مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ما العمر المناسب للإنجاب؟

ما العمر المناسب للإنجاب؟

ما العمر المناسب للإنجاب؟

قبل أن أجيب عن هذا أريد أن أعرف أي عمر تقصدين؛ عمرك الزمني, أم عمرك النفسي, أم عمرك الزواجي. لأنك إن كنت تسألين فقط عن عمرك الزمني الأفضل للإنجاب فليس من المنطقي أن أجيبك أن العمر المناسب هو سن العشرين مثلاً.. الأمر ليس بهذه السهولة.
عندما تبلغ الفتاة المحيض ويكتمل نمو جسدها؛ وتكلل الفتاة بالزواج؛ فهي قادرة بيولوجياً على الإنجاب بشكل أكيد.
ولكن الإشكال ليس هنا, الفتيات بحسب بيئاتهن وأسرهن يتفاوتن بعمرهن النفسي.
فهناك فتيات بسبب دلال الأهل الزائد أو قلة المسؤوليات الموكلة إليهن أو وجود خادمة دائمة في المنزل, قد يصلن إلى عمر الخامسة والعشرين دون أن يكن مؤهلات للإنجاب والزواج.
فهن لا يفهمن أن الزوج متعب وعليهن احتماله, وأنه ليس أباها الذي لا يرد لها طلباً. وأن الأطفال ليسوا الدمية التي كانت تلعب بها في صغرها وهو ليس الطفل الذي في الأفلام؛ الطفل الهادئ الجميل الذي لا يفتح فمه إلا ليأكل أو يضحك.
إن القضية ليست أنهن قادرات بيولوجياً على المعاشرة الزوجية والإنجاب.
ذلك لأن عمرهن النفسي الذي لا يتجاوز عشر سنوات لا يهيئهن لهذه المهمة العظيمة.
فإني أنصحك إن كنت من هذا النوع بالتريث قليلاً قبل المضي في الارتباط بشاب والإنجاب منه دون كفاءة, ذلك لأنك ستتعسين بحياتك وتتعسين معك زوجاً وطفلاً. ولكن بالطرف الآخر هناك فتيات, بحكم تربيتهن الأسرية المسؤولة المنظمة التي تعطي كل فرد واجبات تتناسب مع مهمته القادمة, يمكن لهن أن يتحملن مسؤوليات الأسرة كاملة؛ فالشاب يساعد أباه في شراء حاجات المنزل ويستلم زمام أمور مادية, والفتيات يساعدن أمهاتهن في ترتيب المنزل والاعتناء بالصغار وتعليمهن الدخول إلى المطبخ.
فمثل هذه الفتيات مؤهلات للزواج والإنجاب بعمر مبكر نسبياً, وهنيئاً لمن سيظفر بمثل هذه الفتاة المسؤولة.
أما بالنسبة إلى عمرك الزواجي:
فهي المدة التي قضيتها مع زوجك بعد الزفاف.
ولا بد من الإشارة إلى أنه من الجيد الانتظار بعض الوقت قبل الإنجاب.
ولو كان زواجكما بني على أسس التفاهم والمحبة المتبادلة,فمن الجيد اختبار حبكما فترة من الزمن قبل دخول ظروف خاصة قد يفرضها الحمل. فانتظار عدة أشهر سيجعلكما في جاهزية أفضل وفي شوق أكبر لهذا الطفل الجديد.

المصدر: قبل أن تنجبي, لمياء شبيب, دار الفكر, 2011م, دمشق- البرامكة

التعليقات (0)

اترك تعليق