهائمة" فهما من جملة الکتب التي تظهر المشارکة المؤثرة للنساء في الحرب والمشاهد الرائعة فیها وذلک بفضل البطولات التي سطرتها النساء هناک.

وتتطرق مریم أمجدي التي شارکت بنشاط في مختلف أحداث الحرب فی کتابها "أحذیة مریم" الی شرح الوقائع الوقائع التي مرت علی مدینة خرمشهر منذ احتلالها وحتى تحریرها والمشاهد المختلفة عن حرب تحریرها بکل دقة وتفصیل.
وتروی سهیلا فرجام فی کتابها "الأحذية الهائمة" ذکریات الحرب بصورة دقیقة وتسرد لنا کمسعفة زوایا الحرب من نظرتها وخصوصیة عملها في جبهات القتال بجنوب البلاد.

وفي کتاب "خریف عام 1980" تروي لنا کاتبة هذه الروایة وبصورة واقعیة الأحداث التي مرت خلال محاصرة المدینة ولتقدم لنا صورة متمازجة عن الحرب والحیاة في مدینة محاصرة من قبل العدو وکذلک عن الرجال الذین یقاتلون الغزاة بکل بطولة وضراوة. وتقدم  لنا مؤلفة الکتاب وفي إطار مبسط وسلس روایة أخری عن هذه الحرب والجنود فیها.  

هذا وصدرت لحد الآن روایات عدیدة من قبل کاتبات حول الحرب المفروضة بلغت140 روایة وهذا العدد رغم أنه مشجع ولکنه لا یشمل کافة تفاصیل وذکریات النساء حولها. بالإضافة إلى ذلک فإن ما یبشر بهذا المجال هو نیة بعض المؤسسات والمحققین في مجال الحرب بالإضافة إلى همة الکاتبات والأمل فی طرح المزید من الأعمال بهذا الخصوص.

وهذه الذکریات المرفقة بأدق التفاصیل والأحداث حول الحرب تضفي بعداً قصصیاً لهذه الروایات التي ترویها لنا النساء اللواتي شارکن من قریب أو بعید فيها. أما السبب الذي دعا هذا العدد من النساء في سرد ذکریاتهن عن الحرب یعود للحاجة الملحة لجیل الشباب وکذلک المجتمع للاطلاع علی أحداث الحرب التي تشکل جانباً من تاریخ هذا البلد. 

ورغم إن النساء اللواتي کتبن هذه الروایات عن الحرب وشرحن  أهوالها وصعوباتها لم یغفلن في نفس الوقت عن الکتابة عن الحیاة فإنه من العسیر علی المرأة التمییز بین هذین الجانبین  وذلک بسبب اختلاف تلک الظروف عن التي نعایشها الیوم. وهذا الاختلاف هو الذي یمیز بین النساء والرجال في کیفیة تناول وقائع الحرب.      

عندما قامت النساء بکتابة وقائع الحرب فهن في الواقع عملن علی بیان ذلک الحیز والجانب المغفول عنه في هذه الحرب. حیث خلقن في هذا المضمار أعمالاً بدیعة وعمیقة حول مشارکتهن فیها إلى جانب الرجال.

من جانب أخر فلم یکن یعرف المجتمع مدی الدور الذي لعبته النساء في هذه الحرب لتصوره بأن النساء أکتفین بإعداد الملبس والمأکل للمقاتلین وذلک في الصفوف الخلفیة لجبهات القتال ولکن تدوین ذکریات النساء اللواتي شارکن في الحرب بخاصة في خرمشهر والذي وصل إلى حد حمل السلاح لقتال المحتلین أبرز وجهات نظر مختلفة بهذا الشأن.  

أن عرض روایات هؤلاء النسوة علی المستوی العالمي یبشر بإیصال جانب من مظلومیة الشعب الإيراني إلى العالم.

المصدر: وكالة إيبنا.

التعليقات (0)

اترك تعليق