مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أطفال ونساء اليمن بين صواريخ السعودية ومفخخات

أطفال ونساء اليمن بين صواريخ السعودية ومفخخات "داعش"

ليس من باب الصدفة ألا تحترم السعودية و “داعش” حرمة المسلمين اليمنيين ولا حرمة شهر رمضان المبارك ، كما ليس من باب الصدفة أن تمزق صواريخ السعودية وسيارات “داعش” المفخخة أجساد أطفال ونساء وشيوخ اليمن وهم في بيوتهم وفي الشوارع وفي المساجد آمنين في ليالي شهر رمضان الكريم ، فهذه الصدف تتبخر مع وجود عقيدة مشتركة وجامعة بين السعوديين و “داعش” ، وهي العقيدة الوهابية الظلامية ، التي لا تقيم حرمة لا للإسلام ولا لأي دين ، ولا للمسلمين ولا لأي إنسان ، مادام الآخر يرفض هذه العقيدة المتناقضة مع الفطرة الإنسانية.
كما ليس من باب الصدفة أن يحرف ويزور الإعلام الخليجي وعلى رأسه الإعلاميين الطائفيين والحاقدين السعودي والقطري ، ما يحدث من جرائم مروعة للإسلام والإنسانية والتاريخ والحضارة ، فخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عندما كانت الصواريخ السعودية والمفخخات الداعشية تنفجر في الأبرياء من الشعب اليمني ، حيث صور هذا الإعلام هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ، على أنها استهدفت مواقع عسكرية للجيش اليمني و حركة أنصار الله ، بل إن هذا الإعلام أصبح ناطقا رسميا باسم “داعش” والجماعات التكفيرية، حيث صور عملية تفجير السيارة المفخخة التي فجرتها “داعش” خلف مستشفى صنعاء وذهب ضحيتها العديد من النساء والأطفال الذين خرجوا توا من مأتم عزاء، على أنها استهداف لمركز تابع لأنصار الله.
التحالف السعودي “الداعشي” الواضح في اليمن أثار حفيظة حتى حلفاء السعودية من الأمريكيين ، حيث اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السعودية بأنها تشبه "داعش" باستهدافها للتراث الإنساني مثل سد مأرب ومباني صنعاء القديمة ، دون وجود أدنى مبررات عسكرية أو أمنية ، فقط لمجرد الانتقام والتدمير والتخريب، المدفوع بأفكار ظلامية، كما هو حال “داعش” مع التراث الإنساني في العراق وسوريا.
في الآونة الأخيرة كترث التصريحات الغربية حول تهديدات “داعش” على أمن واستقرار المنطقة وأوروبا ، بعد العمليات الإرهابية التي نفذتها “داعش” في فرنسا والكويت ومصر وتونس، وكذلك التحذيرات التي أطلقها ديفيد كاميرون حول وجود خطر وجودي “داعشي” يهدد بريطانيا، ودعوة رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين إلى تشكيل تحالف دولي يمواجهة “داعش”، وهو ما يؤكد أن العالم أخذ يشعر جديا بخطر “داعش”.
بعيدا عن الشعارات وعن التصريحات الجوفاء المنددة بالإرهاب “الداعشي”، والتي تصدر دائما بعد كل عملية إرهابية تزهق فيها أرواح العشرات والمئات من الأبرياء، عن الدول التي تدعم “داعش” والجماعات الإرهابية في الخفاء والعلن، يكفي وجود إرادة سياسية حقيقية للتصدي لـ”داعش” والجماعات الإرهابية، لدى الدول التي تقف وراء ظاهرة “داعش” مثل السعودية وقطر وتركيا وأمريكا، لاجتثاث جذور السرطان التكفيري من المنطقة والعالم وفي فترة قياسية.
لا يمكن لـ”داعش” أن تستمر في حد أقصى حتى لأسابيع، لو أوقفت السعودية وقطر، ضخ “داعش” بالسلاح والعتاد والمال وجيوش من الشباب المغسولة أدمغتهم بالفتاوى الوهابية الظلامية، والكف عن مناصرة التكفيريين عبر الفضائيات السعودية والقطرية، وإظهارهم بمظهر الثوريين والجهاديين، وأن تتوقف تركيا عن استقبال التكفيريين الإرهابيين من مختلف إنحاء العالم، ومن ثم نقلهم إلى سوريا عبر أراضيها، وأن تكف أمريكا عن تصديها المنافق لـ”داعش”، وأن تتعامل بجد في التصدي للجماعات المسلحة، بعيدا عن أجندات خبيثة تقف وراءها “إسرائيل” لتمزيق المنطقة وتشريد أهلها، عندها فقط سنشهد نهاية سريعة وسريعة جدا لبعبع “داعش”.
في مقابل ذلك على القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا أن تنفذ تعهداتها للعراق بتسليح جيشه، وأن تكف عن التعاون مع الجماعات الإرهابية في سوريا عبر تركيا والأردن، وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وتترك شعبه وقواه الثورية أن يقرر مصيره بنفسه، دون أي وصاية من أحد لفرض أجندات تهدف إلى تقسيم وشرذمة اليمن وشعبه.
من بين كل هذه العناصر التي ذكرناها، والتي في توفرها تنتهي “داعش”، يبقى العنصر السعودي هو العنصر الأكثر تأثيرا من بين كل تلك العناصر، في التعامل مع “داعش” سلبا وإيجابا، لذلك على الأسرة الدولية أن تستخدم جميع الوسائل للضغط على السعودية للكف عن استخدام الطائفية والفتاوى التحريضية وخطاب الكراهية، واستخدام الجماعات التكفيرية كسلاح لتحقيق أهدافا سياسية، وشراء الذمم بالمال، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى في منطقة والعالم.
من حسن حظ شعوب المنطقة، أن الرأي العام العالمي، أخذ يقتنع شيئا فشيئا، بأن السعودية والوهابية، هما سبب كل المآسي والكوارث والويلات التي تعيشها شعوب المنطقة وخاصة في اليمن وسوريا والعراق وتونس والكويت وليبيا والصومال ولبنان ومصر والبحرين وفرنسا، وقد تضاف في الأيام المقبلة أسماء دول أخرى إلى هذه القائمة، ما لم يتم إيقاف السعودية عن تصدير وهابيتها الظلامية و “دواعشها” المتوحشة إلى العالم أجمع.

المصدر: قناة العالم.

التعليقات (0)

اترك تعليق