خوف من انتشار أكبر لفيروس "زيكا".. ودعوة لاجتماع طارئ
تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعا،[...] لتحديد ما إذا كان انتشار فيروس زيكا الذي يشتبه بأنه يسبب تشوهات خلقية يشكل "حالة طوارىء للصحة العامة في العالم". وكانت المنظمة التي تعقد اليوم اجتماعا للجنة الطوارىء التابعة لها، حذّرت الأسبوع الماضي من أن الفيروس الذي ينتقل بلسع البعوض ينتشر بشكل واسع في الأميركيتين وتوقعت إصابة ما بين ثلاثة وأربعة ملايين شخص به.
وقالت مديرة المنظمة مارغريت شان: "إن علاقة الفيروس بزيادة حالات صغر الجمجمة لدى المواليد الجدد موضع اشتباه قوي مع أنها لم تثبت بشكل نهائي". ودعت مديرة المنظمة إلى هذا الاجتماع المغلق للبت في ما إذا كان الوباء يجب أن يعتبر "حالة طوارىء للصحة العامة على نطاق دولي".
وسيعقد الاجتماع بشكل مؤتمر هاتفي بين مسؤولين في منظمة الصحة العالمية وممثلين عن دول ينتشر فيها الوباء وخبراء. ولن يعلن المشاركون قراراتهم قبل يوم غد الثلاثاء.
انتشار الفيروس:
الفيروس مصدره أميركا اللاتينية، ولكن مع رصد حالات في الولايات المتحدة وكندا، وأوروبا، ينذر الوباء بدخول مرحلة خطرة قد تصعب على المنظمات الصحية احتواءه، بعدما قدرت منظمة الصحة العالمية، التي واجهت انتقادات شديدة بسبب بطئها في مواجهة «أيبولا»، أن يصيب «زيكا» أربعة ملايين شخص في الأميركيتين، وهو ما يعطي جهود البحث لمحاصرته والتخلص منه سمة الإلحاح.
«في أوجه عديدة، يعتبر تفشي فيروس زيكا أسوأ بكثير من تفشي الإيبولا في العامين الماضيين»، يقول جيريمي فارار، رئيس منظمة «ويلكام تراست» الإنسانية لصحيفة «الغارديان»، موضحاً أن «معظم حاملي الفيروس لا يظهرون أي أعراض. إنه وباء صامت يصيب أشخاصاً ضعفاء جداً، وهنّ الحوامل، ما ينجم عن نتائج كارثية لأطفالهم».
وظهر الفيروس حتى الآن في 23 بلداً ومنطقة في القارة الأميركية.
وأعلنت البرازيل، وهي البلد الذي شهد أكبر عدد من الإصابات، أن فيها نحو 3700 حالة تشوّه عند الولادة تطلق عليها تسمية «صغر حجم الرأس»، ويشتبه بشدة أنها مرتبطة بـ «زيكا»، فيما توقعت منظمة الصحة العالمية 1,5 مليون حالة إصابة بالفيروس في هذا البلد خلال العام الحالي.
أرقام كولومبيا مخيفة أيضاً، إذ أعلن هذا البلد أمس الأول إحصاء 20297 إصابة، من بينها 2116 لسيدات حوامل.
وتحتل كولومبيا حتى الآن المرتبة الثانية بين الدول الأكثر إصابة بالفيروس، الذي إن سبب أعراضاً، فهي أعراض شبيهة بالأنفلونزا (ارتفاع الحرارة ووجع في الرأس وألم في المفاصل).
وأوضح قائمون على تطوير لقاح للفيروس أن إنتاج مثل هذا اللقاح للاستخدام العام قد يستغرق شهوراً على أقل تقدير إن لم يكن سنيناً، فيما أفاد أحد أهم القائمين على تطوير اللقاح أن أقرب المشاريع إلى إنتاجه، هو مشروع شركة «إنوفيو» للمستحضرات الدوائية.
من جهته، قال العالم الكندي جاري كوبينغر إن أولى مراحل اختبار اللقاح على البشر يمكن أن تبدأ في آب المقبل، لافتاً إلى أنه «إذا كانت التجربة ناجحة، فقد يكون بالإمكان استخدامه خلال حالة طوارئ صحية عامة بحلول تشرين الأول أو تشرين الثاني».
ولكن رئيس قسم البيولوجيا المناعية والأوبئة في «ويلكام تراست» مايك ترنر يميل إلى التشاؤم في ما خص تطوير لقاح مضاد للفيروس. «المشكلة الأساسية هي أن محاولة تطوير لقاح وتجربته على الحوامل هو كابوس فعلي بالمعنى الأخلاقي»، يشرح ترنر.
وقررت منظمة الصحة العالمية دعوة لجنة الطوارئ للانعقاد غداً لتقرير ما إذا كان الوباء يشكل «حالة طارئة على الصحة العامة ذات بعد دولي»، مبدية خشيتها من «احتمال انتشاره على المستوى العالمي». وهي تخشى من «ترافق محتمل للإصابة بتشوهات خلقية للأجنّة وأعراض عصبية»، بحسب بيانها، وأيضا من «نقص الحصانة بين الأهالي الذين يعيشون في المناطق التي بلغها الفيروس مؤخراً، وغياب اللقاحات والعلاج المتخصص والتشخيص السريع».
وإضافة إلى ذلك، أشارت المنظمة إلى أن «الوضع الناجم عن ظاهرة النينو (ظاهرة مناخية ازدادت قوتها منذ العام 2015 وتفاقم الاحتباس الحراري) من شأنه أن يزيد هذا العام عدد أسراب الناموس».
وظل «زيكا» يعتبر مرضاً ضعيفاً نسبياً، إلى أن أعلن مسؤولو الصحة البرازيليون أنه «مثير للقلق بالنسبة للنساء الحوامل». وبينما لم يتم الكشف عن علاقة مباشرة بين «زيكا» والتشوه الذي يصيب الأطفال، فإن العلماء يشتبهون بشدة بأن هناك صلة بينه وبين آلاف الأطفال الذين يولدون في البرازيل برؤوس صغيرة على نحو غير طبيعي، أو بعيوب في الدماغ أو في البصر.
اليوم، تقتصر جهـــود محاربة الفيروس على حـــماية الناس من لدغ البعوض والقــضاء عليه، وهي مهمة صعبة في كثير من أجـــــزاء أميركا اللاتينية حيث يعيش الناس في فقر، وحيث توجد أجواء مؤاتية لانتشار الحشرات.
وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، التي هاتفها الرئيس الأميركي أمس لمناقشة الوباء، إنه «ليس لدينا لقاح لزيكا بعد. الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله هو محاربة البعوض»، مشددة على دعوتها لبذل جهود على المستوى الوطني للقضاء على الحشرة.
وفي محاولة للتخفيف من حدة الخوف، قالت روسيف إن اختبارات تطوير لقاح ستبدأ الأسبوع المقبل في معهد «بوتانتان»، وهو واحد من أهم مراكز البحوث البيولوجية الطبية في ساو باولو. وأعلنت كولومبيا، إحصاء 20297 إصابة، من بينها 2116 حوامل بفيروس زيكا الذي يمكن أن يتسبب بتشوهات خلقية للمواليد.
هل هناك أدلة كافية تحذر الناس من الحمل في البلدان المتأثرة بالمرض؟
في مقابلة مع محطة CNN مدير الصحة العالمية قال إنه يجب أن يحذر الناس، لأن مرض زيكا قد يؤثر على جوانب لم نتوقعها بعد، كالأمراض الطبيعية التي لا يلاحظها الناس أو القليل من التحسس الجلدي مثلاً. لذلك عليكم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وأهمها، تخفيض كمية البعوض الموجودة، ومن السهل فعل ذلك.
- وحول إذا كان المرض سينقل إلى جنوب شرقي آسيا، وأوروبا؟، قال :"علينا التصرف على أساس أنه سينتقل وعلى الجميع توخي الحذر ومراقبة هذه الأماكن تحسبا لانتقاله إليها. ومن المهم أيضاً تثقيف الشعب حول كيفية الحد من كميات البعوض الناقلة للجرثومة. ولكن لا أستطيع أن أؤكد لك أن الفيروس سيصل إلى هذه الأماكن، لأنه من غير الممكن معرفة ذلك، ولكن توقعاتنا تقول إنه سيصل إلى هذه الأماكن، لأنه ينتقل من موقع لآخر منذ ثلاثة أشهر".
وهل ما يتم فعله بشأن المرض كاف؟ أكد مدير الصحة العالمية أنه من الصعب إجابة ذلك، لأن مرض زيكا ينتشر عبر البعوض الذي يتنفس في الماء الراكد. وإن مشيت حول أي بلد في العالم ستجد دلاء أو صهاريج تجمع المياه، ونحن نحاول أن نقنع الناس بإفراغ تجمعات المياه هذه.
المصدر: قناة المنار.
اترك تعليق