مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فلسطين المحتلة: ذوو الأسرى.. الاعتصام مستمر والعدل غائب!

فلسطين المحتلة: ذوو الأسرى.. الاعتصام مستمر والعدل غائب!

لا تجف دموع ذوي الأسرى أبدًا! كانت أم حسام الزعانين كعادتها ترفع صورة نجلها الأسير في سجون الاحتلال، والمحكوم بالسجن 17 عامًا، بعد أن اعتقله الأخير خلال توجهه لرحلة علاجية عبر معبر بيت حانون "إيرز" شمال قطاع غزة.

أم حسام وغيرها كثيرون من ذوي الأسرى، لا يملون ولا يكلون من تنظيم اعتصام أسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، للمطالبة بتحقيق العدل واسترداد أبنائهم للحرية التي سلبها الاحتلال، لا لشيء، سوى لأنهم فلسطينيون!.

يغيب فلذة كبدها عنها، تاركًا وراءه طفلتين إحداهما مريضة، ولا تجد أبًا يرعاها، تقول لـ"فلسطين": "إن نجلي خرج للعلاج، واعتقله الاحتلال على معبر بيت حانون، علمًا بأنه لم يكن يقدر أساسا على القيام بأي نشاط عسكري".

إنها سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، إذ يقول مراقبون: إن عدد الأسرى في سجون الاحتلال فاق سبعة آلاف، منهم طارق أبو شلوف الذي كان قد حُكم عليه 11 عامًا، قضاها في السجن، ولم يتبق منها سوى ستة أشهر، بحسب أبيه.

رغم ذلك، يوضح أبو الأسير طارق، لـ"فلسطين"، أنه ماضٍ في الاعتصام الأسبوعي أمام "الصليب الأحمر" للمطالبة بالإفراج ليس عن نجله فحسب، بل عن جميع الأسرى الذين يسلب الاحتلال حريتهم، لمجرد أنهم يرفضون الاحتلال واستبداده.

"إن هذا الاعتصام الأسبوعي لا يتوقف حتى في أصعب الظروف، وذوو الأسرى يأتون ليرفعوا مطالبهم المشروعة، والتعبير عن حقوق أبنائهم، وإيصال رسالة أيضًا لأسرانا داخل سجون الاحتلال، بأننا وإياهم في خندق واحد، ولن ننساهم"؛ هذه المرة الحديث للناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح.

يضيف صالح، وهو أسير محرر، لـ"فلسطين": "سنبقى مع الأسرى لنوصل صوتهم لكافة المؤسسات الدولية"، مردفًا في نفس الوقت: "نحن عندما كنا في سجون الاحتلال، اعتدنا على متابعة هذا الاعتصام؛ لأنه يذكر الأسرى بأنهم لايزالون يُذكَرون خارج السجون".

تشرف على هذا الاعتصام، لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، بحسب صالح، الذي يشيد بثبات ذوي الأسرى، لاسيما الأمهات، في المطالبة بحقوق أبنائهن.

ويشير إلى أن "الصليب الأحمر" "تقوم بدور الوساطة بين الأسرى وذويهم، وبين إدارة سجون الاحتلال، ولكن ما يحدث من انتهاكات بحق أسرانا ومنعهم من الزيارة أو الكانتينا أو منعهم من إدخال الملابس الشتوية وما شابه، يجعل الكثير من ذوي الأسرى يشعرون بأن الصليب الأحمر ليست حيادية وإنما منحازة للاحتلال".

ويُبيّن أن من المطالبات التي يوجهها ذوو الأسرى "للصليب الأحمر"؛ العمل على السماح بالزيارة لمن يمنعون منها، وإدخال الأغطية والملابس الشتوية للأسرى، وتشكيل لجنة تقصي حقائق فيما يتعرض له الأسرى المرضى، الذين لا يُقدَّم لهم سوى المسكنات في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمدة، وضرورة أن تقوم "الصليب الأحمر" بدورها تجاه تطبيق القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والأسرى.

ووفقًا لصالح، فإن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي فاق سبعة آلاف أسير، فيما يبلغ عدد الأسرى الإداريين نحو 550 أسيرًا، عدا عن استمرار سياسة عزل الأسرى انفراديًّا، حيث إن حوالي 30 أسيرًا معزولون.

ويواصل نحو 150 أسيرًا إضرابهم المفتوح عن الطعام، دعمًا وإسنادًا للأسير نهار السعدي المعزول انفراديًّا والممنوع من الزيارة، والكانتينا، والذي تنتهك حقوقه لا سيما مع إهماله طبيًّا.

"هبة جماهيرية"

في السياق نفسه، أكدت مؤسسة "مهجة القدس" للشهداء والأسرى، أن الأسير السعدي (33 عامًا) لايزال يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 27 يومًا على التوالي؛ احتجاجًا على عزله الانفرادي، ورفضًا لقرار منع عائلته من زيارته.

وأوضحت "مهجة القدس" في بيان وصلت "فلسطين أون لاين" نسخة عنه، الإثنين، أن الحالة الصحية للأسير السعدي تزداد تدهورا؛ مما دفع إدارة سجون الاحتلال، لنقله إلى مشفى "كابلان" ومن ثم إلى مشفى الرملة.

وطالبت عائلة الأسير السعدي، بضرورة تدخل المؤسسات الرسمية للضغط على الاحتلال من أجل الاستجابة لمطالبه المشروعة بإنهاء عزله الانفرادي والسماح لعائلته بزيارته.

وأبدت والدته قلقها البالغ على صحته؛ مضيفة أنه "منذ نقله إلى مشفى الرملة بسبب تدهور وضعه الصحي؛ لم أحصل على أية معلومات جديدة حول الحالة الصحية لنهار"؛ مطالبة مؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل من أجل زيارة ابنها وطمأنتها عليه؛ إذ إنه يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام والماء ويمتنع عن تناول الفيتامينات ويرفض إجراء الفحوصات الطبية منذ 27 يومًا على التوالي".

وكانت محكمة الاحتلال قد جددت قرار منع عائلة الأسير السعدي من زيارته في 19 من الشهر الماضي، فيما أعلن الأسير السعدي إضرابه المفتوح عن الطعام، وقررت الهيئة القيادية لأسرى الجهاد الإسلامي مساندته في إضرابه، وبدأ أسرى الحركة بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام على دفعات منذ مطلع الأسبوع الماضي ليصل عددهم لما يزيد على 150 أسيرا.

مركز أسرى فلسطين للدراسات من جانبه، دعا "كافة أبناء شعبنا ومؤسساته الرسمية والشعبية إلى تشكيل أوسع جبهة مسانده، والقيام بهبة جماهيرية واسعة تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام لإنهاء عقوبة العزل على الأسير السعدي وبقية الأسرى.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم المركز رياض الأشقر، أن "الأسرى المضربين ارتفع عددهم خلال اليومين الماضيين، إلى ما يزيد على 150أسيرًا موزعين على سجون عدة أبرزها النقب وريمون، وقد فشلت جلستا حوار عقدتا بين قيادة أسرى الجهاد الإسلامي ومسئولي الاستخبارات في مصلحة السجون بسجن النقب، ورفض الاحتلال الاستجابة لمطالب الأسرى"، مشيرًا إلى أن ذلك "سيؤدى إلى تصاعد الخطوات الاحتجاجية لدى الأسرى خلال الأيام القادمة".

وأشار الأشقر في تصريح صحفي، الإثنين، إلى أن "إدارة السجون حاولت بكل الطرق الالتفاف على إضراب الأسرى والضغط عليهم، وأجرت حملة تنقلات طالت معظم الأسرى الذين دخلوا في الإضراب، فيما هددتهم باللجوء إلى فرض عقوبات قاسية بحقهم، ورغم ذلك يصر الأسرى على الاستمرار في خطواتهم النضالية حتى تحقيق مطالبهم العادلة وإخراج المعزولين من قبور العزل".

ودعا الشعب الفلسطيني إلى التوحد خلف قضية الأسرى، ودعمهم بكل الطرق والوسائل، مطالبًا في نفس الوقت، السلطة الفلسطينية بوضع قضية الأسرى على سلم الأولويات وحشد المجتمع الدولي لنصرة قضيتهم الإنسانية، كما طالب وسائل الإعلام بإعطاء هذه القضية مساحة أكبر في برامجها، وتسليط الضوء على معاناتهم.

المصدر: فلسطين أون لاين.

التعليقات (0)

اترك تعليق