مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

آلاف النساء والأطفال الايزيدية في قبضة داعش لم يحركوا الضمير العالمي ولا مراكز ا

آلاف النساء والأطفال الايزيدية في قبضة داعش لم يحركوا الضمير العالمي ولا مراكز القرار

قد لا يكون معلوما للكثير من المؤسسات الدولية أنه بعد احتلال عناصر ما يسمى بالدولة الإسلامية لسنجار في الثالث من آب المنصرم أصبح الايزيدية من جرائها في حالة يرثى لها، أصبح صوت وصرخات نسائهم الذين أخذوا سبايا للمجاهدين يهز جدران السجون والمنازل التي يؤخذون إليها كجاريات، ونواح الأمهات في كل مكان يردد على أسماع كل متابع، والمجتمع الدولي يصمت جراء هذا المشهد الحزين.
احتلال داعش لسنجار ليس المدينة وحدها بل عموم منطقة سنجار الإستراتيجية الشاسعة على الحدود السورية العراقية فتح الكثير من الملفات على جرائم عناصر الدولة الإسلامية وملف خطف النساء والأطفال إحداها لا يزال قليل الاهتمام، لا بل إن بعض المؤسسات أخذت موقفها من تصريحات أمريكا بعدما فتح طريق آمن لنزوح عشرات الآلاف من الأشخاص من جبل سنجار التي أشارت بأنه لم يعد هناك الكثير من الايزيدية في خطر كنهاية لاحتلال داعش لسنجار لأنهم لا يعرفون سنجار ولا جغرافيتها ولا ما قامت به داعش هناك بالتفصيل، مما دعى البعض أن يغلقوا الأبواب على ما بقي من ملفات وأصبح ملف خطف النساء ليس بالأهمية كبيرة، خاصة أن (داعش) بخطفها للنساء الايزيديات دون غيرهن في المنطقة والتعامل السيء معهن يعطي صورة أخرى من صور جرائمهم البشعة للعالم.
الكثير من المتابعين المهتمين بأمور النزاع في سنجار من الذين التقوا بنا ولا يزالوا، لا يمتلكون المعلومات الكافية التي تؤكد للعالم أن هناك أعداد كبيرة من نساء الايزيدية والأطفال موجودين في سجون داعش، ولم تصلهم المعلومات الكافية حول كيفية تحريرهم أيضا، ولا المعلومات الكافية حول التعامل معهم كسلع وكيف يأخذونهم كجاريات وسبايا ينقلونهم من سجن إلى آخر، من مدينة إلى أخرى، يأخذونهم كزيجات أو يعاملونهم كـ عبدة لا إرادة لها...
ويتسأل الايزيدية هل يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين وتؤخذ النساء كسبايا وعبيدات والعالم المتحضر صامت ساكت؟
تقول إحدى اللواتي تحررت "كانوا يأتون إلينا ليلا، وجوههم كوحوش خرجت من عالم آخر، ينتقون النساء الشابات الجميلات، إلى منازل يقولون لنا أنهم سيأخذونهم لخدمة المجاهدين، ومن ترفض فإن حزمة من التعذيب النفسي والجسدي ينتظرها".
مشاهد مؤلمة ومشاهد ومواقف لا يصدقها العقل ينقلها لنا النساء اللواتي تحررن من قبضة داعش، وتكمل واحدة أخرى ما أدلت به الأولى من معلومات بالقول: "كانوا في غاراتهم الليلية يركزون على الشابات، والصبايا، ويركزون على غير المتزوجات، سمعنا بأنهم ينقلونهم إلى منازل وبعضهن عادوا إلينا في ظروف سيئة جدا، شاهدت واحدة وقد انتحرت بعدما أخذوها لسبعة أيام في مدينة بعاج إلى إحدى المنازل، وكنت أعرف اثنتان أخريتان أيضا انتحرتا في الموصل لأن داعش أجبروهم على قضاء الليل معهم في إحدى المنازل القريبة من السجن الذي يأوينا". لم يسمح لها البكاء أن تكمل حديثها فرددت" هل سيقوم أحد بإنقاذهم؟ إنهم يعيشون ظروفا سيئة، وخاصة الأطفال والنساء كبيرات السن".
بعدما تحررت هذه وأخريات، وباتوا ينقلون للعالم قصص تعذيب وسبي النساء الايزيدية لا يزال الموقف العالمي مخجلا، ولا يزال الايزيدية ينتظرون ولا تزال الأمهات وهن يرتلن الآهات والنواح، يقولون "فقط أنقذوا نسائنا وأطفالنا من أيدي الكفرة والمجرمين، إنهم يعاملونهم كسبايا ويعتدون عليهم ويأخذونهم دون أرادتهم"... هذه كانت صرخة إحدى الأمهات التي خطفت (داعش) اثنتنان من بناتها وهن لم يبلغن الـ 16 من العمر.
حسب تقديرات قريبة على إثر قيام العديد من النشطاء والمتابعين لملف خطف النساء فإن هناك أكثر من ثلاثة ألاف امرأة وطفل ما عدا الرجال الذين لا تتوفر الكثير من المعلومات عن أوضاعهم وأحوالهم من الايزيدية من سنجار اختطفتهم عناصر ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) منذ الثالث من آب ولم يتحرك أحد لإنقاذهم رغم وجود الكثير من الفرص خاصة إذا ما تم قصف تلك المواقع بالطيران العسكري التي يحددها الذين تحرروا، لأنه بحسب شهاداتهم ووصفهم عندما يتم القصف في مواقع قريبة فإن عناصر داعش تهزم بسرعة وتختفي لفترة طويلة... كما أن معلومات أخرى تشير بأن تنفيذ عمليات خاصة يمكن أن يساعد على تحرير المئات اللواتي في مناطق قريبة من جنوب سنجار، فهل من جهة تسمع صرخات نساء الايزيدية وهن ينتظرن فلذات أكبادهن؟ ماذا لو كان هؤلاء الآلاف من النساء والأطفال من أوروبا أو أمريكا ؟.


المصدر: وكالة أخبار المرأة.

التعليقات (0)

اترك تعليق