مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

30 طفل فلسطيني يثيرون خوف

30 طفل فلسطيني يثيرون خوف "إسرائيل"

كانت بارقة أمل لآبائهم لنيل الحرية، وخصوصاً أنها الأولى في تاريخ حركات التحرر، وأداة أخرى من أدوات الكفاح لنيل ما سلبه الاحتلال من حقوق مشروعة، فكانت مواجهة إنسانية مع الاحتلال الذي يحرم الأسرى من حقهم الطبيعي بالإنجاب، إنها عملية "تهرب النطف" من داخل المعتقلات، التي وجد الأسرى المتزوجين فيها ملاذهم لاختصار الوقت على أنفسهم وعلى زوجاتهم والإنجاب رغم القيود وطول حكم الاعتقال.
وكعادته يحاول الاحتلال سرقة أحلام الفلسطينيين بشكل عام، والأسرى على وجه الخصوص، فقد وضع الاحتلال العراقيل أمام تسجيل هؤلاء الأطفال الذين أنجبوا عبر "عمليات الإخصاب"، ولم يعترف بهم، بل وإضافة لذلك يرفض السماح لمعظم هؤلاء الأطفال بزيارة آبائهم في المعتقلات، في محاولة يائسة لتبديد فرحة ذويهم بهم، تعاقب الأسرى وتعطل إنجابهم في حين تعمل من اجل تقييد مستقبل من يولد بهذه الطريقة.
زوجة الأسير فهمي أبو صلاح، من بلدة بيت حانون في غزة، التي أنجبت طفلها "أسعد" عن طريق تهريب نطفة من زوجها الأسير، من داخل سجن ريمون، حيث يقضي حكماً مدته 22عاماً، قالت: "إن الاحتلال ما زال يرفض السماح لطفلها بزيارة والده في السجن، بدعوى أنه غير معترف به".
وأوضحت في حديث لـــ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية  أنها تقوم بزيارة زوجها ضمن الزيارات التي يسمح بها الاحتلال لذوي الأسرى من قطاع غزة بين الحين والآخر، إلا انه لم يسمح لابنها بالزيارة حتى الآن.
وأشارت إلى أنه تم استخراج شهادة ميلاد لطفلها "أسعد" من دائرة الأحوال المدنية في قطاع غزة، رغم أن الاحتلال كان يرفض ذلك.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الأسير فهمي أبو صلاح في شباط 2008 بعد مداهمة منزله المجاور للمناطق الحدودية شمال قطاع غزة وحكمت عليه بالسجن 22 عامًا.
من ناحيته قال  مدير دائرة الإحصاء بهيئة شؤون الأسرى والمحررين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة مكتب الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر عوني فروانة بأن الاحتلال ماطل فيما يتعلق بمنح أطفال "النطف المهربة" شهادات الميلاد، إلا أنه أكد بأن الموضوع في طريقه للحل.
وأوضح في حديث لــ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إنه تم إصدار شهادات ميلاد لحالتين في غزة، وأن الأمور في الضفة تسير نحو إصدار شهادات وذلك بعدما أصبحت "عملية الإنجاب" عن طريق "الإخصاب" منتشرة وارتفع العدد وباتت تشكل ظاهرة، وثورة إنسانية لأجل الحياة، وإبداع آخر من إبداعات الأسرى.
وأشار إلى أن "إسرائيل" اتخذت إجراءات مشددة وعقوبات كثيرة بحق الأسير وزوجته وعائلته وحتى الأطفال الجدد، بهدف الانتقام منهم والحد من هذه الظاهرة الآخذة بالتنامي في السجون، ومنعتهم من الزيارة في سياق الإجراءات العقابية وحرمان الآباء من رؤية أبنائهم (المواليد الجدد).
ولفت إلى أن "إسرائيل" تصر وكعادتها على مصادرة أبسط الحقوق الممنوحة والمكفولة للأطفال، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تبذل في هذا الجانب، حيث انتزعنا حق الزيارة لأحد الأسرى من عائلة الريماوي أواخر العام المنصرم بعد جهود قانونية.
وحذر من أن "إسرائيل" ربما تضع عراقيل أيضا أمام  سفر هؤلاء الأطفال أو لربما أمام تنقلهم داخل المدن الضفة، مشيراً إلى أن هذه مشكلة تحتاج إلى علاج.
وقال: "في الوقت الذي ندعم ونساند ونشجع عمليات تهريب النطف المنوية من داخل السجون، باعتبارها إبداع جديد وانتصار مستحق. فإننا يجب أن نبذل قصارى جهودنا لمعالجة ما يترتب على ذلك من إجراءات إسرائيلية بحقهم ويجب العمل على إزالة كافة التبعات والآثار السلبية لتلك الإجراءات الإسرائيلية القمعية".
وشدد فروانة على أن هذه الظاهرة مقلقة بالنسبة لإدارة السجون، فيما تشكل انتصارا بالنسبة للأسرى وذويهم ومن يقف معهم، وبالتالي فقد اشتد الصراع فيما بين الإرادتين، موضحاً بأن "إسرائيل" لا تملك سوى إرادة الباطل المجسدة بالقمع والتنكيل والإجراءات العقابية، والأسرى وذويهم يملكون إرادة الحق متمثلة بالإصرار على مواصلة ثورة الحياة والمضي قدما نحو تسجيل مزيد من الانتصارات.
ويذكر أن سلطات الاحتلال تشدد في الآونة الأخيرة من سياسة التفتيش لذوي الأسرى أثناء الزيارة، خوفاً من عمليات تهريب لنطف أخرى.
فروانة أكد بأن تلك الإجراءات المشددة والعقوبات الكثيرة لن توقف هذه الظاهرة ولن تحد منها، وأن الأسرى ماضون، لافتاً أن  الظاهرة تتسع وتنتشر. ولكن علينا ألا نتركهم وحدهم، لافتاً إلى أن الجهود في تذليل العقبات عامل مهم في مسيرة استمرارها من عدمه.
ويشار إلى أنَّ عدد الأطفال الذين تم إنجابهم بهذه الطريقة بلغ 30 طفلاً، ثلاثة منهم في قطاع غزة والباقي في مدن الضفة الغربية، وفي غالب تلك الولادات يرزق الأسير بتوأم من المواليد.


المصدر: وكالة فلسطين اليوم.

التعليقات (0)

اترك تعليق