مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

وصفات لتعزيز الطاقة الطبيعية

وصفات لتعزيز الطاقة الطبيعية

هبوط طاقة الجسم
يقول معظم الناس إنّ أكثر ما يحتاجون إليه عادة هو المال ثم الوقت فالطاقة الجسدية، أو على الأقلّ قدر كاف من الطاقة للقيام بكلّ ما يريدون أو يحتاجون إلى إنجازه في النهار والليل. لكنّ مستويات الطاقة المتوفّرة غالبا ما تهبط سريعا عندما تظلّ لائحة الأعمال الواجب إتمامها كبيرة. وما عليك أن تلومي في ذلك إلّا الإيقاعات الطبيعية لجسمك.
يقول الدكتور سكوت كامبيل، الأستاذ المشارك في علم النفس ومدير مختبر النوم في مركز كورنل الطبي في ولاية نيويورك الأميركية، إنّ هبوط مستويات طاقة الجسم في فترة بعد الظّهر أمر طبيعي حتّى بالنسبة إلى الأشخاص الذين ارتاحوا لفترة طويلة، وهو من موروثات سلوك الأقدمين. وتشير الدراسات إلى أنّ أداءنا المعرفي -أي قدرتنا على التفكير وحلّ المسائل- يتحسّن بعد أخذ قيلولة. إنّ غفوة ما بعد الغداء نزعة بيولوجية في الإنسان. السبب في ذلك هو أنّ أجسامنا تطلب في الأحوال العادية فترتَي نوم في الدورة الزمنية الممتدّة أربعا وعشرين ساعة: فترة نوم طويلة وأخرى قصيرة. وتحلّ الفترة القصيرة بعد ١٢ ساعة من منتصف فترة النوم الطويلة. فإذا نمت من الساعة الحادية عشرة مساء حتى الثامنة صباحا، قد يحتاج جسمك إلى قيلولة قصيرة حوالي الساعة الثالثة بعد الظّهر، على حدّ قول الدكتورة كاثرين كوكس، الكاتبة المعروفة في قضايا صحة المرأة. وبالرغم من كلّ ما سبق، فإنّ قلة من النساء يستطعن إيجاد الوقت الكافي لاختلاس غفوة بعد الظهر. وفيما نحن نعمل ونقضي حاجاتنا ونقوم بخدمة أُسرنا دون توقف، ينتهي بنا المطاف متوتّرات الأعصاب عندما يجب أن نكون مفعمات بالطاقة. تتأثّر مستويات مخزوننا من الطاقة أيضا بما نأكل ومتى وكيف. يقول الدكتور ألان مغازينر، رئيس مركز "مغازينر" الطبيّ في تشيري هيل بولاية نيوجرزي الأميركية، إنّ تناول مشروب غازي وكعكة مُحلّاة صباحا لا يعطي أي قيمة غذائية، بل إنّ الأطعمة غير الصحية تسحب من الجسم مخزونه من الفيتامينات B الضرورية لمساعدة الجهاز الهضمي على تحويل الطعام إلى طاقة.

وصفات لتعزيز الطاقة الطبيعية

هل تشعرين بالإعياء في الصباح؟ هل تكونين في حالة طبيعية عندما تستيقظين ثم تشعرين بالإنهاك وقت الغذاء؟ ألا تستطيعين البقاء مفتّحة العينين بعد العشاء؟ اقرئي الوصفات التالية لعلّها تفيدك:
 كلي باكرا. كلّما بكّرت في تناول الطعام كان ذلك أفضل لك. تقول الدكتورة جوديت فورتمان، العالمة في أبحاث التغذية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT): إذا كنت لا تطيقين رؤية الطعام بعد الاستيقاظ في الصباح، فاحرصي على تناول وجبة مغذية في غضون ثلاث ساعات. الأكل يساعد جسمك على استعادة نشاطه بعد نوم ساعات الليل عندما يكون جسمك مرتاحا ولا يستهلك أي طاقة. كما أنّ تناول فطور جيد سيمنعك من أكل وجبة غداء عامرة، وهذا ما يمكن أن يشعرك بالتعب في فترة بعد الظّهر".
 ابدئي يومك بتناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن وسواها من العناصر الأساسية. في وجبة الفطور تخلّي عن اللحم المدخّن والجبنة الموجودة في "الكرواسان". تناولي بدلا من ذلك فواكه طازجة ولبنا رائبا عادّيا (زبادي) قليل الدسم أو خاليا من الدسم مع فطيرة أو كعكة مصنوعة من الدقيق الكامل. أو تناولي عصير فواكه وشريحة أو شريحتين من خبز "التوست" المحمّص المصنوع من الدقيق الكامل مع حوالي ٣٠ غراما من الجبنة قليلة الدسم، مثل الموزاريلا المصنوعة من الحليب المنزوع الدسم. هذه الكمية من الموزاريلا تعادل شريحة أو شريحتين من خبز "التوست".
في النهار:
 ركّزي على تناول البروتين في وجبة الغداء. إنّ الحمض الأميني تيروزين (Tyrosine) المتوفّر في الأغذية الغنية بالبروتين يُنتج الكميّة الأكبر من الموادّ الكيميائية المسؤولة عن تنبّه الدماغ ونشاطه، ويمنع الدماغ من إنتاج السيروتونين، وهو الناقل العصبي سيروتونين الذي يبطئ نشاطك. وتوصيك الدكتورة فورتمان بألاّ تُفرطي في الأكل وأن تختاري اللحوم والأجبان قليلة الدسم والسعرات الحرارية. تناولي مثلا، ما يتراوح بين ٩٠غراما و ١٢٠غراما من اللحم أو الدواجن أو ثمار البحر أو السمك؛ تستطيعين أن تشربي كوبا من اللبن الرائب الخالي من الدسم أو تأكلي القريشة الخالية من الدسم. تجنّبي أنواع الحساء المصنوعة بالقشدة (الكريما) والوجبات السريعة، مثل الهامبرغر المقلي والخُضر المقلية والبطاطا المطيّبة بالجبنة.
 عندما ينتابك التعب بعد الظّهر جرّبي تناول مزيج من السكّريات والكافيين (مثلا أربع قطع صغيرة من حلوى التين أو البسكويت) مع كوب من القهوة أو الشوكولا الساخنة أو كولا الحمية بين الثالثة والنصف والرابعة عصرا. وتقول الدكتورة فورتمان إنّ وجبة خفيفة كهذه ستنشّط طاقتك العقلية لمدة ست ساعات تقريبا. تعمل الكربوهايدرات والكافيين معا بهذا الشكل الفعّال لأنّ الكافيين يقويّ طاقتك العقليّة في حين تتيح لك مادة السيروتونين الموجودة في الكربوهايدرات الاسترخاء وإعادة تركيز انتباهك على المهمّات المتبقيّة حتى آخر النهار.
في الليل:
 امتنعي عن تناول الكافيين بعد الساعة الرابعة والنصف عصرا؛ يقول الدكتور كاميبل إن الكافيين قد يحرمك من النوم في الوقت المعتاد إذا تناولته في المساء لأنه ينبّهك لمدّة تصل إلى ستّ ساعات. وتشمل هذه النصيحة جميع أنواع الكافيين، أي القهوة والشوكولا والشاي والكولا.
شهريا:
 عندما تكونين في أيام الحيض، انتبهي إلى تغذيتك بشكل خاصّ. احرصي على أن يحتوي غذاؤك على مصادر جيّدة للحديد، مثل اللحم الخالي من الدهن والدواجن منزوعة الجلد والحبوب والخضر. تقول خبيرة التغذية ومديرة قسم الغذاء في مركز "أرفنغ" للأبحاث السريرية في نيويورك، وحيدة كرمالي، إنّ هذه الأغذية تحافظ على مستويات عالية من الطاقة وتمنع فقر الدم الذي يمكن أن يسبّب لك الإعياء.
 تناولي المكملات الغذائية (الفيتامينات). يقول الدكتور مغازينر إنّ معظم الناس لا يحصلون على تغذية كافية من طعامهم. ولزيادة مخزونك من الطاقة يوصيك الدكتور مغازينر بأخذ مكمّلات الفيتامينات والمعادن وتشمل ٤٠٠ مليغرام من المغنيزيوم و ١٥ مليغراما من الزنك و ٤٠٠ مكروغرام من حمض الفوليك و٤٠٠ وحدة دولية (Iu) من الفيتامينE، و ٢٠٠ مكروغرام من الكروم و٥٠ مليغراما من الفيتاميناتB.

ملاحظة: إن كنت تعانين من مشاكل في القلب أو الكليتين، فاحرصي على مراجعة طبيبك قبل أن تبدأي في أخذ مكملات المغنيزيوم، وقد تسبّب مكمّلات المغنيزيوم الإسهال لدى بعض الناس.

التزمي الساعة:
 اشربي كوبا من الماء كلّ ساعة لمدّة ثماني ساعات. إن الجفاف قد يسبّب تراجعا ملحوظا في حسن أدائك، وتناول كمية كافية من الماء، أي شرب حوالي لترين من الماء يوميا، يتيح لك المحافظة على طاقتك، على حدّ قول الدكتور واين آسيكو، أستاذ التغذية ومدير قسم الأطعمة والتغذية في جامعة ولاية يوتاه الأميركية.
إن الاحتفاظ بكمية من ماء الشرب قريبا منك طوال النهار سيشجّعك على الشرب على قدر حاجتك. احتفظي بزجاجة ماء في مكتبك وسيارتك.
 سيري مدة ٢٠ دقيقة بعد الفطور أو في فترة الغداء. كرّري هذه النزهة ثلاث مرّات إلى خمس في الأسبوع. إن ممارسة الرياضة تجدّد طاقتك لفترة تصل إلى ثماني ساعات، كما يقول الدكتور كامبيل. لكن لا تمارسي الريّاضة في الساعات القليلة السابقة لموعد نومك لأنّك قد لا تستطيعين النوم بسبب الطاقة الزائدة التي خزّنتها.
يقول الدكتور بارب توبياس، الأستاذ المسعد في طبّ العائلة في جامعة سنسناتي الأميركية: "أعطي الرياضة أولوية مماثلة لأولوية تناول الأدوية الضرورية."
في الشتاء:
 امكثي في الهواء الطّلق مدّة ٣٠ دقيقة كلّ يوم في فصل الشتاء. يُصاب بعض الناس في الأشهر الباردة القاتمة بظاهرة الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) التي تتّسم بفقدان الطاقة الجسدية. وتقول الدكتورة برندا بيرن، مديرة برنامج الاضطراب العاطفي الموسمي في كلية الطب في فيلادلفيا، إنّ هذه الظاهرة كثيرا ما تترافق مع الاكتئاب وتغيّرات المزاج والشهيّة والميل إلى العزلة والإكثار من النوم. لكن حتى الأشخاص غير المعنيين بهذه الظاهرة يتأثرون في أحيان كثيرة بفصول السنة ويستجيبون للضوء.
إذا كنت تعتقدين أنك تتأثّرين بتناقص ساعات النهار في أشهر الشتاء، فباشري زيادة مدّة تعرضك لضوء النهار خلال تلك الفترة من السنة. وتقول الدكتورة بيرن: "ليكن أول ما تفعلينه في الصباح المشي خارج المنزل مدة ٣٠ دقيقة حتى لو كان الطقس باردا. افعلي ذلك طوال الأسبوع لتري ما إذا كنت ستشعرين بالنشاط. إن تحقق ذلك واصلي رياضة المشي هذه للمحافظة على مستوى أعلى من الطاقة."
 اهتمي بنفسك. لا تهبط مستويات مخزون الطاقة أحيانا بسبب كميّة العمل الذي تقومين به، بل لأنك تكدّين وتكدّين من أجل الجميع ما عدا نفسك. وينصحك الدكتور توبياس بأن تأمري نفسك بفعل شيء ما لنفسك ومن أجلك أنت خلال هذا اليوم. خذي نصف يوم إجازة، واجلبي حاضنة للأطفال، وافعلي هذه المرة ما يحلو لك أنت.

وصفة معطّرة لإعادة شحن مخزونك من النشاط
هل تستهلكين طاقتك كاملة بحلول الظّهر أو بداية المساء ولا يبقى لديك طاقة حتّى للتذمّر؟
تمددّي لمدة ٢٠ دقيقة إلى ٣٠ دقيقة في حوض الاستحمام المملوء بماء ساخن أو معتدل الحرارة والمعطر بأحد هذه الزيوت الأساسية: الخزامى (اللاوندر lavender)، إكليل الجبل (Rosemary)، الصنوبر، اليوكاليبتس (Eucalyptus) أو العرعر (juniper). وستكون النتيجة شعورك براحة شاملة وطاقة متجدّدة. على حدّ قول كاثلين ماير، خبيرة الأعشاب والمديرة في مركز دريمتايم لدراسات الأعشاب في ولاية فرجينيا الأميركية.
وتشرح ماير ذلك بقولها: "إنّ الجسم المرتاح يؤدي وظائفه بمزيد من الطاقة والعزم. وهذه الزيوت منعشة ومنشّطة لحواسنا وهي تساعدنا على الشعور بأننا في خير وصحة على وجه العموم".
إن كنت حديثة العهد بالزيوت الأساسية ومنافعها، جرّبي أوّلا زيت الخزامى (Lavender)الأساسي. تقول ماير: "إنّ زيت الخزامى هو أكثر زيوت الاستحمام أمانا وشعبية، مهما تكن احتياجات المرء. يساعد زيت الخزامى على إزالة الإجهاد بتهدئة العقل وتصفيته. أغلقي باب الحمّام على نفسك حتّى تنالي أكبر قدر ممكن من فائدة العلاج العطري المتصاعد مع أبخرة حمّامك. وتأكدي من أنّ قطرات قليلة من الزيت الأساسي تُسدي إليك خدمة جليلة.

تنبيه طبّي
إنّ هبوط طاقة الجسم من حين إلى آخر أمر طبيعي. لكن الإعياء المستمر ليس كذلك. إذا انقضت أربعة أسابيع دون أن تتحسني ولم يرفع شيء من مستويات الطاقة لديك إلى حد يرضيك، فاستشيري طبيبك.




المصدر: العلاج الطبيعي للنساء، وصفات من الطبيعة أفضل العلاجات الطبيعية دون استعمال أدوية، سوزن بيرغ، دار العلم للملايين، لبنان-بيروت، ٢٠٠٨.






التعليقات (0)

اترك تعليق