أسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها2
كانت أسماء بنت عميس الخثعمية، امرأة كريمة شريفة ذا رأي حازم، ومعرفة وتجربة، هاجرت في سبيل الله مع زوجها جعفر الطيار هجرتين؛ الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة.
وبعد شهادة زوجها جعفر، تزوجت من أبي بكر فأولدها "محمد بن أبي بكر".
وكانت وثيقة الصلة بالسيدة الزهراء عليها السلام، وهي التي ساعدتها في فترة مرضها بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت قريبة منها عند وفاتها،وشاركت الإمام علي [عليه السلام] في تجهيز فاطمة الزهراء [عليها السلام].
وبعد وفاة أبي بكر تزوّجها الإمام علي، وضمها إلى عياله، مع ولدها محمد بن أبي بكر، وهو في الرابعة من عمره، والذي أصبح ربيب الإمام علي [عليه السلام]، وولدت للإمام علي ولداً أسماه "يحي"(1)، فعبد الله بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، ويحي بن علي، أخوة من أم واحدة.
يقول عنها العلامة المحقق الشيخ جعفر النقدي: كانت أسماء من القانتات العابدات، روت الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن علي والزهراء عليهما السلام. وروى عنها كثيرون، منهم: ابنها عبد الله بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وهو جدّ إمامنا الصادق عليه السلام لأمه، وروى عنها عبد الله بن عباس، وهو ابن أختها "لبابة بنت الحارث"...
قيل: وكان الخليفة عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره، وقال في (الإصابة): ويقال أنّها لمّا بلغها قتل ولدها محمد بمصر، قامت إلى مسجد بيتها، وكظمت غيظها، حتى شخب ثدياها دماً(2).
وقد عبّر عنها الإمام الصادق عليه السلام بـ"النجيبة"، وترحم عليها بقوله: "رحم الله الأخوات من أهل الجنة، وعدّ أسماء في مقدمتهنّ"(3).
الهوامش:
(1) صادق، م: زينب وليدة بيت النبوة والإمامة، مؤسسة الوفاء، لندن 1987م.
(2) النقدي، الشيخ جعفر: زينب الكبرى، منشورات الرضي، الطبعة الثانية، 1362هـ، قم- إيران.
(3) بحر العلوم، السيد محمد السيد علي: في رحاب السيدة زينب، دار الزهراء، الطبعة الثانية، 1980م، بيروت- لبنان.
مصدر: الصفار، الشيخ حسن موسى: المرأة العظيمة (قراءة في حياة السيدة زينب بنت علي عليها السلام)، مؤسسة الانتشار العربي، ط1، 2000م، بيروت- لبنان.
اترك تعليق