مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الالتهاب الرئوي pneumonia

الالتهاب الرئوي pneumonia

ما هو الالتهاب الرئوي؟
التهاب الرئة هو عبارة عن التهاب في الحويصلات الرئوية، التي تمتلئ بسائل صديدي، وبذلك يجد الأكسجين صعوبة في الانتقال من الحويصلات إلى الأوعية الدموية، وإذا قلت نسبة الأكسجين في الدم فإن الخلايا لا تستطيع أداء عملها على الوجه المطلوب.
يكون الالتهاب الرئوي على شكلين:
- أن يصيب الالتهاب فصآ واحدآ أو جزءآ من الفص وتسمى الحالة (Lobar Pneumonia).
- أن يصيب أجزاءآ من الرئتين وتسمى الحالة ( Bronch Pneumonia).
هل الإلتهاب الرئوي معدي؟
إن فرصة نقل العدوى للالتهاب الرئوي البكتيري ضعيفة لأن الالتهاب يكون عميقآ في الرئتين، أما بالنسبة للالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب اللا نوعي فإن فرصة العدوى تكون أكثر.
ينتقل المرض باستنشاق الهواء الملوث بالجراثيم من عطاس أو سعال شخص مصاب، أو من إستعمال أدوات المائدة الخاص بشخص مصاب بالالتهاب الرئوي.
أسباب المرض:
إن التهاب الرئة لا يرجع لسبب واحد، وإنما هناك أكثر من ثلاثين مسببآ يمكن تصنيفها كالتالي:
- التهاب بكتيري (Bacterial pneumonia).
 ويهاجم التهاب الرئة البكتيري أي إنسان من الرضع إلى كبار السن، لكن أكثر الناس عرضة للإصابة هم:
- الرضع.
- كبار السن.
- المدخنون.
- المصابون بنقص المناعة.
- الأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب رئوي فيروسي.
- بعد العمليات الجراحية الكبرى.
 الاطفال المعرضون لتكرار الإصابة بالالتهاب الرئوي هم:
- المصابون بنقص المناعة.
- المصابون بالارتجاع المعدي المريئي.
- المصابون بتشوه خلقي في القلب أو في الرئة.
- المصابون بالربو أو بأمراض مزمنة في الرئتين مثل الامفيزيما.
 توجد البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي بشكل طبيعي في بلعوم الأشخاص الأصحاء، وعندما تقل المناعة بسبب نقص التغذية أو نقص المناعة أو كبر السن، تتكاثر البكتيريا وتشق طريقها إلى الرئتين مسببة الالتهاب الرئوي البكتيري.
 يصيب الالتهاب فصآ كامآ أو جزءآ منه أو أجزاء متفرقة من فصوص مختلفة، وتمتلتيء الحويصلات بالسوائل الالتهابية والصديد، ويمكن أن ينتقل الالتهاب إلى الدم مسببآ ما يسمى (Bacteremia) أو إلى السحايا مسببآ التهاب السحايا (Menengitis).
 إن أهم بكتيريا تصيب الرئتين هي المكورات الرئوية (Streptococcus Pneumonia).
• الأعراض:
يحدث الالتهاب الرئوي البكتيري بشكل مفاجئ أو تدريجي، ويشتكي المريض من:
- ألم في الصدر.
- سعال مع بلغم أخضر أو مغير اللون.
- ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد.
- رعشة.
- ازرقاق في الشفتين والأظافر في الحالات الشديدة.
- اختلاط ذهني (Confusion) وهذيان في الحالات الشديدة.
- التهاب فيروسي (Viral pneumonia).
 يمثل التهاب الرئة الفيروسي حوالي نصف حالات التهاب الرئة.
 تزيد عدد الفيروسات المسببة للالتهابات التنفسية مع مرور الأيام والسنين، وعلى الرغم من أن أكثرها تسبب التهاب الجهاز التنفسي العلوية إلا أن بعضها يسبب الالتهاب الرئوي خصوصا في الأطفال، لكن الإصابة عادة تكون بسيطة ويتماثل المصاب للشفاء من تلقاء نفسه، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون الإصابة خطيرة وأحيانآ قاتلة وخاصة في المصابين بأمراض القلب أو الرئة أو السيدات الحوامل.
• الأعراض:
تكون الإصابة شبيهة بالأنفلونزا في البداية، وهي كالتالي:
- حرارة.
- سعال جاف.
- صداع.
- ألم في العضلات.
 تتغير الأعراض بعد أربع وعرين ساعة فترتفع درجة الحرارة أكثر ويصبح السعال رطبآ ويخرج المصاب بعض البلغم، ويمكن أن يحس بصعوبة في التنفس.
 يمكن أن يصاب المريض بالتهاب بكتيري ثانوي بعد الإصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي، وهنا تكون الأعراض كالتي أشرنا إليها في الالتهاب البكتيري.
- التهاب رئوي لا نوعي (Atypical Pneumonia) بالمتفطرات الرئوية (Mycoplasma Pneumonia).
 تعد المتفطرات الرئوية أصغر الكائنات المسببة للأمراض في الإنسان، وهي تختلف في تركيبها عن الفيروسات والبكتيريا وتحمل خصائص من كل منهما.
 تشكل حالات الالتهاب الرئوي بسبب المتفطرات الرئوية حوالي 20% من إجمالي حالات التهاب الرئة.
 تختلف الأعراض والعلامات هنا عن تلك المصاحبة للالتهابات الرئوية البكتيرية أو الفيروسية، ولذلك تسمى الإصابة (التهاب رئوي لا نمطي أو لا نوعي).
• الأعراض:
- نوبات سعال عنيفة مع قليل من البلغم.
- حرارة ورعشة.
- غثيان وقيء.
- ضعف عام يستمر لعدة أسابيع.
 يصيب الالتهاب جميع الأعمار لكنه أكثر في الأطفال الكبار والمراهقين، وعلى الرغم من إن الالتهاب يشمل الرئتين جميعهما إلا أنه عادة يكون بسيطآ ولا يحمل أي خطورة ونسبة الوفيات به قليلة جدآ.
- التهاب رئوي بسبب جراثيم معدية أخرى مثل الفطريات:
 يتعرض المصابون بنقص المناعة للإصابة بـ التهاب الرئة الفطري ويكون الالتهاب الرئوي في هذه الحالة هو العلامة الأولى لمرض نقص المناعة، والفطر المسبب للمرض هو غالبآ (Pneumocystis Carinii).
 يمكن علاج الالتهاب بسهولة ونجاح في كثير من الأحوال، لكن الإصابة تعود بهد أشهر من الشفاء.
- التهاب رئوي بسبب التعرض للمواد الكيميائية المختلفة:
الالتهاب الرئوي (ذات الرئة) الاستنشاقي (Inhalation Pneumonia).
 يحدث الالتهاب الرئوي الاستنشاقي نتيجة استنشاق طعام أو شراب أو غاز أو فطر أو أي جسم غريب، ويصيب غالبآ المرضى المنومين في المستشفى أو بعد العمليات الجراحية، ويمكن أن يكون خطيرآ إن لم يعالج.
- الدرن (السل):
 تصيب جرثومة السل أو الدرن الجهاز التنفسي وتحدث أعراضآ وعلامات معينة.
التشخيص:
 يحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي للمصاب بأعراض الالتهاب الرئوي، فيسأل عن الأعراض التي يعاني منها المريض مثل السعال والحرارة وألم الصدر وصعوبة التنفس....إلى غير ذلك من الأعراض.
 وبعد ذلك يأتي دور الفحص السريري، فبعد قياس درجة الحرارة والعلامات الحيوية الأخرى يفحص الطبيب صدر المريض من الأمام والخلف ولابد من كشف الصدر بشكل كامل حتى يتمكن الطبيب من إجراء الفحص بشكل كاف، ويشمل الفحص النقر على الصدر من الجهتين الأمامية والخلفية ثم الاستماع إلى صوت التنفس بواسطة السماعة الطبية، وبهذا يستطيع الطبيب اكتشاف وجود تغيرات أو علامات تنبئ بوجود الالتهاب.
 يحتاج بعض المرضى لإجراء فحوص مخبرية مثل صورة أشعة سينية للرئتين وفحص شامل للدم، بالاضافة إلى تحليل للبلغم.
العلاج:
يتماثل بعض المصابين بالالتهاب الرئوي للشفاء بسرعة وهؤلاء هم:
 صغار السن.
 الذين تلقوا العلاج بالمضادات الحيوية مبكرآ.
 الذين لديهم مقاومة جيدة للأمراض.
 الذين لايعانون من أية أمراض أخرى.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح المصاب بمراجعة الطبيب على وجه السرعة في الأحوال التالية وذلك لبدء سرعة العلاج ولتجنب حدوث المضاعفات:
 ارتفاع الحرارة الشديدة.
 الإحساس بألم في الصدر.
 الإحساس بصعوبة في التنفس.
 إخراج دم مع البلغم أثناء السعال.
تساعد المضادات الحيوية على سرعة الشفاء من الالتهاب الرئوي البكيتري، والالتهاب الرئوي اللانوعي، أما الالتهاب الفيروسي فيتماثل المصابون به عادة للشفاء من تلقاء أنفسهم ولا تفيدهم المضادات الحيوية التي لا تنفع في علاج الفيروسات، ويحتاج بعض المصابين بالالتهاب الرئوي الفيروسي لاستعمال مضادات الفيروسات التي تعطى في حالات الإصابة الشديدة أو للذين يعانون من نقص المناعة.
يقرر الطبيب بعد تشخيص الحالة نوعية الالتهاب ونوع المضاد الحيوي المناسب، وفي هذه الحالة لا بد من الالتزام التام بالتعليمات الطبية واكمال فترة العلاج المقررة منعآ لحدوث الانتكاسات والمضاعفات في المستقبل.
ينصح المريض بالتالي:
• الإكثار من شرب السوائل لتعويض المفقود بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما أنها تساعد على تمييع البلغم وقشعه.
 الراحة في السرير حتى تتحسن الحالة العامة.
 رفع رأس السرير.
 الابتعاد عن التدخين والمدخنين.
 تجنب مثبطات السعال لأن السعال عملية دفاعية للتخلص من الجراثيم والافرازات التي تتجمع في الرئتين.
 لا بد من الاستمرار بالعلاج بعد تماثل المريض للشفاء ورجوع الحرارة إلى مستواها الطبيعي تجنبآ لعودة المرض مرة أخرى.
 يمكن علاج أكثر المصابين بالالتهاب الرئوي في البيت، غير أن كبار السن والمصابين بنقص المناعة والأمراض المزمنة، والرضع يحتاجون للعلاج في المستشفى.
 يحتاج بعض المصابين بالالتهاب الرئوي لاستعمال أدوية مساعدة على قشع البلغم وإخراجه.
الوقاية:
إن الالتهاب الرئوي كما تبين مرض له عواقب سيئة وأفضل علاج له هو الوقاية والاكتشاف المبكر، وذلك يكون بالتالي :
 الامتناع عن التدخين والتدخين السلبي.
 التغذية الجيدة والنوه المبكر.
 الرياضة والنشاط.
 أخذا لقاح الأنفلونزا: تبين لنا من السابق أن الالتهاب الرئوي الفيروسي يحدث في كثير من الأحيان بعد الإصابة بالأنفلونزا (أحد مضاعفاتها) وأن الأنفلونزا مع الالتهاب الرئوية تشكلان السبب السادس للوفيات حاليآ في بعض الدول، ولذلك ينصح بأخذ اللقاح ضد الأنفلونزا سنويآ وخاصة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة والذين يعيشون في دور الرعاية الاجتماعية
 لقاح المكورات الرئوية: تبين من العرض السابق أن المكورات الرئوية هي البكتيريا المسببة لأكثر حالات الالتهابات الرئوية البكتيرية، ولمنع هذه الاصابة ينصح بإعطاء اللقاح ضد هذا النوع من البكتيريا مرة واحدة للأشخاص التايين:
- المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري وفقر الدم المنجلي، وأمراض الرئتين مثل الربو، وأمراض القلب.
-الناقهين من الأمراض الشديدة والخطيرة.
- كبار السن.
- الذين يعيشون في دور الرعاية الاجتماعية.
- لا يعطى هذا اللقاح للحوامل والرضع.

المصدر: موقع صحة المرأة.

التعليقات (0)

اترك تعليق