مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشيخ علي سلمان: نموذج الأذى لعائلة عبد الهادي الخواجة هو نموذج لآلاف الأسر البح

الشيخ علي سلمان: نموذج الأذى لعائلة عبد الهادي الخواجة هو نموذج لآلاف الأسر البحرينية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد

الموضوع الأول: مفهوم الحرية عند نيلسون مانديلا
“الحرية لا يمكن أن تُعطى على جرعات، فالمرء أما أن يكون حراً أو أن لا يكون حراً” وعبارة أخرى “الحرية لا تقبل التجزئة لأن القيود التي تكبل شخص واحد في بلادي فكأنما تكبل أبناء وطني أجمعين”.
الحرية المنشودة في البحرين المقصود فيها الحرية السياسية وحرية المعتقد وحرية التعبير، والحديث إن أردنا لمقاربته مع عبارات نيلسون مانديلا فالمقصود منه هو الكرامة وبدورنا نسأل هل يمكن تجزئة الكرامة على أن نعطى جزء منها الآن وبعد عشر سنوات نعطى جزء آخر منها؟! إذا كنت تعيش بوطنك ولكن في الحقيقة ليس لك من قرار هذا الوطن شيء، وأنت ليس لك قرار في تشكيل تنظيم هذا الوطن، فأنت مواطن بحكم الإنتماء لهذه الأرض وتنتمي للبحرين وعنصر رئيسي في الوطن.. الواقع أن المواطن غير قادر على تصدير تشريعات وقوانين في هذا البلد، كذلك من ناحية أخرى المواطن بأي عرق ومذهب وطائفة كان فهو صفر على الشمال من حيث إدارته للدولة وتدار الدولة من طرف واحد فقط.. كل شعب البحرين من كل الطوائف لا يملك حتى 1% من القرار والتنفيذ.
عندما نتكلم عن الحرية السياسية فمن حقي أن أبدي رأي السياسي بكل حرية وأن أسعى لتحقيق هذا الرأي وتغيير الواقع بطرق سلمية وغياب ذلك يعني لا توجد حرية وكرامة في البلد.
في الواقع وفي تقديري وفهمي لا يمكن تجزئة الحرية والكرامة.. فإما يتمتع المواطنون بالحرية والكرامة وإما يسلب الجميع من ذلك، وواقع البحرين يدلل على أن الجميع مسلوب الحرية والكرامة بما فيهم الوزراء. فلا توجد في الوقت الحالي حرية سياسية ولا كرامة للمواطن في هذا الوطن .
بعد هذا التوصيف تجد الناس ينقسمون لقسمين، القسم الأول يقاوم هذه العبودية وسلب الحرية والكرامة والقسم الثاني يستسلم لذلك، في جنوب أفريقيا اختار الشعب عدم الاستسلام والخوض في مقاومة واقع العبودية من أجل نيل الكرامة والحرية.
ما هي النهايات؟ سيعاني من يقاوم الاستبداد بالقمع والاعتقال، وسيعاني من يستسلم للاستبداد ضياع حقوقه والذلة وسرقة الأراضي والمال العام وحقه من ثروة الوطن.. ولذا يأمرنا الله بمقاومة الفساد وأكبر فساد على الإطلاق بعد الشرك والكفر هو الاستبداد السياسي فهو أكبر من كل الجرائم وهو الموبقة الكبرى، لذا الدين يقاومها والفطرة الإنسانية تقاومها.. وفي النهاية اندحار السيادة الكاذبة وانتصار مقاومي الاستبداد وهي سنة الله والتاريخ.
الموضوع الثاني: أذى عائلة بحرينية
عبد الهادي الخواجة في مطلع عمره فترة العشرينات اضطر للهجرة وفي بداية الثمانينات كان عرضه للاعتقال ففر مع عدد من المواطنين والهروب من القمع الأمني حفظا لسلامتهم، وبعد عام إلى عامين تبين أنه غير مطلوب ولكن عندما قرر العودة وجد نفسه ممنوع من دخول البحرين وعلى هذا الأساس عاش قرابة 20 سنة خارج وطنه وممنوع من دخوله.
في العام 2001 عاد الخواجة للبحرين وقرر العمل في مجال حقوق الإنسان فأسس مع نبيل رجب وغيره من المواطنين مركز البحرين لحقوق الإنسان. وبطبيعة العمل في مجال حقوق الإنسان والعمل السياسي والاحتكاك بالسلطة ومواجهتها والاعتراض على انتهاكاتها أثناء اعتقال المواطنين.. فعلى هذا الأساس تعرض عبد الهادي الخواجة لعدد من الاعتقالات والمضايقات منها حل مركز البحرين.
في مارس 2011 اعتقل الأستاذ عبد الهادي الخواجة وعذب في منزله وانتزعت منه اعترافات وكل المعتقلين من المجموعة 13 من الرموز وتعرض للمحاكمات وكان من نصيبه حكم المؤبد.
عبد الهادي الخواجة متزوج من كريمته الأستاذة خديجة الموسوي وقد فصلت من عملها في مارس 2011م فترة الأحكام العرفية حيث كانت تعمل في القطاع الخاص، وللخواجة أربع بنات كبراهم زينب وقد تعرضت لعدة مرات من الاعتقال وحوكمت وقضت فترة بالسجن ولازال عليها عدد من القضايا وتعرضت للتعذيب فترة اعتقالها.
لعبد الهادي الخواجة بنت أخرى –مريم– فضلت عدم العودة للبحرين وتمارس العمل الحقوقي، عادت قبل أيام بعد إعلان عبد الهادي إضرابه عن الطعام وهي الآن في المعتقل.
زوجة عبد الهادي وبناته عاشوا فترة الغربة ببلدان مختلفة بما تعنيه من صعوبات وتحديات، عاشت هذه الأسرة طوال أكثر من 20 سنة والآن ينالها العقاب فرداً فرداً ويتعدى العقاب لأزواج البنات.
هذا النموذج ليس خاص بأسرة عبد الهادي الخواجة وهو نموذج لآلاف الأسر في البحرين، فسرد هذا الواقع حتى يدرك العالم أوضاع الأسر البحرينية وهو له علاقة بالموضوع الأول من رفض الاستبداد ومقاومته، فأسرة الخواجة نموذج للأسرة البحرينية بما تتعرض له من اعتقال وتهجير ومصادرة آرائهم.
على غرار هذا العنوان.. إذا وجدنا بصراحة وتأملنا فمن النادر أن تجد نظام يستهدف عائلة بهذا الحجم من زوج وزوجة وأبناء وأحفاد وأصهار.. صبراً آل ياسر فموعدكم الجنة هذا ما قاله رسول الله (ص) لآل ياسر ونقول صبراً آل الخواجة وآل وآلاف الأسر البحرينية من أجل الحرية والكرامة وحقوقنا.. نسأل الله سبحانه لهذه الأسر ولهذا الوطن أن يجد طريقه للحياة الإنسانية والعيش بطريقة متحضرة بعيد عن حياة الأسياد والعبيد والجاهليات التي نعيشها.
 
اللهم صل على محمد وآل ومحمد، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة، اللهم اجعل هذا البلد آمن، ارزق أهله من الثمرات والخيرات، ألف بين قلوبهم واجمعهم على الخير والهدى، اللهم ارحم الشهداء وشافي المرضى والجرحى وفرج عن المعتقلين ورد الغرباء والمهجرين..
غفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


المصدر: جمعيّة الوفاق.

التعليقات (0)

اترك تعليق