مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيد حسن نصر الله:

شخصية الشيخ محمد خاتون [تجسّد] مدرسة السيد عباس الموسوي، مدرسة الشيخ راغب حرب، تمثّل آخر لهذه الشخصية، لهذه الثقافة، لهذه الأخلاق، لهذه العناوين، لهذا النهج، لهذا النمط، لهذا السلوك..



كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحفل التأبيني للعالم الشيخ محمد خاتون 3-1-2016

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة والعلماء، الإخوة، الأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العلي العظيم.
إنني في البداية، إذ أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل التأبيني التكريمي للأخ العزيز والغالي سماحة العلامة المجاهد الشيخ محمد خاتون رحمه الله، أجدد التعبير عن مشاعر المواساة والعزاء لعائلته الشريفة، لأقاربه ولمحبيه، وللإخوة والأخوات جميعاً في هذه المسيرة الجهادية المباركة.
أيضاً في البداية، وإن كان لنا عود للتأكيد على هذا الموضوع، أود أن أتوجه إلى عائلة العلامة المجاهد الشهيد الشيخ نمر باقر النمر وإلى أهله الكرام، وإلى أهلنا في القطيف وفي الأحساء وفي المنطقة الشرقية، وإلى المسلمين في كل العالم، وإلى مراجعنا الكبار، إلى العلماء المسلمين، إلى الحوزات العلمية، إلى كل مطالب بالحق والحقيقة والحقوق، أعزّيهم بالشهادة المظلومة لهذا العالم الجليل والشجاع، وأبارك لهم أيضاً هذه الشهادة التي هي إرث الأنبياء والأوصياء ومدرسة كربلاء التي ينتمي إليها الشهيد الشيخ النمر على كل حال لنا عود إلى هذا الموضوع إن شاء الله في سياق الكلمة.
معرفتي بأخي العزيز سماحة الشيخ خاتون، الذي عادة عندما نكون جالسين مع بعض نقول له الشيخ محمد، تعود إلى بدايات 1977، كنا مجموعة من الشباب الصغار السن في ذلك الوقت، بعضنا في الـ17 وآخرون في الـ18 من عمرهم، التقينا في حوزة النجف الاشرف، حيث هؤلاء الأفراد لا يعرفون بعضهم في لبنان، جمعتنا حوزة النجف وطلب العلم، ومنّ الله سبحانه وتعالى علينا، يعني الشيخ محمد وأنا ومجموعة من الإخوة، منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن ألقى بنا بين يدي وفي رعاية إنسان مؤمن ومخلص وتقي ومجاهد وأب ومعلم وأستاذ ومرشد هو سيدنا وأستاذنا وسيد شهداء مقاومتنا وأميننا العام الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه. هذه كانت من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، على هذه المجموعة، وعادة نحن نتحدث عن الذين قضوا نحبهم ولا نتحدث عن الأحياء، هذا تقليدنا غالباً، قضى من هذه المجموعة بعض الرجال نحبهم، في هذا الطريق، الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه، الشهيد سماحة الشيخ علي كريم رضوان الله عليه من خربة سلم، المرحوم سماحة الشيخ علي خاتون الذي قضى في طائرة كتونو، المرحوم سماحة الشيخ أيمن همدر، ولا زال البقية من هذه المجموعة ينتظرون وما بدّلوا تبديلا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبّتهم جميعاً على هذا الطريق.
مع سماحة الشيخ محمد خاتون كنا -كما قلت- زملاء دراسة، منذ قليل التقرير الذي رأينا يلخّص جانباً من هذا الموضوع، كنا زملاء الدراسة ولكن كنا إخوة وأصدقاء، يعني لم نكن طلاباً فقط، نأخذ الدروس ونذهب، (بل) كنا نعيش سوياً في النجف الأشرف، وبعد ذلك عندما رجعنا إلى لبنان، نعيش سوياً في الليل، في النهار، في الذهاب، في الإياب، في الجوع، في الشبع، في العطش، في الأمن، في الخوف، بالأمل، بالآمال، بالآلام، بالتطلعات، مجموعة أشخاص تجمعهم روح واحدة وثقافة واحدة ونفَس واحد، هو في الحقيقة روح وثقافة ونفَس السيد عباس رضوان الله عليه، وأكملنا رفاق الطريق إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى.
الشيخ خاتون، منذ البداية، كان مثال طالب العلم الجاد والمحصّل والمسؤول والمتديّن والتقي، في صفات المتقين في خطبة المتقين الإمام علي يقول "حريز دينه"، الشيخ محمد كان من المتقين الذين كانت تنطبق عليهم كل الصفات الواردة في الخطبة، ومنها حريز دينه، كان حريصاً جداً على أن لا يتبّع هواه وعلى أن لا يعصي مولاه. ولذلك كان الحلال والحرام حاضراً عنده بكل قوة.
في عام 1978 حصل في النجف الأشرف أنه قام نظام صدام حسين بحملة واسعة على الطلاب اللبنانيين، على العلماء اللبنانيين، واعتقل جماعة كبيرة منهم، بعضهم اعتقل وبعضهم تمكّن من الخروج بدون اعتقال. سماحة الشيخ خاتون، كان من الجماعة التي اعتقلت وسُجنت وعُذبت في سجون صدام حسين. طبعاً التهمة التي وجهت إلى الطلاب اللبنانيين، والشيخ خاتون منهم، الانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية، ولم يكن أي واحد منهم منتمٍ إلى حزب الدعوة الإسلامية، يعني لم يكن حزب الدعوة قد دخل على اللبنانيين بعد، أو الذين اعتقلوا من هؤلاء اللبنايين، والتهمة الأخرى كانت المخابرات السورية، وهذه قصة قديمة وليست جديدة، وفي ذلك الوقت لم تكن الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت، وإلا لقيل مخابرات إيرانية وجالية إيرانية وجماعة إيران وعملاء إيران، كما ينسج من اتهامات واهية اليوم لأي عالم دين، لأي مجاهد، لأي طالب علم، في أي مكان في العالم العربي والاسلامي.
في كل الأحوال أطلق سراح سماحة الشيخ خاتون، والآخرين الذين اعتقلوا. التقت المجموعة مجدداً عند السيد عباس في بعلبك، وتأسست الحوزة الدينية في مدينة بعلبك برعاية وإدارة السيد عباس وسمّيت مدرسة الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الدينية، التي ما زالت قائمة وعامرة إلى اليوم، ولهذه المدرسة عليَّ وعلى الشيخ محمد وعلى الكثير من إخواني فضل كبير لا يُنسى. كان الشيخ خاتون في حلقتها الأولى واستمر فيها طالباً واستاذاً ومبلّغاً في بلدات البقاع.
عام 1982 عندما حصل الاجتياح الاسرائيلي، وكانت بدايات تشكّل المقاومة الاسلامية وحزب الله، كان الشيخ خاتون من أوائل العلماء الذين التحقوا بمعسكرات التدريب، مثل ما رأيتم في الفيلم الوثائقي، مثل الشهيد السيد عباس وآخرين، نزعوا اللباس الديني، ووضعوه على جنب، واحتفظوا بالعمائم لرمزيتها ولبسوا الثياب العسكرية، لأننا دخلنا في مرحلة جديدة هي مرحلة المقاومة المسلحة، هي مرحلة القتال، لما ذهب الشيخ خاتون وإخوانه إلى الدورة العسكرية، إخوانه من العلماء ليكونوا مقاتلين عسكريين مقاتلين في صفوف المقاومة، وكان دائما مستعداً للالتحاق في ميادين القتال.
بطبيعة الحال تشكيل المقاومة، تشكيل حزب الله، منذ البدايات، كان بحاجة إلى الكادر الذي يتحمل مسؤوليات مثلاً في ساحات متعددة. واحدة من هذه كانت الأهم فيها هي العلم العسكري، ولكن لتنمو وتكتمل وتتواصل المقاومة وتحقق أهدافها كانت بحاجة إلى من يحمل المسؤولية في البعد التعبوي، البعد التبليغي، البعد التثقيفي، في البعد التحريضي، تحريضي على مستوى الجهاد، في زمن كانت تسود فيه ثقافة الهزيمة والاستسلام واحتقار النفس والإيمان بالعجز والضعف والشك في القدرة على مواجهة الاجتياح والاحتلال، فضلاً عن القدرة في تحريض الأرض.
وكان هذا في البداية عملاً شاقاً، وأنا أذكر، والإخوة العلماء والإخوة المسؤولون هنا في القاعة يذكرون تلك الأيام والنقاشات الحادة والصعبة، حتى في بيوتنا، حتى في بيئتنا، عندما كان يقول لنا البعض: أنتم مجانين، أنتم متحمسون، أنتم بلا عقل، أنتم لا تفهمون المعادلات، ولا تعرفون قواعد اللعبة، ولا تعرفون قوانين اللعبة، هل تقاوم العين المخرز؟ هل يمكن  للدم أن ينتصر على السيف؟ هل وهل وهل وهل؟ أنتم مجموعة من الشبان تربدون أن تهزموا أقوى جيش في الشرق الأوسط الذي هزم في أيام قليلة مجموعة من الجيوش العربية.
كان تحدياً كبيراً لا تقيسه على اليوم، في ذلك اليوم، في تلك المرحلة كانت المقاومة غريبة حتى على مستوى ثقافة الناس وفكر الناس ووعي الناس وقبول الناس وإيمان الناس، وكان يُنظر إليها على أنها مشروع انتحاري ومشروع جنوني ومشروع غير عقلائي ومشروع غير عقلاني.
على كلّ، من الذين أوكل إليهم أن يتصدوا في هذه المساحة وينتقلوا من منبر إلى منبر، من مسجد إلى مسجد، ومعسكر إلى معسكر وساحة إلى ساحة وحسينية إلى حسينية كان سماحة الشيخ خاتون رضوان الله عليه، وقام بكل ما ألقي على عاتقه خيرَ قيام، إلى أن بدأ التشكل التنظيمي والإداري أو إيجاد هيكلية واضحة لهذه المسيرة الفتية، ومنذ البداية كان سماحة الشيخ خاتون من المسؤولين الأوائل في هذه الهيكلية وفي هذه المسيرة.
تولى مسؤوليات مهمة جداً، سواء في تشكيلة منطقة البقاع في البداية، مسؤولاً لمنطقة الجنوب بعد العام 1985، ثم مسؤولاً لمنطقة البقاع، ثم مسؤولاً ثقافياً مركزياً، ومسؤولاً للتبليغ المركزي، والعمل التبليغي، ومسؤولاً للشمال والجبل ـما يُصطلح عليه باسم المنطقة الخامسةـ وفي السنوات الأخيرة أيضاً كما ورد في التقرير هو فضّل أن يعود إلى المكان الذي يرغب أن يعمل فيه، مع الناس، مع المؤمنين والمؤمنات، في المساجد والحسينيات والبلدات، في السهرات، في التواصل المباشر، وأن يبتعد عن المسؤوليات التنظيمية والإدارية، ويتحمل هذا العبء الذي ـطبعاًـ فيه جهد كبير وجهاد كبير، وأيضاً له طعم خاص ولذة خاصة.
في كل الأحوال أمضى سنواته الأخيرة بين الناس خطيباً مثقفاً ومبلّغاً ومعلماً ومحرضاً على الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى وصوتاً للوعي وصوتاً للوحدة وصوتاً للتقوى وصوتاً للقيم الأخلاقية التي كان يجسّدها خير تجسيد.
كلّ من يعرف الشيخ خاتون، في هذه الشهادة المختصرة التي سأقدمها عنه، يصدّق على كل كلمة أقولها الآن. الشيخ خاتون ـوهذا أمر معروف- كان يُعرف عنه إيمانه وتديّنه وتقواه وثقافته الواسعة وعلمه الوفير وصدقه وإخلاصه وأخلاقه الحسنة وعشرته الجميلة وتربيته وتواضعه للجميع، للصغير والكبير، وطيبته وطهارته وتحمله للمسؤولية وحمله للهم ومحبته للناس. كان الشيخ خاتون شخصية لأنها كذلك، كان شخصية غير صعبة وغير معقدة، كما يصف أمير المؤمنين عليه السلام المتقين، واحدة من الصفات حريز دينه، واحدة من الصفات سهل أمره، سهل أمره، المؤمنون هكذا يجب أن يكونوا، العلماء يجب أن يكونوا كذلك، وكلما ترقى الإنسان في مدارج السمؤولية وتحمل الأعباء، يجب أن يكون كذلك سهل أمره. ماذا يعني سهل أمره، يعني ليس شخصاً معقداً إذا تحدثت معه أو أردت طلب منه شيء أو تتطلب منه شيء، أو تكلّفه بمسؤولية أو تأخذ منه مسؤولية أو ترسله إلى مكان أو تبدي له ملاحظة أو تنتقده أو تعترض عليه على أداء معين، لم يكن أحد يحمل همّاً ماذا أقول له، ما هي الجملة، ما هي العبارات، ومتى وكيف. لماذا؟ لأن الشخصية الصعبة والمعقدة تصبح محاطة بمجموعة حيثيات واعتبارات وأنانيات، تصبح تشعر نفسك أمام مجموعة عقد لا تعرف كيف عليك أن تفكك هذه العقد أو تتوغل فيها أما المتقي فسهل أمره، لأنه طيب، لأنه طاهر، لأنه متواضع، لأنه ليس لديه أنا.
مثلما تحدثت ذلك اليوم، في ذكرى الشهيد القائد الشهيد محمد الحاج، أبو محمد الإقليم، عندما كنت أقول أن هذا الأخ ليس في داخله شيء اسمه محمد الحاج، ولا يوم. نفس الشيء، كلنا نعرف الشيخ محمد، ليس هناك شيء  في داخله اسمه محمد علي خاتون، هناك شيء اسمه عبد فقير تقي ورع، يريد رضا الله سبحانه وتعالى، حريص على آخرته، حامل همّ ذلك الوقوف الطويل بين يدي الله سبحانه وتعالى، ذلك نعم، لم يكن أبداً لا شخصاً معقداً ولا نفسية معقدة ولا شخصية صعبة. كان شخصية سهلة انسيابية، طريّة، ناعمة، هادئة، طيبة، وكذلك كان لا يتوقف عند الخطر الشخصي. في أي مكان كان يجب أن يتوجه إليه ويحضر فيه، وأنا أذكر شواهد وقصصاً كثيرة في هذا المجال.
على كل حال اليوم أستطيع أن ألخص شخصية الشيخ محمد خاتون وأقول: هي هذه مدرسة السيد عباس الموسوي، هذه مدرسة الشيخ راغب حرب، هذا تجسد آخر، تمثّل آخر لهذه الشخصية، لهذه الثقافة، لهذه الأخلاق، لهذه العناوين، لهذا النهج، لهذا النمط، لهذا السلوك.
ومن خلال مجموع الصفات هذه، كان وجود الشيخ خاتون مباركاً جداً في سنوات عمره التي عاشها بيننا، ولأنه كان مباركاً جداً كان تأثيره في الناس وفي الشباب وفي جميع من علّم معه ومن تتلمذوا عليه واستمعوا إليه كان تأثيره كبيراً وعميقاً؛ لأنه لم يكن فقط يتحدث، كان القدوة والأسوة والمجسّد لما يؤمن وما يقول على مدى 35 عاماً على الأقل أمضاها معلماً، ومبلغاً، وخطيباً على المنابر، ومسؤولاً يحمل همّ المسؤولية، ومتاعب المسؤولية وآلام المسؤولية.
مع الشيخ محمد يجب أن نتذكر الجيل الأول من إخواننا وأخواتنا الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، وصار اليوم أغلبهم شيبة بالخمسينات والستينات أو بأواخر الأربعينيات، الذين أمضوا عمرهم وشبابهم في هذه المسيرة، ومنهم من استشهد ومنهم من توفاه الله، وإن كان عاشقاً للشهادة وله أجر الشهداء ومنزلة الشهداء، ومنهم من ينتظر، وهم أنتم وكثيرون من أمثالكم وما بدلوا تبديلا.
ببركة هذا الجيل الأول الذي  لا نستطيع أن نحصي وأن نقف ونعدّد شهداءه أو الذين توفاهم الله منهم، انطلقت هذه المسيرة وتواصلت حتى الآن وعبر أجيال هذه المسيرة ببركة هذا الجيل الأول يصح أن نقول فيها إنها أسست على التقوى من أول يوم، ولذلك استمرت لأنها كانت لله، وفي سبيل الله، ولذلك كانت في عين الله، وفي رعاية وفي حفظ الله سبحانه وتعالى.
كان الجيل الأول لا يتطلع ولا يرجو شيئاً من حطام هذه الدنيا الفانية. كانوا يعيشون في أصعب الظروف الأمنية والاجتماعية والمعيشية، يتوقعون الموت أو القتل في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل مكان وفي كل ساحة وعند مفترق كل طريق. كان الخطر يتهددهم في كل مكان وزمان. كانوا يعملون لأداء تكليفهم بعشق ويبحثون عن الشهادة بشوق.
أثبتوا في كل المحطات لله صدقهم من خلال الصبر والتحمل، فثبّتهم الله تعالى وأعزّهم ونصرهم وكثّرهم حتى باتوا اليوم هذه المسيرة الكبيرة.
من بركة الجيل الأول أن أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول بالحد الأدنى، نستطيع أن نتحدث عن الجيل الأول وجيل الأبناء وجيل الأحفاد، "ممكن حدا يعملهم أربعة أو خمسة" هذا له علاقة بمعايير كيف نحسب الأجيال.
لكن أبناء الجيل الأول أيضاً كانوا على شاكلته وأحفاد الجيل الأول كانوا على شاكلته وكل من لحق بهم وانتمى إلى هذه المسيرة مع الوقت يواصلون المسير بنفس الهمة والمعنويات والاخلاص والتفاني.
"شو بدكون" بالذي يحكى كثيراً في وسائل الاعلام والذي يكتب في الأوراق الصفراء والذي يُخترع في المواقع الإلكترونية التي أسست فقط لتشويه صورة هذه المسيرة.
الدليل هم الشهداء، الشاهد هو الشهيد، هؤلاء الشهداء من أبناء الجيل الأول، الشهداء من أحفاد الجيل الأول، الذين نقرأ وصاياهم ونسمع كلماتهم ونرى وجوههم المنيرة ونشهد تضحياتهم الجسيمة التي ساعدت وساهمت في صنع الانتصار في الألفين، وكان لها الحظ الأوفر في صنع انتصار 2006، وهي اليوم تحمل، هؤلاء أبناء الجيل الأول وأحفاد الجيل الأول هم الذين يحملون على أكتافهم وبدمائهم مسؤولية إلحاق الهزيمة بأخطر مشروع أمريكي استكباري صهيوني من خلال الوجه التكفيري الذي يريد أن يدمرالمنطقة ويسقط مشروع المقاومة.
هؤلاء يحملون نفس الثقافة، نحن يجب أن نحافظ على هذه الروحية، هذه الروحية هي روحية مستهدفة في يئتنا ومسيرتنا وناسنا، من خلال الحرب الشعواء على كل صعيد، مستهدفون بروحيتهم، بمعنوياتهم، بإرادتهم، بعزمهم، بتصميمهم، بثقتهم، بخطهم، بثقتهم، بفكرهم، باعتمادهم على مسيرتهم، بثقتهم ببعضهم البعض مما يشار وينشر من هنا وهناك من شائعات.
الحرب التي تشن على هذه المسيرة هي ـمنذ اليوم الأول- ليست فقط حرباً عسكرية وأمنية ودموية، بل دائما كان يراد أن تصاب في عقلها، في قلبها، في إرادتها، في عزمها، وكانت تصمد ويشتد عودها ويقوى عزمها وتتقدم وتتقدم.
ومسيرتنا اليوم أيضاً ببركة هذه الأجيال، من الجيل المؤسس إلى الأبناء إلى الأحفاد، ببركة دماء الشهداء، ببركة الأنفاس الطاهرة لسماحة الشيخ محمد خاتون وإخوانه من العلماء والقادة والمسؤولين والمجاهدين الذي قضوا نحبهم وهم يأملون بالشهادة.
هذه المسيرة ستتابع بكل ثقة، بكل يقين، بكل إيمان، وأنا أقول لكم: لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان. هكذا كان يقول السيد عباس الموسوي، لن يستطيع أحد أن ينال من مسيرة حزب الله، لا من معنوياتها، ولا من عنفوانها، ولا من عزتها، ولا من كرامتها، ولا من صلابة إرادتها، ولا من قوة عزمها، ولا من إيمانها ويقينها، ولا من تصميمها القاطع على مواصلة الحضور في كل ساحات التحدي، في كل مكان فيه موقف لله، وجهاد في سبيل الله، وكلمة لله، وتضحية في سبيل الله، وعطاء لله سبحانه وتعالى. هذا يقين لأن هذه المسيرة كانت لله وستبقى لله والله حافظها والله ناصرها والله معينها.
رحم الله شيخنا الغالي والعزيز وحشره مع الأنبياء الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
... أيها الإخوة والأخوات: مجدداً أشكر لكم جميعاً حضوركم ومشاركتكم هذا الاحتفال التأبيني التكريمي لعالم مجاهد، وعلامة مخلص، وصادق، وأخ حبيب وعزيز، سماحة الشيخ خاتون. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشره مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

المصدر: www.mediarelations-lb.org

التعليقات (0)

اترك تعليق