مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ماذا فعلت الحرب في وسام وجنينها وأين تعيش الآن؟!

ماذا فعلت الحرب في وسام وجنينها وأين تعيش الآن؟!

لم تكن تتخيل المواطنة وسام أبو عصر أن تُغرس الأنياب الإسرائيلية وشظاياها في أحشائها لتسرق منها "فرحة عمرها" وطفلها المنتظر، "اللاخيال" أصبح بفعل الترسانة العسكرية الإسرائيلية واقعاً أليما تحياه تلك المواطنة المسكينة، ليصبح جنينها أصغر ضحية في قائمة الإرهاب الصهيوني.
فجر يوم الأحد 20/ يوليو كانت بداية مأساة أبو عصر، عندما انهالت قذائف المدفعية الإسرائيلية بكل وحشية على الحي الذي تسكن فيه، تلك الأم المكلومة ما كان منها إلا أن وضعت يدها على بطنها، بطريقة عفوية علها تحمي فلذة كبدها المنتظر من نيران الغدر الصهيونية.
بعد ذلك قررت العائلة تحت مطر القذائف المدفعية الخروج من المنزل، وعند لحظة الخروج "قصف بيتها"، لتنجو العائلة بأطفالها، بعد ذلك شعرت أبو عصر بألم شديد في منطقة الرحم، العائلة لم تجد سيارة إسعاف لإنقاذ المرأة أو سيارة مدنية تقلها نحو مكان امن.
بعد ذلك ذهبت المرأة مع زوجها وأطفالها الأربعة مشياً على الأقدام من حي الشعف، صوب مستشفى الشفاء والذي يبعد عن منزلها 5 كم تقريباً، بعد ذلك خضعت أبو عصر لعملية قيصرية معقدة، كادت أن تودي بحياتها لولا مشيئة الله، حيث نزفت تقريباً معظم دمائها.
تقول أبو عصر والتي التقيناها في مشفى الشفاء بمدينة غزة: "يوم الأحد يوم لا ينسى ولا يمكن إزالته من الذاكرة، حيث كانت ليلة ثلاثية مرعبة عندما قصف بيتنا، ولحظة الخروج من البيت، ولحظة موت جنيني".
وتضيف وقد بان عليها الأرق جراء فقدها كميات كبيرة من دمها جراء العملية القيصرية: "حسبنا الله ونعم الوكيل العائلة كلها كانت تنتظر ميلاد ابني، ولكن الاحتلال حرمنا منه، ضربنا بمئات القذائف المدفعية، وخرجنا من البيت عنوة بعد اشتداد القصف لنصل إلى المشفى ويغمي علي، وعندما قمت من العملية اكتشفت أنني قد فقدت جنيني".
وبعد أن فقدت أبو عصر بيتها طلبت من المشفى أن تمكث لحين تدبير أمورها وإيجاد مسكن في كشك الولادة الذي أجريت العملية فيه، ونظراً لصعوبة أوضاعها الصحية، سمحت الجهات الصحية لها بالإقامة في تلك الغرفة هي وعائلتها لحين تحسن وضعها الصحي، وإيجاد مأوى لها ولعائلتها.
تقول :"نشكر الدائرة الصحية التي سمحت لنا أن نمكث في المشفى، ولكن وضعنا داخل المشفى مأسوي حيث لا يمكننا نفسياً تقبل العيش في مشفى"، مضيفة: "نحن بحاجة إلى مساعدة ماسة تلبي لنا الحياة الكريمة على الأقل".
وتشتكي أبو عصر من عدم التوزيع العادل على النازحين في أماكن إقامتهم، حيث تشير أن العديد من الجهات والأشخاص ليس لديهم قاعدة بيانات دقيقة لإيصال المساعدات لمستحقيها.
وأختتم حديثها بحرقة: "حسبنا الله ونعم الوكيل على الصهاينة، ونحن مع المقامة وفلذة كبدي فداء للمقاومة، وعلى المقاومة أن تقف إلى جانبنا في مساعدتنا وترميم الخسائر الناتجة عن العدوان الإسرائيلي".
 


 المصدر: وكالة فلسطين اليوم.


التعليقات (0)

اترك تعليق