مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الهريسة على حب الحسين(ع).. فوائد وبركات

الهريسة على حب الحسين(ع).. فوائد وبركات

في شهر محرم تلفتك مشاهد متنوعة لا تلحظها في الأيام الأخرى، فمثلاً تشدّك روائح الأطعمة الفوّاحة كالهريسة*، والمنسف، وكعك العباس وغيرها. وهي ممّا لا يصعُب على المار قربها معرفة مصدرها لأنها غالباً ما تشكّل "لمّة" تجمع حولها الأهل والجيران الذين يتشاركون في طهوها وصنعها لتوزيعها على المارّة وأهل الحيّ، وكل ذلك بهدف كسب الأجر والتقرّب من الله تعالى.
ومن أشهر الأطباق التي تطبخ في عاشوراء في معظم البلاد العربية، ما يعرف بـ"الهريسة"، أو "العاشورية" نظراً لطهوها في عاشوراء، أو "الحبية" لاحتوائها على حبوب القمح المقشر وما يعرف بـ"الحليم" في إيران.
وتختلف مكونات الهريسة وطريقة طبخها وتركيبتها تبعاً للمكان أو الدولة التي تطبخ فيها، فبعضهم يصنعها من حبوب القمح المقشور واللحم أو الدجاج، وبعضهم الآخر يصنعها من الأرز والعدس واللوبياء مضافاً إليها التوابل الخاصة، إلّا أنّها في النهاية توزّع على البيوت، والزوّار، والمارّة وفي مجالس العزاء.

كيفية طبخ الهريسة اللبنانية:
المقادير: (تكفي 10 أشخاص)
-
كيلو قمح أصفر مقشور
- 2 كيلو دجاج
- زبدة 250 غرام
- سمنة بقر 3 ملاعق
- ملح حسب الرغبة
- ماء 9 ليتر تقريباً
- قرفة ملعقة صغيرة
- عقدة صفراء ملعقة كبيرة

الطريقة:
يُنقى القمح المقشور جيداً ويغسل جيداً وينقع بالماء حوالي 12 ساعة، ثم يوضع «الخلقين» (وهو وعاء نحاسي ضخم) فوق موقد الحطب، وتتكون الهريسة من القمح البلدي غير المقشور، أو المقشور، مع لحم الغنم أو الماعز (في الجرد) أو لحم العجل، وغالبا ما يوضع الخروف أو الماعز بكامله لحما وعظما بعد ذبحه وسلخ جلده وانتزاع أحشائه، داخل الخلقين مع كميات القمح، ويضاف إلى الخليط العديد من أنواع البهارات والتوابل والمنكهات كالهال وعيدان القرفة والفلفل الأسود والقرنفل والبصل وورق الغار.
أما آلية التحضير فتكمن في تنظيف اللحم أولا ثم وضعه على النار مع عظمه وغمره بالماء، وكلما طفت الرغوة تنزع عن وجه الماء. وعندما ينضج اللحم تستبدل المياه بأخرى نظيفة وتضاف إليها المنكهات، وعندما يبدأ اللحم بالتحلل عن العظم يؤتى بكميات القمح المغسولة والمنقوعة بالماء مسبقا، ويحرص الساهرون على الخلقين أن يزيدوا الماء على الخليط حتى لا يجف، وأن ينزعوا اللحم عن العظم، وكذلك سحب محتويات العظم وإبقاؤها في الخلقين مما يزيد من دسم الهريسة.
وما إن تبدأ حبوب القمح بالتفتح فوق نار هادئة حتى يؤتى بالمخباط أو المهراس، وهو عبارة عن ملعقة خشبية ضخمة من أجل تحريك الخليط منعا لالتصاقه وسعيا للخلط الكامل بحيث لا يستطيع الناظر إلى الخلقين أن يميز بين القمح واللحم. وتستمر هذه العملية غير السهلة بالطبع حتى الصباح بالتعاون بين الممسك دوما بالمهراس والمعد للحطب ووقده بإتقان وتؤدة.
وفي اليوم التالي، تكون الهريسة قد أصبحت جاهزة للالتهام، فيقف المدعوون أو الرواد صفوفا لكي ينال كل واحد حصته من الوجبة الساخنة، إما في صحن من كرتون وإما على صفحة من رغيف الخبز.
وإذا كان المشاركون قليلي العدد فيستعاض عن الخلقين بـ«الدست» (وهو وعاء نحاسي أيضا أصغر من الخلقين ويتميز بقبضتين عند فوهته للتمكن من حمله)، وتحضر الهريسة فيه كما تحضر في الخلقين، ولكنها تستدعي وقتا أقل، وقد لا يتم تحضيرها ابتداء من السهرة، بل ابتداء من الصباح الباكر، وفي يوم المناسبة بالذات.
وهريسة الدست تُعد أيضا على موقد الحطب على غرار هريسة الخلقين.

فوائد أكل الهريسة في الروايات:
عن أبي عبد الله(ع)، قال: قال أمير المؤمنين(ع): عليكم بالهريسة فإنَّها تنشّط للعبادة أربعين يوماً، وهي المائدة التي أنزلت على رسول الله(ص).
عن أبي عبد الله(ع)، قال: إن نبيّاً من الأنبياء شكا إلى الله الضعف وقلّة الجماع، فأمره بأكل الهريسة.
قال: وفي حديث آخر، رفعه إلى أبي عبد الله(ع)، قال: إنّ رسول الله(ص) شكا إلى ربّه وجع الظهر، فأمره بأكل الحبّ مع اللحم(1)، يعني: الهريسة.
عن أبي عبد الله(ع)، قال: إنَّ الله عزّ وجلّ أهدى إلى رسول الله(ص) هريسة من هرايس الجنّة، غرست في رياض الجنّة، وفركتها حور العين، فأكلها رسول الله(ص)، فزادت في قوّته بضع أربعين رجلاً وذلك شيء أراد الله عزّ وجلّ أن يسرّ به نبيّه(ص).
عن أبي عبد الله(ع)، قال: قال رسول الله(ص): أتاني جبرئيل فأمرني بأكل الهريسة ليشتدّ ظهري، وأقوى بها على عبادة ربّي.
عن أبي جعفر(ع)، قال: إنَّ عمر دخل على حفصة، فقال: كيف رسول الله فيما فيه الرجال؟ فقالت: ما هو إلاّ رجل من الرجال، فأنف الله لنبيّه(ص)، فأنزل إليه صحيفة فيها هريسة من سنبل الجنّة فأكلها، فزاد في بضعه بضع(2) أربعين رجلاً.




__________________
*الهَرِيسَةُ: طَعَامٌ يُطْبَخُ مِنَ الْقَمْحِ الْمَدْقُوقِ وَاللَّحْمِ
(1) في المصدر: باللحم.
(2) المحاسن: ٤٠٤ / ١٠٥




المصادر:
1- وسائل الشيعة: محمد بن الحسن الحرّ العاملي، ج ٢٥.
2- مجلة بقية الله، العدد: 266.
3- جريدة الأخبار.
4- موقع شهيّة.
5- شبكة أخبار النبطية.
6-
http://forum.qawem.org
7- www.bintjbeil.org
8- www.cookandeat-lebanese.com
9-
www.ahljwaya.com  



التعليقات (0)

اترك تعليق