مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الطفولة الفلسطينية مفقودة في سجلات محاكم الاحتلال

الطفولة الفلسطينية مفقودة في سجلات محاكم الاحتلال

أطفال القدس: جراحات وآلام في سجون الاحتلال:
تعقد محاكم الاحتلال جلسات قضائية شكلية للبت في قضايا اعتقال أطفال مقدسيين، جلسات قضائية لا تنظر إلى براءة طفولتهم، ولا تصدر أحكاما مخففة بحقهم، جلسات قضائية تهدف لكسر شوكة جيل يخاف الاحتلال أن يكون جيلا يقود التحرير والتغيير.


ملاك.. أصغر أسيرة في السجون:
ملاك الخطيب (14 عاما) من قرية بتين شرق مدينة رام الله اعتقلها جنود الاحتلال بملابسها المدرسية بعد عودتها من تقديم الامتحان النهائي لمادة الإنجليزي، حيث اتهموها بإلقاء الحجارة وحيازة سكين.

الطفلة ملاك الخطيب

علي الخطيب والد الطفلة ملاك، يبين أن محكمة الاحتلال حكمت على ملاك بالسجن مدة شهرين ودفع غرامة مالية بقيمة ألفي شيكل، لافتا إلى أن ملاك معتقلة الآن في سجن هشاورن الخاص بالأسيرات الفلسطينيات.

وتساءل الخطيب "هل تستطيع طفلة أن تقوم بالتهم التي اتهموها فيها؟"، مضيفا "ملاك هي أصغر أبنائنا، وهي المدللة ومن المحال أن تقوم بحمل سكين أو إلقاء الحجارة".

ويوضح أن محكمة الاحتلال عقدت أربع جلسات محاكمة، كان جنود الاحتلال يحضرون ملاك مكبلة لقاعة المحكمة مرتدية ملابس خفيفة جدا ويبدو عليها الخوف والتوتر.

الاحتلال لا يعامل ليث كطفل:

الطفل الأسير ليث خالد الحسيني (15 عاما) من حي الشيخ جراح وسط القدس، أيضاً معتقل منذ أربعة أشهر ولم تبت محكمة الاحتلال حتى اليوم في قضيته، رافضة مطالبات محاميه بأن يعامل كطفل، فقد سبق واعتقل ليث تسعة أشهر أمضاها في سجون الاحتلال.

خالد الحسيني والد ليث يقول: إن الاحتلال يعتبر الأطفال المقدسيين شوكة في حلقه ويريد الدعس عليهم عبر مخطط لإلغاء هذا الجيل بالكامل وإبعاده عن الخط الوطني، مؤكدا أن العدو ينتهج مع الأطفال في مدينة القدس سياسات وخططا مبرمجة تبدأ من المنزل إلى الشارع فالمدرسة حتى يتم اعتقال الطفل في محاولة لترويضه وتفريغه من الانتماء الوطني.

ويوضح الحسيني أنه لا يرى طفله المعتقل في سجن هشارون إلا في جلسات المحكمة، فهو ممنوع من زيارته، لافتاً إلى أنه حتى عندما نجح بالحصول على أمر من المحكمة يمكّنه من زيارته لم يسمح له بدخول السجن وطرد من المكان.


الفتى ليث الحسيني:

ليث يرى والدته وأشقاءه وينقل لهم ما يمر به من ظروف اعتقال تتفاقم في فصل الشتاء حيث لا يوجد أغطية وملابس دافئة، ويمنع الأهالي من إدخالها في حين تبيعها إدارة سجون الاحتلال للمعتقلين بأسعار عالية جدا.

وينقل ليث إلى عائلته ما يمر به والأطفال الأسرى من اعتداءات مستمرة من قبل إدارة سجون الاحتلال، حيث يتعرضون للضرب المستمر ويطلق عليهم جنود الاحتلال الألفاظ البذيئة.

ويقول الحسيني إن عائلته كباقي عائلات الأطفال المعتقلين يتم التنكيل بها خلال الزيارة، وإخضاعها للتفتيش بشكل دقيق، مشيرا إلى أن ذلك يتم أيضا مع الأطفال المعتقلين الذين يزج بهم في زنازين ضيقة لساعات طويلة ويتم تفتيشهم قبل وبعد الزيارة والاعتداء عليهم خلال التفتيش.


النمري سيقضي حكما بالسجن 16 شهرا:

الفتى المقدسي محمد النمري (16 عامًا) من بلدة القدس القديمة، حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن الفعلي (16) شهرًا ودفع غرامة بقيمة (15) ألف شيكل، وأمهلته (40) يوما لتسليم نفسه على الرغم من أنه قضى ستة أشهر في الحبس المنزلي ودفع غرامة مالية بقيمة ثلاثة آلاف شيكل.

علاء النمري والد محمد، يروي أن محكمة الاحتلال حكمت على نجله بالحبس المنزلي مدة ستة أشهر وتفاجأت بعد انتهاء فترة الحبس المنزلي أن محكمة الاحتلال أصدرت حكما بالسجن المنزلي المفتوح بحق محمد.

الميثاق: الاحتلال يصعد من انتهاكاته بحق الأطفال المعتقلين

مؤسسة الميثاق الفلسطينية لحقوق الإنسان بينت أنه يوجد حالة مستمرة من الانتهاك الواضح لحقوق الأطفال من دون أدنى اعتبار لطفولتهم الغضّة ولتأثيرات تجربة الاعتقال على مستقبلهم، مشيرة إلى أنه تفاقمت حدّتها خلال العام 2014، وطالت مختلف الأعمار والأحياء، ناهيك عن التّشديدات القضائية بحقّ المعتقلين والتي روّجت لها الحكومة الإسرائيلية خلال العام المنصرم.

وذكرت المؤسسة في بيان لها، أنه من جملة ما يقع على الأطفال من انتهاكات أثناء الاعتقال، أن يمنعوا من مرافقة أهاليهم أثناء التحقيق، أو يحرموا من الحقّ في استشارة محامٍ قبل بدء التحقيق معهم، أو يحرموا من النوم لساعات طويلة، أو أن يجبروا على التوقيع على إفادتهم المكتوبة باللغة العبرية من دون أن يتأكدوا من مطابقة ما كتب فيها مع أقوالهم.

وأشارت إلى أنه من أشدّ أنواع الانتهاك الاعتداء الجسديّ متمثلاً بالضرب العنيف وأحياناً الصعق بالكهرباء، ونقلت عن عدد من الأطفال أنه يجبرون فور وصولهم الى مركز التحقيق على الجلوس أرضاً على رُكبِهم ووجوههم إلى الحائط، بينما يقوم أفراد شرطة الاحتلال بضربهم كلّما مرّوا من طريقهم.

المصدر: جريدة العهد.

التعليقات (0)

اترك تعليق