القهوة.. دراسات تؤكد أهميتها للصحة وأخرى تعارضها
تعد القهوة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، لا يوازيها في الانتشار سوى الشاي.
ورغم اتفاق العالم على شرب القهوة، إلا أن الشعوب والبلدان تختلف في طريقة شربها، فيما يختلف بعض الأطباء في مضارها وفوائدها على الإنسان.
فهناك العديد من الدراسات التي تحذر من الشرب الزائد للقهوة، فيما تبين دراسات أخرى أهميتها وفوائدها لصحة الإنسان.
دراسة حديثة:
من بين آخر الدراسات التي تحدثت عن أهمية وفوائد القهوة، ما نشره موقع "هليث دوت كوم" الطبي على الإنترنت، والذي قال: "إن شرب الناس، وخاصة النساء للقهوة، قد يقلل احتمالات إصابتهنّ بالاكتئاب، كما تتدنى لديهنّ فرصة المرض كلما زادت نسبة شربهنّ للقهوة".
ويستند هذا التقرير على دراسة أجريت على أكثر من 50 امرأة تتراوح أعمارهنّ ما بين 30 و 55 عاماً، قارنت بين استهلاكهنّ للقهوة، وبين أوضاعهنّ الصحية.
وبحسب الدراسة التي استمرت مدة 10 سنوات، تبين أن 5% من المشاركات تعرضن للإصابة بالمرض، أو بدأن في تلقي العلاج.
وقالت الدراسة: إن المشاركات اللواتي واظبن على شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً، تراجعت بينهنّ نسبة الإصابة بالاكتئاب، مقارنة مع غيرهنّ من النساء اللواتي كنّ يشربن كميات أقل من القهوة يومياً. وكانت نسبة تفادي الإصابة بالأمراض قد انخفضت بواقع 20% بين النساء اللواتي شربن 4 فناجين من القهوة يومياً.
دراسات أخرى:
من بين الدراسات التي أشارت إلى أهمية شرب القهوة يومياً، دراسة أجريت في فنلندا استهدفت الرجال تحديداً، حيث أكدت الدراسة أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ارتفاع شرب القهوة بين الرجال، وتدني خطر الاكتئاب والانتحار بينهم. بمعنى كلما زاد معدل شرب الرجال للقهوة، كلما انخفضت نسبة الاكتئاب والانتحار بينهم.
ومن الدراسات الأخرى حول هذا المشروب الساخن اليومي، الدراسة السويدية التي أجريت في مارس 2011، والتي استنتجت أن تناول القهوة قد يساعد النساء في خفض مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية.
وقد شارك في هذه الدراسة العلمية نحو 25 ألف امرأة، تراوحت أعمارهنّ ما بين 79 و83 عاماً، واستمرت مدّة عشر سنوات، نشرت نتائجها في دورية جمعية القلب الأمريكية.
وبحسب هذه الدراسة، فإن تناول المشاركات أكثر من كوب قهوة في اليوم الواحد، خفّض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بينهنّ بنسبة 22 في المئة إلى 25 في المئة، مقارنة مع من تناولن مقداراً أقلّ من القهوة يومياً.
مضار القهوة:
في المقابل، فإن بعض الدراسات والأبحاث، ربطت بين الاستهلاك الزائد للقهوة، مع بعض المخاطر الصحية، كالأرق بسبب وجود مادة الكافيين في القهوة، وسرعة الانفعال، والارتعاش، والدوخة والاسهال وغيرها.
وبحسب كتاب "مضار ومنافع الشاي والقهوة" للأستاذ عكاشة عبد المنان الطيبي، فإن الإسراف في شرب القهوة يؤدي إلى:
1- ازدياد في كمية الكلس التي يطرحها الإنسان في البول، وبذلك تسهم القهوة في هشاشة العظام عند النساء.
2- إسراف المرأة في شرب القهوة خلال الحمل، قد يعرضها إلى إسقاط الجنين، أو نقص وزنه، لأن الكافيين مثل الكحول يمكن أن يؤخر نمو الجسم أو بعض أعضاء الجنين.
3- هناك دراسات ربطت ما بين مادة الكافيين الموجودة في القهوة، وبين التليف الكيسي لدى بعض النساء.
4- إن نسبة الإصابة بمرض القلب تتزايد عند متناولي القهوة يومياً من الذين يتناولون أكثر من خمسة فناجين يومياً.
5- دراسات وأبحاث أجريت في الدول الإسكندنافية ربطت بين القهوة وكوليسترول الدم والإصابة بأمراض القلب. مشيرة إلى أن المولعين بشرب القهوة عادة ما يكونون من المدخنين، أو يفضلون شرب الدخان خلال شرب القهوة.
6- أن شرب القهوة قد يعيق من عملية إحراق السكر عن طريق الكبد، وبالتالي فإن شرب القهوة الزائد قد يهيئ جسم الإنسان للإصابة بمرض السكري.
وبين هذه الدراسات وتلك، تبقى عادة شرب القهوة من العادات التي يفضلها الناس، ويستمتعون بها، في الصباح، أو مع الحلويات، أو في المساء، أو في أي وقت من أوقات اليوم. ويبقى العامل الأهم في السلامة الصحية هي المقدار الذي يشربه الإنسان من القهوة. فطالما كانت الكمية معقولة في الحدود الطبيعية فإن الإنسان سيستفيد منها بإذن الله، ولكن ما زاد عن الحد، قد ينقلب إلى الضد.
المصدر: موقع لها أون لاين.
اترك تعليق