في الحج، قد تتغير الكثير من الأمور على الحاج، اهتماماته، احتياجاته، غذاءه، التعب والراحة، وغيرها الكثير من الأمور التي تصبح في حالة طارئة جداً، وبوضع استثنائي، لا يعطي الحاج أو الحاجة فرصة للبحث عن أفضل الحلول وأيسر السبل.
ومن هنا تأتي أهمية الاستعدادات المسبقة للحج، وخاصة فيما يتعلق بالصحة والغذاء. فالحجاج الذين يتوافدون من كل حدب وصوب إلى الأرض الطاهرة؛ لقضاء مناسك تمتد بضعة أيام، لن يكون في مقدورهم الاستمرار في نفس النهج الغذائي الذي اعتادوا عليه قبل الحج. فلا يمكن الطهو بشكل ميسر، ولا يمكن شراء الاحتياجات بسهولة، وكذلك من الصعب الحصول على ما تشتهيه النفس، أو الحصول على غذاء نظيف 100% من الباعة هنا وهناك.

كما أن الحاج لا يستطيع أن يأكل أي شيء، فموسم الحج له حدوده في كل شيء. وقد استقينا من آراء عدد من الأطباء جملة من النصائح الطبية الغذائية، التي يمكن للحاج أن يتبعها خلال موسم الحج، ومنها:

1- تجنب الفواكه والخضار المقشرة: من الصعب ضمان نظافة الفواكه والخضار المباعة بشكل مكشوف، وتحذر أخصائية التغذية الإكلينيكية أمل كنانة حجاج بيت الله الحرام من أكل المواد غير المطبوخة، كسلطات الخضار الجاهزة وسلطات الفواكه لعدم ضمان نظافتها وخلوها من الجراثيم.
2- تناول اللبن وخاصة الزبادي: يمكن اعتبار اللبن غذاءً ممتازا للحاج، بشرط عدم تركه مكشوفاً، وحفظه في الثلاجة، وشربه بعد فتح العبوة مباشرة، وعدم شراء عبوة كبيرة وشرب كمية منها وترك الباقي إلى وقت لاحق، ويفضل شراء العبوة التي تكفي للاستهلاك لمرة واحدة فقط. وينصح الدكتور محمد صالح محمد الحاج بأن يتناول اللبن على الأقل مرتين يومياً. وأفضل من هذا كله تناول الزبادي أو الألبان المخمرة أو الرايب بدلاً من الحليب. فالألبان المخمرة تساعد في القضاء على كثير من المشاكل الصحية مثل الإسهال، كما تفيد الأشخاص الذين يعانون الحساسية الغذائية.
3- تناول التمر: أثبتت الأبحاث العلمية فوائد متعددة للتمر، نذكر منها أنه غني بالسكريات التي تمد الجسم بالطاقة، وغني بعنصر البوتاسيوم الذي يساهم في خفض ضغط الدم، ولذلك ننصح مرضى ارتفاع ضغط الدم بالحرص على تناوله. وفق ما يؤكد الدكتور محمد صالح محمد، مضيفاً بالقول: "يساعد التمر أيضا على تقوية عضلات الجسم، وبخاصة عضلة القلب؛ بسبب محتواه من عنصر البوتاسيوم".
4- عدم الإكثار من القهوة والشاي: تحذر الدكتورة أمل كنانة الحجاج من الإفراط في شرب القهوة والشاي كي لا تسبب لهم إدراراً في البول، وبالتالي قد يتعرضون للجفاف. ودعت الحاج للإكثار من شرب الماء قبل الحج بأسبوع لتلافي الجفاف والاستمرار في ذلك أثناء الحج.
5- تناول الألياف: ينصح  الأطباء الحجاج بتناول الخبز الكامل (البر) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة. كما ينصحونهم بالحصول على الألياف الطبيعية من خلال تناول الخضار و الفواكه الغنية بالألياف، خاصة وأن الألياف تجنب الفرد الإمساك.
6- الماء والعصائر: ينصح الأطباء أيضاً الحجاج بالإكثار من شرب الماء والسوائل، كي لا يفقدوا ما لديهم من سوائل في الجسم، وبالتالي قد يتعرضوا للجفاف. وفي حالة العرق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجو تضاف عبوة ملح الجفاف مع كميات من مياه الشرب لتعويض الجسم ما يفقده من الأملاح والسوائل نتيجة العرق.
7- عدم الإكثار من الطعام: على الحاج أن لا يسرف في الطعام، وأن لا يجعل همه الأكل. خاصة وأن الكثير من الأمراض تبدأ من المعدة، لذلك يجب التقليل من الطعام، على أن لا يصل الإقلال منه إلى حد تجويع النفس، فذلك يقلل من الهمة والقدرة على مواصلة الطاعات المشروعة في الحج.
8- النظافة أولاً وآخراً: مهما كان الطعام الذي يمكن أن يأكله الحاج، فإن المقياس الصحي له هو النظافة، فإن كان الطعام نظيفاً، فلا خوف بإذن الله منه، وإن كان غير نظيف، فقد يسبب الأمراض حتى لو كان شربة ماء. لذلك يجب أن يتوخي الحاج النظافة في الطعام والشراب، وأن يغسل يديه جيداً قبل مباشرة الطعام.
9- طعام المرضى: على المرضى الذين يتبعون حميات معينة أن يحرصوا على جلب طعامهم الخاص معهم، كي يتجنبوا الطعام العام والمكشوف. كما يمكن طلب العون من النقاط الطبية التي تقيمها اللجان المشاركة في الحج.

10- ذكر اسم الله تعالى على الطعام والشراب.

المصدر: لها أون لاين