هل يساهم الصوم في مكافحة الأورام السرطانية؟
تزايدت في السنوات الأخيرة التقارير التي تخلص إلى أن الصوم يساهم فعلا في معالجة بعض الأمراض السرطانية. ومن هذه التقارير تلك التي نشرتها مؤخرا مجلة “علوم ومستقبل” الفرنسية المتخصصة في المقالات العلمية المبسطة.
ويركز هذا المقال على خلاصة تجارب جديدة تجرى على نساء مصابات بسرطان الثدي أثبتت في الولايات المتحدة وفي بعض البلدان الأوروبية أن الصوم يساعدهن فعلا على مكافحة الخلايا المصابة انطلاقا من فرضية أن الكف عن الأكل لفترة طويلة من شأنه تجويع هذه الخلايا وجعلها غير قادرة على الثبات أمام العلاج الكيميائي. ويسمى رائد هذه التجارب ”فالتر لونغو” وهو أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
ما الذي نعرفه حتى الآن عن أثر الصوم في الأمراض السرطانية؟
ليس الحديث عن منافع الصوم على الصحة البشرية جديدا، بل إنه قديم قدم الإنسان. وتتعرض كتب الطب القديمة إلى هذه المسألة. ولكن ما كان ينقص النصوص المتعلقة بهذا الشأن بشكل خاص، التجارب السريرية أو تلك التي كانت تجرى بدقة في المختبرات. وفي شهر فبراير-شباط من عام 2012، نشرت مجلة ”سيانس ترانسلاشيونال ميدسين” الأمريكية دراسة أشرف عليها البروفسور ”فالتر لونغو” حول تجارب في المختبر أخضعت لها مجموعة من الفئران حقنت خلايا سرطانية. فقد أثبتت هذه التجارب أن فترات تجويع عينة الفئران التي أخضعت لها من 48 إلى 60 ساعة كانت ناجعة في تأخير نمو الخلايا المصابة وأن هذه النجاعة تعادل تلك التي يضمنها العلاج الكيميائي.
بل إن هذه التجارب أثبتت أن إقران فترات العلاج بفترات تجويع الفئران عملية ساهمت في تحسين أداء العلاج.
ونشرت في الوقت ذاته تقارير علمية أخرى انطلاقا من شهادات أشخاص مصابين بالسرطان خلصت إلى أن المرضى يشعرون بنوع من الراحة بعد تلقي العلاج الكيميائي عندما يصومون وإلى أن المضاعفات السلبية الجانبية التي تحدثها الأدوية في أجسادهم أقل بكثير في حالات الصوم مما هي عليه عند تناول وجبات الطعام عدة مرات في اليوم الواحد.
كيف يتعامل الأطباء المتخصصون في معالجة الأمراض السرطانية مع ما يقال عن أثر الصوم الإيجابي في التصدي للأمراض السرطانية؟
يتحفظ غالبية هؤلاء المتخصصين على مقولة إن هناك بالفعل أثرا مؤكدا لاستخدام الصوم بشكل مطلق كعامل يساعد على مكافحة الأمراض السرطانية. ولديهم حجج عديدة يقدمونها لتبرير موقفهم المتحفظ منها مثلا أن التجارب الناجحة التي يتم القيام بها على الحيوانات لا يمكن بالضرورة أن تكون ناجعة بالنسبة إلى الإنسان وأن كثيرا من المرضى المصابين بالأمراض السرطانية ينقص وزنهم كثيرا خلال فترات العلاج الأولية لعدة أسباب منها أن الشهية إلى الطعام تكون عندهم ضعيفة عموما مثلما هي عليه الحال لدى المصابين بأمراض أخرى. ومن ثم فإن تشجيع المريض على الأكل بشكل منتظم كل يوم عدة مرات من شأنه مساعدتهم على الثبات أمام المرض وأمام العلاج الكيميائي الذي يساهم كثيرا في فقدان الشهية.
كيف يمكن أخذ فكرة واضحة عن أثر الصوم في التصدي للأمراض السرطانية؟
يرى عدد من الباحثين المهتمين بهذه المسألة أن هناك اليوم حاجة ماسة إلى إقامة شبكة عالمية تجري أبحاثا معمقة وشاملة حول الموضوع وتسمح للباحثين والأوساط الطبية المنخرطة فيها بتبادل المعلومات بشكل منتظم عن الأبحاث التي تجرى وعن التجارب السريرية. ويقترحون أيضا أن تكون الأبحاث الأولى مخصصة للنقاط الأساسية التي نجدها اليوم في خلاصة مجموع التقارير والدراسات العلمية التي أجريت حتى الآن. من هذه النقاط مثلا تلك التي يلح عليها البروفسور ”فالتر لونغو” والتي يقول بموجبها إن الخلايا غير المصابة قادرة على التكيف مع حالات الجوع الطويلة لأنها مهيأة لذلك منذ أن عرف الإنسان الجوع. أما الخلايا المصابة، فإنها ليست مهيأة لذلك. وبالتالي فإنها تشعر بقلق كبير وتصبح أكثر هشاشة أمام العلاج الكيميائي إذا جوعت لفترة طويلة لاسيما وأن حاجتها إلى الغلوكوز أكثر ب18 مرة مما هي عليه حاجة الخلايا غير المصابة.
المصدر: وكالة سما.
ويركز هذا المقال على خلاصة تجارب جديدة تجرى على نساء مصابات بسرطان الثدي أثبتت في الولايات المتحدة وفي بعض البلدان الأوروبية أن الصوم يساعدهن فعلا على مكافحة الخلايا المصابة انطلاقا من فرضية أن الكف عن الأكل لفترة طويلة من شأنه تجويع هذه الخلايا وجعلها غير قادرة على الثبات أمام العلاج الكيميائي. ويسمى رائد هذه التجارب ”فالتر لونغو” وهو أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا الجنوبية.
ما الذي نعرفه حتى الآن عن أثر الصوم في الأمراض السرطانية؟
ليس الحديث عن منافع الصوم على الصحة البشرية جديدا، بل إنه قديم قدم الإنسان. وتتعرض كتب الطب القديمة إلى هذه المسألة. ولكن ما كان ينقص النصوص المتعلقة بهذا الشأن بشكل خاص، التجارب السريرية أو تلك التي كانت تجرى بدقة في المختبرات. وفي شهر فبراير-شباط من عام 2012، نشرت مجلة ”سيانس ترانسلاشيونال ميدسين” الأمريكية دراسة أشرف عليها البروفسور ”فالتر لونغو” حول تجارب في المختبر أخضعت لها مجموعة من الفئران حقنت خلايا سرطانية. فقد أثبتت هذه التجارب أن فترات تجويع عينة الفئران التي أخضعت لها من 48 إلى 60 ساعة كانت ناجعة في تأخير نمو الخلايا المصابة وأن هذه النجاعة تعادل تلك التي يضمنها العلاج الكيميائي.
بل إن هذه التجارب أثبتت أن إقران فترات العلاج بفترات تجويع الفئران عملية ساهمت في تحسين أداء العلاج.
ونشرت في الوقت ذاته تقارير علمية أخرى انطلاقا من شهادات أشخاص مصابين بالسرطان خلصت إلى أن المرضى يشعرون بنوع من الراحة بعد تلقي العلاج الكيميائي عندما يصومون وإلى أن المضاعفات السلبية الجانبية التي تحدثها الأدوية في أجسادهم أقل بكثير في حالات الصوم مما هي عليه عند تناول وجبات الطعام عدة مرات في اليوم الواحد.
كيف يتعامل الأطباء المتخصصون في معالجة الأمراض السرطانية مع ما يقال عن أثر الصوم الإيجابي في التصدي للأمراض السرطانية؟
يتحفظ غالبية هؤلاء المتخصصين على مقولة إن هناك بالفعل أثرا مؤكدا لاستخدام الصوم بشكل مطلق كعامل يساعد على مكافحة الأمراض السرطانية. ولديهم حجج عديدة يقدمونها لتبرير موقفهم المتحفظ منها مثلا أن التجارب الناجحة التي يتم القيام بها على الحيوانات لا يمكن بالضرورة أن تكون ناجعة بالنسبة إلى الإنسان وأن كثيرا من المرضى المصابين بالأمراض السرطانية ينقص وزنهم كثيرا خلال فترات العلاج الأولية لعدة أسباب منها أن الشهية إلى الطعام تكون عندهم ضعيفة عموما مثلما هي عليه الحال لدى المصابين بأمراض أخرى. ومن ثم فإن تشجيع المريض على الأكل بشكل منتظم كل يوم عدة مرات من شأنه مساعدتهم على الثبات أمام المرض وأمام العلاج الكيميائي الذي يساهم كثيرا في فقدان الشهية.
كيف يمكن أخذ فكرة واضحة عن أثر الصوم في التصدي للأمراض السرطانية؟
يرى عدد من الباحثين المهتمين بهذه المسألة أن هناك اليوم حاجة ماسة إلى إقامة شبكة عالمية تجري أبحاثا معمقة وشاملة حول الموضوع وتسمح للباحثين والأوساط الطبية المنخرطة فيها بتبادل المعلومات بشكل منتظم عن الأبحاث التي تجرى وعن التجارب السريرية. ويقترحون أيضا أن تكون الأبحاث الأولى مخصصة للنقاط الأساسية التي نجدها اليوم في خلاصة مجموع التقارير والدراسات العلمية التي أجريت حتى الآن. من هذه النقاط مثلا تلك التي يلح عليها البروفسور ”فالتر لونغو” والتي يقول بموجبها إن الخلايا غير المصابة قادرة على التكيف مع حالات الجوع الطويلة لأنها مهيأة لذلك منذ أن عرف الإنسان الجوع. أما الخلايا المصابة، فإنها ليست مهيأة لذلك. وبالتالي فإنها تشعر بقلق كبير وتصبح أكثر هشاشة أمام العلاج الكيميائي إذا جوعت لفترة طويلة لاسيما وأن حاجتها إلى الغلوكوز أكثر ب18 مرة مما هي عليه حاجة الخلايا غير المصابة.
المصدر: وكالة سما.
اترك تعليق