مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الأزمة السورية تجعل من القاصرات «زوجات» يطلبن المعونة من الجمعيات الإغاثية

الأزمة السورية تجعل من القاصرات «زوجات» يطلبن المعونة من الجمعيات الإغاثية

«لبنى» [...] حملت طفلها من زوجها الشهيد إلى بيت زوجها الجديد الذي تركها هو الآخر إلى جهة تجهلها للبحث عن عمل، وأصبحت من رواد الجمعيات الإغاثية التي توزع القوت وحليب الأطفال.
تقول أم أحمد مسؤولة التوزيع في إحدى الجمعيات الإغاثية لـ «القدس العربي» إن: "لبنى منذ أشهر قريبة كانت تلهو وتلعب خلف أمها على باب الجمعية، قبل أن تتحول إلى أم مسؤولة عن عائلة تطلب لها المساعدة".
وتابعت حديثها: «كنت قد نصحت عائلات عدة بعدم تزويج بناتهن الصغيرات كوني أرى النتائج على باب جمعيتنا، لكن الوضع المادي الصعب يجعل الأسر تتخلى عن بعض أفرادها تحت مسوغ الزواج والستر»، مضيفة وفي نبرتها حسرة ومرارة، أن فتيات صغيرات جديدات أرامل ومطلقات وأمهات ينضممن كل فترة للوقوف في طابور الإغاثة. كان صوت أم أحمد يرتجف عندما قالت: «أشعر بالخزي والعار لما وصلت إليه حال الأسرة السورية المعروفة بتوازنها ومحافظتها ولوضع المرأة والفتاة فيها في ظل حرب شرسة لم تبق ولم تذر، وإنني أتخوف من كارثة أخلاقية واجتماعية وإنسانية رهيبة لن تندمل آثارها عبر أجيال قادمة ستشكل جرحاً نازفاً في عمق المجتمع السوري، وأناشد الشرفاء وكل من له تأثير أن يمد يده لإنقاذ الأسرة السورية والمرأة السورية». فهل من مستجيب لنداءات أم أحمد وأخواتها في إنقاذ بنيات بريئات لولا ظروف عائلاتهن كن يتسابقن بكتابة وظائفهن في المدرسة وتضفير شعورهن للاندفاع للعب؟، فأمام تلك الظاهرة يحتار المرء في إيجاد الضحية هل هي الأم الكبيرة أم الأم الصغيرة أم طفلها، وكثيراً ما يصدمك الشارع بمشهد بصورة طفلة تحمل طفلها.
يشار إلى أن الأوضاع السياسية والعسكرية المتأزمة تشهد الأسرة السورية حالة من الاضطراب الرهيب نتيجة التدني الحاد والمفاجئ في الدخل الأسري، وهبوط نسبة كبيرة من تلك الأسر إلى مادون خط الفقر، لذا أصبح تزويج الفتاة حلاً لتخفيف العبء فظهرت مشكلة تزويج الفتيات الصغيرات [...]

المصدر: وكالة أخبار المرأة.

التعليقات (0)

اترك تعليق