مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

تفاصيل مجزرة آل السكافي.. وقصة توأم التوجيهي

تفاصيل مجزرة آل السكافي.. وقصة توأم التوجيهي "أنس وسعد"..!

منهم من يمسك مصحفاً.. وآخرون وجدوا بدمائهم الطاهرة على سجادة الصلاة.. وآخرون يأخذون قسطاً من الراحة (نائمون) .. وعلى بعد أمتار من المنزل المستهدف نجا قرابة 150 فرداً من قصف همجي بأعجوبة القدر.
9 شهداء من آل السكافي رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد أن باغتتهم طائرة حربية "إسرائيلية" من نوع أف 16 دون سابق إنذار لتعلن عن مجزرة جديدة تدلل على إمعان الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين لفشله في استهداف رجال المقاومة.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" زارت منزل السكافي لتكشف عن تفاصيل المجزرة التي وقعت قبل دخول الهدنة الإنسانية التي أعلن عنها جيش الحرب لمدة 5 ساعات لنقل الشهداء والجرحى من مجزرة الفجر بحي الشجاعية بتاريخ 20-7.
شهداء المجزرة "أكرم محمد السكافي 63 عاماً والد لثلاثة شهداء هم "عبد الرحمن أكرم السكافي 22 عاماً، وشهيدان توأمان هما "أنس وسعد" 18 عاماً نجحا في الثانوية العامة (التوجيهي) حيث حصل أنس على معدل 88% علمي وسعد 91% أدبي"، وابن عمه الشهيد محمد حسن السكافي ونجله علي محمد السكافي، وأبناء عمومتهم مصعب الخير صلاح الدين السكافي، وعصام عطية السكافي، ومجاهد مروان السكافي".

تفاصيل مؤلمة..
حمزة السكافي شقيق الشهيد مصعب الخير يقول: "كنت في المنزل المجاور أصلي الظهر وكان بالمنزل أكثر من 150 فرد من العائلة نساء وأطفال ورجال وشباب، لم نشعر بصوت الانفجار لكن ما حصل هو تناثر للحجارة وسقوط للزجاج والأبواب ودخان أسود كثيف لم نفق إلا بعد مرور عدة دقائق".
ويضيف حمزة الذي نجا من الموت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،: "بعد توقف الدخان والغبار وجدنا فتحات كبيرة في جدران المنزل وأشعة الشمس لم نراها من قبل وبعد دقائق خرجنا من المنزل لم نجد منزل عمي الملاصق للمنزل الذي كنا نتواجد به حينها شعرنا أن مجزرة ارتكبت بحق العائلة".
وبين أن الوضع حينها كان مأساوياً لم نستطع أن نسيطر على الموقف وقفنا لمدة عشر دقائق ونحن ننظر على بعضنا البعض دون رفع حجر واحد، المشهد فظيع ومؤلم، ثم وجدنا الشهداء تحت الركام وبحثنا عن التوأمان أنس وسعد لم نجدهما وبعد ثلاثة أيام وجدناهم عبارة عن جثث متحللة".

قصة التوأمين..
لعل أكثر ما يؤلم العائلة هما الشقيقان "أنس وسعد" اللذان لم يفرحها بعد بنجاحهما في التوجيهي حيث أذرفت والدتهما الدموع عند نبأ استشهادهما قائلة: "لم أفرح بنجاحهما ولم أقدم لهما ما قدمته لأشقائهم الشهداء والأحياء من الحلوى والعصائر عند نجاحهما".
يداها ترجفان ودموعها تسيل على وجنتيها متمسكة بحبل الصبر، وهي تضيف: "قبل استشهادهما بيوم ذهب التوأمان إلى السوق واشتريا التمر والفواكه على أن يأكلا بعد الإفطار لكنهما استشهدا قبل أن يتذوقا التمر والفواكه، وقبل أن أحقق لهما ما طلباه مني بإعداد صينية كنافة لأقدمها إلى أصدقائهم وأصحابهم بنجاحهما في التوجيهي".
هنا ومع هذه الكلمات المؤثرة انخفض صوتها وبدأت آلامها تشتد وقلبها يتفطر حزناً على أبنائها وزوجها وهي تقول: "لم أنفذ ما طلبه مني أبنائي".
"كنا نربي حمام ودجاج على سطح المنزل وقبل صبيحة يوم المجزرة قرر زوجي أكرم مغادرة المنزل كباقي الجيران بعد دخول هدنة الـ5 ساعات، ما دفعه لفتح الأبواب أمام الحمام والدجاج خشية من تأخر العودة للمنزل نتيجة الحرب لكنه غادر الحياة إلى دار الخلود قبل سريان الهدنة بنصف ساعة" القول لزوجة الشهيد أكرم.

لن ننسى الذكريات..
وعلى ركام المنزل تجد الدماء وذكريات مليئة بالحب والإخلاص والوفاء حيث يقول "أبو يحيى" نجل الشهيد أكرم لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "لقد استشهد والدي وأشقائي الثلاثة ولكن ذكراهم تفوح ورائحتهم تملأ المكان وابتساماتهم وضحكاتهم وإخلاصهم لله عز وجل يشهد عليها الركام وكل جوانب البيت".[...]


المصدر: وكالة فلسطين اليوم.

 
 
 

التعليقات (0)

اترك تعليق