مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

غازات خانقة تُحاصر المعامير والنويدرات بالبحرين

غازات خانقة تُحاصر المعامير والنويدرات بالبحرين

قالت صحيفة الوسط البحرينية أنها تلقت سيلاً من الاتصالات من أهالي المعامير والنويدرات يشكون فيها من الغازات الخانقة التي تحاصر منطقتهم.
أضافت الصحيفة نقلاً عن الأهالي هناك أن الغازات السامة تتسرب إلى داخل منازلهم ما دفع بالكثير منهم إلى مغادرتها، مؤكدين أن عدداً من الأطفال نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بالاختناق بسبب تلك الغازات.
 أشار بعض السكان إلى أن مصدر هذه الغازات هو المصانع التي شيدت قرب الأحياء السكنية في منطقتي المعامير والنويدرات والتي تعمل بشكل مستمر.
وأكد مختصون للصحيفة أن استمرار هذه المصانع يهدد حياة السكان هناك.
وقالت زهرة خليل (22 عاما) من المعامير: «الروائح تملأ المكان، ولا حل أمامنا سوى مغادرة المنزل»، وفيما كانت تتحدث إلى «الوسط» كان طفلها الرضيع يجهش بالبكاء.
وتابعت حديثها «طفلي الرضيع حسين (5 أشهر) يصرخ بسبب عدم قدرته على التنفس، ويوم أمس اضطررنا إلى وضع الأكسجين على أنفه وفمه لمساعدته على التنفس فيما كانت روائح الغازات منتشرة في أرجاء المنزل».
وواصلت خليل حديثها بحرقة: «هذه ليست المرة الأولى، قبل فترة بسيطة نقلت طفلي إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، وظل هناك لعدة أيام، وقد أبلغني الأطباء أنه يعاني من ضيق في التنفس، والغازات التي يستنشقها في المنطقة بسبب المصانع ستزيد من سوء حالته».
وناشدت خليل المعنيين ضرورة التدخل لحل هذه المشكلة التي يضج منها الأهالي بشكل يومي، والتي تهدد حياتهم، والكثير منهم بات يعاني من الأمراض بسبب هذه الروائح.
كما تحدث عبد المنعم السعيد (45 عاما) يعيش في المعامير مع 7 من أفراد عائلته، إلى «الوسط» وهو في حالة من الانفعال: «غازات المصانع الخانقة تحاصرنا في كل مكان، وحتى منازلنا لم تسلم منها، لا نعلم ماذا نفعل، فالجلوس داخل المنازل لم يعد وسيلة للهروب من قسوة هذه الغازات».
وفيما تحدث عن أن الغازات تنبعث نحو الأحياء السكنية في المعامير والنويدرات بشكل مستمر لفت إلى أن «الرائح انبعثت بشكل أقوى، وهو ما اضطرنا إلى الخروج من المنزل».
وطالب السعيد الجهات المعنية بالتدخل بشكل جدي لإيجاد حل لوقف انبعاث الغازات نحو الأحياء السكنية، وقال: «الوضع البيئي خطير، وعلى المسئولين القيام بجولة في المنطقة لمعرفة حقيقة المأساة التي يعيشها الأهالي بسبب غازات المصانع».
وقد رصدت لجنة «بيئيو المعامير» الشبابية، خلال الفترة الماضية على رصد معاناة الأهالي بسبب تدهور الوضع البيئي في المنطقة، وخصوصا ما يتعلق بانبعاث الغازات من المصانع القريبة، وقال عضو اللجنة جاسم حسين أل عباس: «إن الغازات لم تتوقف عن الانبعاث باتجاه النويدرات والمعامير، ونتلقى شكاوى من الأهالي بشكل متكرر، ومصدر هذه الغازات بلا شك المصانع القريبة من المنطقة».
وأضاف «نجهل سبب انبعاث هذه الغازات، لكن قد تكون هناك عمليات صيانة في المصانع القريبة، وهو أمر يتكرر في كل عملية صيانة، وقد كان الوضع مأساوياً مساء أمس حين انبعثت روائح خانقة من مداخن المصانع باتجاه نويدرات والمعامير».
«بيئو المعامير» عمدت خلال الفترة الماضية لربط انبعاث الغازات من المصانع بالآثار الصحية على الأهالي، وخصوصا ما يتعلق بانتشار مرض السرطان، إذ ذكر أل عباس «رصدت اللجنة خلال الفترة من 1989 حتى 2008 وفاة 120 شخصا في المعامير ونويدرات بسبب مرض السرطان، ومن بين هذه الأعداد رجال ونساء وحتى أطفال»، وأشار إلى أن «عدد الوفيات يربو حاليا على 120، إلى جانب ذلك هناك عدة إصابات حاليا بالسرطان في هذه المناطق، ولدينا شهادات ووثائق تؤكد ذلك».
وأفاد أل عباس أن «آخر ذلك هو تسجيل إصابة بمرض السرطان لشخص في الثلاثينات من قرية العكر، وقد ثبت من خلال الفحوصات الطبية أن سبب مرضه هو احد الغازات التي تنبعث من المصانع القريبة، وقد رفع قضية للمطالبة بتعويض عما تعرض له».
وطالب أل عباس الجهات الرسمية بـ «إجراءات ملموسة إزاء هذا التلوث البيئي»، مشددا على ضرورة تنفيذ العقوبات الرادعة على المصانع التي تسبب التلوث في المنطقة، وتحدث الضرر على صحة الأهالي.

المصدر: وكالة أبنا.

التعليقات (0)

اترك تعليق