مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

شاهد عيان يروي لـ معا جريمة اغتيال هديل التي ظلت صامتة

شاهد عيان يروي لـ معا جريمة اغتيال هديل التي ظلت صامتة

6 دقائق طالت ساعات بقساوتها وظلمها لفتاة بعمر الورد لم تفهم اللغة العبرية التي تحدث بها الجنود معها والذين منعوا شابا تواجد في المكان وكان الشاهد الوحيد على ظروف اغتيال هديل الهشلمون 18 عاما عندما توسّل للجنود ليترجم لهديل ماذا يتحدثون ويصرخون في وجهها بالعبرية ليحاول إبعادها عن منطقة الحاجز "56" الذي يؤدي إلى شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، دون جدوى وتعرّض للتهديد وتصويب الأسلحة في وجهه وهو يحاول إقناعهم بالسماح له الحديث معها دقيقة فقط ليتمكن من إبعادها عن الحاجز حيث كانت تجهل الفتاة مدخل ومخرج الحاجز.
القصة كاملة رواها شاهد العيان فواز أبو عيشة لـ معا والذي تواجد بالصدفة في المكان الذي تم فيه اغتيال هديل وهو في طريقه إلى عمله... فقال انه وعند تمام الساعة الـ7:40 صباح الثلاثاء كان متجها إلى عمله فقبل أن يصل الحاجز بثوان سمع صوت صراخ الجنود وكان قد شاهد 3 أطفال بعمر 5 سنوات فظن أن الجنود يصرخون عليهم وعندما اقترب شاهد فتاة ترتدي النقاب وتكتسي باللون الأسود تتواجد قرب الحاجز صامتة ساكنة فبدأ الجنود بالصراخ عليها باللغة العبرية دون أن تتحرك فبادر فواز بالحديث للفتاة بأن الجنود يطلبون منك الابتعاد عن الحاجز فتجاوبت الفتاة وابتدعت واستمر جنديان بالصراخ عليها وأطلق جندي رصاصة على الأرض إلى جانبها، فقال لها شاهد العيان فواز بأن الطريق من الجهة الأخرى وليس حيث تقفين فتحركت الفتاة وقام فواز بإخراجها من فتحة "الحاجز البلاستيكي الأحمر" الذي ينصبه الجنود فتحركت وخرجت هديل الشهيدة، ورغم كل هذا عاد الجنود "2" بتصويت الأسلحة عليها وعلى فواز واستمروا بالصراخ عليها ومطالبتها بالخروج من المنطقة فخرجت من منطقة الحاجز إلا أن الجندي الإسرائيلي الذي أطلق أول رصاصة على الأرض بجانبها قام مرة أخرى واعترض طريقها وتوقف أمامها ومنعها من الخروج والتحرك وصوّب السلاح تجاهها عن مسافة نصف متر وبينهما حاجز حديدي، وطلب منها التوقف فتوقفت فأطلق رصاصة ثانية إلى جانبها. فحضر 4 جنود آخرين إضافة إلى جنديين متواجدين أصلا وبدأ الجنود الستة بالصراخ عليها وبقيت الفتاة واقفة دون أن تتحرك أو تتحدث. فطلب منهم فواز أن يمنحوه دقيقة ليتحدث معها ويقنعها بالذهاب من المنطقة إلا أن الجنود منعوه مرارا وأبعدوه عن الفتاة فأصبح خلفها في منطقة الحاجز والفتاة ساكنة.
فقام الجنود بإطلاق رصاصة ثالثة على الأرض بجانب الفتاة وهي ساكنة وتحرك الجندي وأخذ وضعية القنص وبعد أقل من دقيقة أطلق رصاصة من على بعد اقل من مترين على قدمها اليسرى فوقعت هديل على الأرض وبدأت تنزف بقوة كون إطلاق النار كان من مسافة قريبة من الصفر، وسقطت حقيبتها من يدها على الأرض وباتت غير قادرة على الحركة فأطلق الجنود رصاصة ثانية على قدمها اليمنى وهي ملقاة على الأرض، ثم أقدم الجندي على إطلاق 4 رصاصات على صدر وبطن هديل وهي مدرجة بدمائها ساكنة مشلولة عن الحركة وخلال هذا الوقت كان فواز يحاول الحديث مع الجنود ليمنحوه فرصة الحديث معها وكلها قوبلت بالرفض وكرروا تهديده وتصويت الأسلحة تجاهه، فقال جندي آخر للجندي الذي غرز جسد الفتاة الهش بالرصاص "لقد ماتت يكفي" إلا أنه أصر على إطلاق رصاصة أخرى تجاهها وقاموا بجر جسدها من تحت الحواجز الحديدة والدماء غمرت ارض المنطقة، ولم يكلّ فواز وأصر على منحه الفرصة لإنقاذها إلا أن الجنود منعوه، فانسحب فواز وبعد دقائق وصل الإسعاف الفلسطيني ليحاول إنقاذ هديل إلا أن جنود الاحتلال منعوا المسعفين من الوصول وبقيت هديل تنزف أكثر من ساعة من 7 رصاصات مباشرة على جسدها.
الحزن طال قلب فوّاز الذي عاش الدقائق الست تقريبا وهو يحاول إقناع الجنود بالحديث مع هديل وكل محاولاته قوبلت بالرفض وأصر الجنود على قتل هديل[...]... لكن يبدو أن القتل كان الهدف مهما فعلت هديل.
فهديل قتلت من مسافة الصفر تقريبا ومنع الاحتلال محاولة الحديث معها كونها لم تتحدث ولم تفهم العبرية التي تحدث بها الجنود وكذلك منعوا فواز وسيارات الإسعاف من تقديم العلاج وإسعافها حتى استشهدت بعد عدة ساعات متأثرة بجراحها والرصاص الذي خرق جسدها الغض.
وكانت قد استشهدت الفتاة هديل الهشلمون 18 عاما مساء الثلاثاء بعد إصابتها بالرصاص صباحا.


المصدر: وكالة معا.

التعليقات (0)

اترك تعليق