مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

"حب حيفا".. رواية خطتها أنامل طفلة تعشق الأرض والاستشهاد

رغم صغر سنها؛ وتشكيك البعض بروايتها؛ إلا أن الطفلة دنيا سنونو؛ والطالبة في الصف العاشر بمدرسة سلفيت الثانوية للبنات؛ أكملت ربيعها الخامس عشر؛ مع اكتمال روايتها الأولى؛ التي تعبر فيها عن حبها لوطنها فلسطين.
الطفلة سنونو؛ وعلى طبيعتها وسجيتها؛ ودون توجيه من أحد؛ أنجزت كتابة رواية "حب حيفا" التي تشد قارئها؛ وتبكيه على ما آل إليه حال المدينة المحتلة بعد مرور 67 عامًا على احتلالها من عصابات الاحتلال الإسرائيلي.
وتدور أحداث الرواية حول فلسطينيين هاجروا تحت السلاح والقتل إلى لبنان عام 1948؛ قبل أن يقرروا العودة إلى الوطن حتى لو شهداء بدافع حب الأرض؛ وهو ما كان.
وتحدثت سنونو عن سبب كتابتها للرواية واختيارها مدينة حيفا دون غيرها من المدن الفلسطينية القديمة مثل عكا ويافا؛ قائلة: "زرت يافا وعكا؛ وكانتا روعة في الجمال وتعيدانك لعبق التاريخ والماضي التليد؛ إلا أنني كنت أتسوق في مدينة حيفا وأنا طفلة صغيرة، وأردت شراء زجاجة ماء من أحد المحلات على شاطئ حيفا؛ وتفاجأت بأن من اشتري منه لا يعرف العربية".

وتضيف: "اضطررت أن أحدث هذا الشخص بالإنجليزية ليعرف ماذا أريد أن اشتري؛ ليتبين لي لاحقًا أنه مستوطن يهودي مستجلب من الخارج؛ غزا وطننا وقهرنا؛ واحتل أجمل مدننا بقوة السلاح والإرهاب".

وفي تفاصيل روايتها؛ تناولت سنونو خلاصة أفكارها ومشاريعها وحبها العميق لمدينة حيفا الفلسطينية، وكيف تحولت من مدينة عربية فلسطينية خالصة كانت تعج بالحياة والفرح والسعادة؛ بأهلها وناسها الطيبين؛ إلى مدينة لم يعد فيها غير 2% من الفلسطينيين، وأصبحت منسية من البعض؛ إلا ممن يقاومون ويدافعون عن الوطن؛ وهم أحق بتمثيل الوطن واسترجاعه وتقديم أرواحهم في سبيل ذلك.

وتشير سنونو إلى أن روايتها تعبر عن مدى حب الإنسان الفلسطيني لوطنه وعدم نسيانه رغم التهجير والطرد وطول السنين؛ واستعداده لتقديم روحه رخيصة في سبيل ذلك؛ وأن ثمن التحرير لن يأتي على طبق من ذهب؛ بل مقابل تقديم الدماء والأرواح في سبيل تحرير الوطن الغالي.

وتشكو سنونو قلة الدعم المعنوي لها في كتابة الرواية ودعمها، مبينة أن والدها وفر لها مبلغ 6000 شيكل لأجل طباعة نسختها؛ إلا أنها تؤكد أن معلماتها وزميلاتها من التلميذات في مدرسة سلفيت للبنات قدمن لها التشجيع من أجل إتمام روايتها الأولى؛ والتي تطمح أن تكون بادرة خير لرواياتها القادمة، والتي رفضت الإفصاح عن اسمها.
وتتمنى أن تعود وتزور حيفا أكثر من مرة، وكل مدن فلسطين في الداخل المحتل، حيث يحدوها الشوق والحنين لزيارة كافة مدن الـ 48 حتى تتعرف عن قرب على وطنها، وما حل بأهله من تهجير وطرد؛ لتكتب للعالم روايات عن شعبها المسالم.

وخلال شهر أنجزت سنونو روايتها بعد تحضيرات كثيرة؛ وقامت بطباعتها بعد 5 أشهر، وأتمتها الشهر الماضي؛ وتقوم فكرتها الرئيسية على أنه لا يجوز أن ننسى مدننا وقرانا في الداخل المحتل، وتشير إلى أنها كانت تقرأ وهي في عامها الحادي عشر، وتتابع كل القصص والروايات التي تقع بين يديها، ولا تريد أن تكتب إلا الروايات الوطنية المعبرة عن حب الوطن والتضحية لأجله كبقية الشعوب التي احتلت أراضيها

المصدر: وكالة فلسطين برس.

التعليقات (0)

اترك تعليق