مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أسيرات فلسطين.. يصنعن كعك العيد من بقايا الخبز والحليب ويرسمن البسمة لقهر السجّا

أسيرات فلسطين.. يصنعن كعك العيد من بقايا الخبز والحليب ويرسمن البسمة لقهر السجّان

كما كل عام.. يأتي عيد بعد عيد على أهالي الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال لينكأ جراحهم، ويترك في كل زاويةٍ بصمةَ ألم، حيث موائد الحلوى والكعك والزيارات العائلية في هذا العيد الفضيل تفتقد ابتساماتهم وظلّهم.

يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 17 أسيرة في سجن (هشارون)، ما عدا أسيرة واحدة محتجزة في سجن نفيه تيرتسا بالرملة، وهي الأسيرة فدوى صالح أحمد غانم 56 عاماً من طولكرم.

شعور صعب

"شعور ما حدا بيشعر فيه إلا إلي بيعيشه، قديش بتكون حياتنا سعيدة في وجود (منى) معنا، والآن إلها سنتين تغيب عنا بنفتقدها في كل مناسبة"، بهذه الكلمات بدأت أم حمزة صوالحة "قعدان" (44 عاماً)، حديثها لـ"شمس نيوز"، بعد أن غيبت سجون الاحتلال شقيقتها منى قعدان لعامين متتاليين.

وتضيف قعدان: مجرد غياب ولد أو بنت أو أي أحد آخر ساعات نفتقده، فكيف لما أعياد وراء أعياد نبقى محرومين من شوفة منى، وهذا العيد كمان غايب عنا أخوي طارق إليّ اعتقلوه الصهاينة قبل أشهر"، مشيرة إلى أن شقيقتها منى قعدان محكوم عليها بالسجن أربع سنوات دون محاكمة، قضت سنتين منهم.

ولفتت إلى معاناة الأسيرات داخل سجون الاحتلال في أيام العيد والمناسبات الدينية، مردفةً بالقول: الله يعينهم سواء منى أو أي أسيرة أو أسير لمن يفتقدوا أب وأم وإخوة ما بيلاقوا أحد من هؤلاء، ما بيلاقوا إلا أربع حيطان".

وتكمل الحاجة الأربعينية حديثها: إحنا بنبقى في بيوتنا وعندنا تلفزيون وجوالات وتلفون وبنشوف بعض وبنكون زهقانين، كيف إلّي متواجد بين أربع حيطان فقط؟"، داعية للأسرى والأسيرات بأن يفك الله أسرهم، وأن يكون هذا الأسر في ميزان حسناتهم.

وتزداد معاناة أهالي الأسرى يومًا بعد يوم بسبب فقدانهم ذويهم وخاصة مع منع قوات الاحتلال الأهالي من الزيارة وتركهم شهورًا دون رؤية أبنائهم.


افتقدوا للأجواء الدينية

أما فاطمة الزق، أسيرة سابقة في سجون الاحتلال فأوضحت أنّ الوضع داخل السجون يختلف بالنسبة للأسيرات خصوصاً في المناسبات الدينية والأعياد وشهر رمضان، لافتة إلى أن هناك أسيرات أمهات داخل سجون الاحتلال تفتقدن أبنائهن في مثل هذه الأيام.
وقالت الزق خلال حديثها [...]: عاداتنا كمسلمين نستيقظ من ساعات الفجر نقوم بتجهيز أطفالنا، ثم نذهب للمسجد لصلاة الفجر ومن ثم صلاة العيد"، مبيّنة أن الأسرى والأسيرات داخل السجون محرومين من هذه الأجواء الدينية.

وأضافت: هناك أسيرات يعانين هذا الحرمان داخل السجون، 17 أسيرة مازلن يقبعن داخل سجون الاحتلال، وما كنّا نُشعر السجان أنه بداخلنا حزنٌ وألم، حتى أننا ما كنّا نتركه يرى دموعنا لنبين له أننا صابرين وصامدين".

وأكدت الزق أنها ورغم تحررها من السجون إلا أن حريتها تبقى منقوصة وغير مكتملة، "لأننا تركنا من هم أعز الناس وأغلاهم على قلوبنا خلفنا هناك في المعتقلات"، منوهة إلى ضرورة العمل والتوحد من أجل تحرير كافة الأسرى والأسيرات من كل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبها، شددت الناطقة باسم مركز أسرى للدراسات أمينة الطويل على أن الأسيرات كغيرهم من الأسرى يعانون معاناة قاسية جداً خصوصاً بالمناسبات الدينية والوطنية، موضحةً أن الأسيرات يحاولن في يوم العيد رسم الفرحة على وجوههن في محاولة لكسر عنجهية الاحتلال.

وأشارت الطويل [...] إلى أن: الأسيرات يقمن بطريقة بدائية وصعبة للغاية بصنع الحلوى والمعمول والكعك، وهذه غير الحلوى التي نتناولها، هي من بقايا الخبز والحليب وغير ذلك ولكن الهدف هو تحدي الاحتلال.

وبيّنت أن الأسيرات في صباح يوم العيد يقمن للصلاة، وكذلك يتجهزن لزيارة أبنائهن وذويهن ويخرجن للساحة لهذه الزيارات، لافتةً إلى أن إدارة مصلحة السجون تتعمد مضايقة أولئك الأسيرات وممارسة الانتهاكات التعسفية بحقهن، من خلال منع الزيارة أيام العيد.

وتابعت الناطقة باسم مركز أسرى للدراسات: هذا الأمر يفاقم معاناة الأسيرات ما يعكس حالة من الألم والحزن عليهن في عيد وجد أساساً لرسم الفرحة في القلوب، ويمضين اليوم بتبادل التهاني فيما بينهن واسترجاع الذكريات قبل الاعتقال".

ومهما امتلك المرء من فصاحة اللغة والبلاغة فلن يستطيع أن يصف حال أهالي الأسرى والشهداء والجرحى في أيام رمضان والأعياد، فهم وحدهم من يعيشون المعاناة ويعيشون الجرح المتجدد الذي لن يندمل إلا بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وعودة كل أسير إلى حضن ذويه.

وتعيش الأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظروف قاسية، حيث يعانين الحرمان من الزيارة والعقاب بالعزل الانفرادي، واستمرار سياسة التفتيش العاري، ووضع كاميرات في قسم الأسيرات لمراقبة تحركاتهن، واقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل حيث تعبث قوات الاحتلال في أغراضهن الخاصة، وتقلب محتويات الغرف رأساً على عقب بهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة، ويحرمن من التعليم، ومن التواصل مع الأهل عبر الرسائل النصية.

المصدر: جنوبيات.

التعليقات (0)

اترك تعليق