مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

خديجة.. عشقها للأقصى يستفز

خديجة.. عشقها للأقصى يستفز "الجنود" وهيهات أن تكِلّ

تتصدر أحداث القدس نشرات الأخبار طيلة أيام الأسبوع، ويعاني أهلها من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي وشرطته بحقهم، لكنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي، وأصروا على التصدي للمخططات التي يحاول الاحتلال والمستوطنون فرضها مثل التقسيم المكاني والزماني لباحات المسجد الأقصى، حتى نشأت مجموعة المرابطين والمرابطات في الأقصى، ومنهم خديجة خويص.

من هي خديجة؟

هي سيدة مقدسية تربت في رحاب مدينة القدس المحتلة، ولم يترك والداها فرصة إلا وغرس حب المدينة ومسجدها الأقصى في قلبها، لتشهد الحواري والأحياء على طفولتها وتتخرج من مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية وتكمل دراستها الجامعية والماجستير في علوم التفسير، وإحدى طالبات دبلوم دراسات بيت المقدس للمشروع المعرفي لبيت المقدس: 1994-2024، حياتها المناضلة بدأت مع الأقصى قبل عام تقريبًا، "فلسطين" عبر الهاتف استمعت لها ولـ"الأكشن" الذي صاحب المكالمة.
تقول خويص: "يعمد الاحتلال والمستوطنون إلى اقتحام المسجد الأقصى يوميًا من الساعة السابعة والنصف وحتى العاشرة والنصف صباحًا في التوقيت الصيفي، والمرة الثانية خلال اليوم تكون في الساعة الثانية عشرة ونصف بعد الظهر وحتى الثالثة إلا ربعا قبيل صلاة العصر".

وعن الهدف من هذه الاقتحامات، أفادت أن الاحتلال يسعى لتكريس تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، فيعمل على استغلال الأوقات التي يقل فيها وجود المسلمين من خلال الاقتحامات، مشيرة إلى أن هذا دفع بأهل المقدس للرباط في باحاته وساحاته وتشكيل حلقات العلم والقرآن والتفسير للتصدي.

سلاح المرابطين التكبير

وخلال عام واحد أبعدت خديجة عن الأقصى أربع مرات، فما أن ينتهي إبعادها حتى يتم اعتقالها مجددًا وتسليمها حكمًا بالإبعاد تتراوح مدته من خمسة عشر يومًا في المرة إلى ستين يومًا في مرة أخرى، ويتم الإفراج عنها كل مرة بكفالة مالية ضخمة وغرامة أضخم لدخولها المسجد الأقصى.

خديجة المرابطة والمبعدة عن الأقصى تتخذ من باب السلسلة مكانًا يوميًا للجلوس فيه وكيد الاحتلال وإغاظته والتأكيد على أن الحق للمسلمين فيه ليس لهم، وباب السلسلة هو البوابة التي يخرج منها المستوطنون عقب اقتحامهم باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، مما يجعلهم يغتاظون من مرأى المرابطين أمام باب السلسلة والمتسلحين بسلاح وحيد فقط هو التكبير حال خروجهم.

ولأن وسيلتنا الوحيدة كانت للتواصل مع خويص هي الهاتف، تعرضت مكالمتنا معها للمقاطعة عدة مرات، الأولى كانت لتعريف بعض المارين بوجود سيدات مبعدات عن الأقصى ويأتين للرباط في أقرب نقطة منه، والثانية أخذت فيها خديجة تتحدث مع شخص ليخبرها أنه تم اعتقال ثلاث بنات وسيدة، والثالثة تخبر شخصًا عن مواعيد اقتحامات المستوطنين للمسجد، ومرة أخيرة توقفت عن الحديث لتعرف أن فتاتين تم اعتقالهما من وسط أهلهم في الأقصى واقتيادهما للمركز وضربهما.

تجديد الإبعاد

ومن وسائل إزعاج المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى قالت خويص: "كثيرًا ما اعتدى الاحتلال على حلقات القرآن وتفسيره ليفرقها ويشتت شملها، لكن ذلك كله لن يفتّ في عضد المقدسيين بل سيزيد قوتهم وشوكتهم للدفاع عن المسجد الأقصى في كل وقت".

ونبهت خويص إلى أن الاحتلال يسعى لتجديد الإبعاد لكل مرابطة في أوقات تخالف إبعاد رفيقاتها المرابطات، فمن الممكن أن تبعد خديجة مثلا وينتهي قرار إبعاد رفيقة لها، وحال انتهاء قرار إبعاد خديجة يبدأ قرار إبعاد رفيقتها ثانيةً، مبينة أن الاحتلال يسعى من ذلك لتفريق المرابطات.

وتجدر الإشارة إلى أن آخر تاريخ إبعاد لخديجة صدر في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي؛ أي أنها الآن مبعدة للمرة الرابعة منذ ما يقارب الشهر، ومع ذلك هي تحمل نفسها –حتى لو صادفها مرض أو تعب- كل يوم لترابط أمام باب السلسلة.
من خلال رباطها على البوابة تعرف أخبار الأقصى والاعتقالات اليومية والإبعاد اليومي لرفيقاتها في الرباط، ولا تنفك عن ترديد "الله أكبر" في وجه المستوطنين، لتنتشر صورتها أمام الحواجز في جميع وسائل الإعلام.

متكررة ومتعمدة

يشار إلى أن الأقصى يتعرض لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات جيش وشرطة الاحتلال؛ بدعوة تنظيم جولات إرشادية حول الهيكل المزعوم، مما يثير حفيظة المرابطين والمرابطات فيه ونشوب مواجهة متكررة بين الطرفين.

وهذه المواجهات كانت دافعًا للاحتلال لبلورة مشروع قانون لحظر المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لمحاولة منعهم من التواجد فيه والتصدي للمستوطنين المقتحمين له بشكل يومي، وذلك بهدف إخلاء الساحة منهم والسعي للتحكم بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى وفق أهواء الاحتلال.



المصدر: وكالة فلسطين أون لاين

التعليقات (0)

اترك تعليق