مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

معالجة الورم الليفي

معالجة الورم الليفي

تقسم معالجة الورم الليفي إلى ثلاثة أنواع رئيسة، ولكل نوع مؤيدوه ومعارضوه، وعلى الطبيب الحاذق أن يقرر أي الأنواع يختار والذي يلائم حالة المرأة وموضع الورم الليفي  وحجمه وشدة الأعراض المرافقة له. ويمكن أن يطبق نوع واحد أو أكثر. وبشكل عام سنذكر كل نوع من هذه المعالجات وطريقته.
1- المعالجة الدوائية:
وتهدف إلى إعطاء الأدوية التي توقف نمو الورم الليفي وتجعله يضمر ويتراجع، وهي الأدوية المعاكسة في تأثيرها: الأستروجينات وأهمها بروبيونات التستوستيرون. أما طريقة إعطائها فتختلف باختلاف العلماء ومنهم العالم بيكلار والعالم فارانغوت.
طريقة بيكلار Beclare:
تعالج المرأة مدة ثلاثة أشهر بدواء بروبيونات التستوستيرون وفق المنهج التالي:
الشهر الأول: 150 ملغ تعطى إبرة من عيار 25 ملغ في العضلات كل خمسة أيام.
الشهر الثاني: 100 ملغ تعطى إبرة بالعضلات من عيار 25 ملغ كل أسبوع.
الشهر الثالث: 75 ملغ تعطى إبرة من عيار 25 ملغ في الأيام 1-12-19 من بداية الدورة الطمثية.
طريقة فارانغوت varangot:
يعطي 90ملغ من بروبيونات التستوستيرون كل شهر لمدة ثلاثة  أشهر، وبمعدل إبرة من عيار 10 ملغ كل ثلاثة أيام.
وإذا تبين أن مقدار 90ملغ شهريا غير كافٍ، يمكن أن يزاد في الأشهر التالية إلى 100- 150 على أن لا تتجاوزها. وإذا لوحظ أعراض تحسن عند المرأة يثابر على إعطاء 10- 60 ملغ شهريًا لمدة سنة. وإن هذه المعالجة لا تؤثر على المرأة.
وهناك آراء تقول بوضع بلّورات التستوستيرون تحت الجلد (طعوم) وبمقدار 200-300 ملغ وهي طريقة معروفة في المعالجة بخلاصات الغدد، ولكن يمكن أن تحدث هذه الطريقة انقطاع الطمث.
ويعرف تحسن حالة المرأة بخفة النزف الطمثي والضائعات.

2- المعالجة الشعاعية:
وتقوم على تطبيق أشعة إكس (الأشعة المجهولة) أو السينية بمقدار جلسة واحدة أسبوعيا لمدة ثلاثة أشهر (طريقة بيكلار)، أو جلسة كل 10 أيام لمدة ثلاثة أشهر (طريقة سولومون)، لإيقاف نمو أجربة المبيض. والمعالجة بالراديوم لإتلاف بطانة الرحم.
وإن مقادير الأشعة تختلف باختلاف عمر المرأة، ومدة التطبيق، ونوعية وحجم الورم الليفي، وحالة المرأة العامة.
تُفضل المعالجة الشعاعية في الحالات التالية:
1- إذا وجد مضاد استطباب للمعالجة الدوائية والجراحية.
2- الأورام الليفية التي ثبت تشخيصها ولا يستحسن المعالجة الجراحية لأن المرأة قبل سن اليأس.

3- المعالجة الجراحية:

أ- تجري المعالجة الجراحية في الأورام الليفية المذنبة والكبيرة الحجم.
ب- الأورام الليفية المتعددة في جسم الرحم.
ج- إذا ترافق الورم الليفي باختلاط يؤثر على حياة المرأة.
د- إذا لم يتأثر الورم الليفي بالمعالجة الدوائية.
وعندها يستأصل الورم لوحده إذا أمكن ذلك أو يستأصل مع الرحم.
 أ- المعالجة الجراحية باستئصال الورم الليفي: Myomectomy
ويجب اللجوء للعمل الجراحي في الحالات التالية، وذلك باستئصال الورم الليفي:
 1. إذا كان الورم مذنبا تحت الصفاق وكبير الحجم.
 2. إذا كان الورم الليفي سريع النمو.
 3. إذا كان الورم مشكوكا في طبيعته.
 4. إذا الورم يمنع حدوث الحمل.
 ب- المعالجة الجراحية باستئصال الرحم مع الورم الليفي:Hysterectomy
ويلجأ لهذا العمل الجراحي في الحالات التالية:
 1. إذا كان حجم الورم كبيرًا وخلاليا.
 2. إذا ترافق الورم الليفي بسرطان رحم أو كيسة مبيض.
 3. إذا وجد في الرحم أكثر من ورم ليفي آخذ بالنمو.
 4. وجود أورام ليفية تحت المصلية لاطئة وكبيرة، والمرأة في سن اليأس أو بعده.
تختلف عملية استئصال الورم الليفي في كل عملية عن الأخرى.

وفيما يلي مبادئ تخطيط العمل الجراحي:
1- يجب أن ننبه المرأة المصابة بالورم الليفي والمراد استئصاله أن عملية استئصال الليف لوحده قد تكون خطيرة، وكثيرا من الحالات تستدعي استئصال الرحم.
2- إذا كان سبب استئصال الليف هو شكوى العقم فيجب أن يفحص السائل المنوي للزوج فإن كان هو سبب العقم فلا حاجة لاستئصال الليف عند الزوجة إن كان لا يوجد مانع من بقائه.
3- إذا كان هناك نزف غير منتظم وتوجد مفرزات، يجب إجراء (كورتاج) وفحص خزعة من باطن الرحم نسيجيًا، فربما كان الورم الليفي مختلطًا بسرطان.
4- إذا كانت صحة المريضة جيدة ومستوى خضاب الدم أكثر من 80% يجب إجراء تفاعل التصالب على الدم، فربما تحتاج المرأة إلى نقل دم أثناء العمل الجراحي.
5- عند فتح البطن يجب فحص أنبوني الرحم والمبيض للتأكد من سلامتهم فإذا وجد انسداد في البوقين فإن استئصال الرحم يكون مفضلًا.
6- إن الخطوط الجراحية على الرحم يجب أن تكون أقل ما يمكن ويجب التأكد من عدم وجود ورم ليفي منطمر في جدار الرحم في منطقة الخط الجراحي.
7- يكثر حدوث الورم الليفي الخلالي في جدار الرحم الخلفي، لذلك يفضل إجراء الشق على قعر الرحم وبشكل معترض.



المصدر: العلبي، الدكتور محيي الدين طالوا: أمراض النساء، ط1، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، 1411 ه- 1990م. 

التعليقات (0)

اترك تعليق