أمل طنانة: شِعرنا لا يغزل إلا على خط المقاومة
حلت رئيسة ملتقى الأدباء والشعراء اللبنانيين أمل طنانة في زيارتها الرابعة لإيران ضيفة على القسم الثقافي في وكالة مهر للأنباء، معتبرة نفسها من هواة الشعر بالرغم من مضي 35 عاماً على فطرتها الشعرية الأولى. أمل طنانة مواليد بنت جبيل 1965 ترعرعت في مدينة دمشق ثم انتقلت إلى لبنان، تمضي حياتها بين لبنان وسوريا وأهم أعمالها الأدبية ثلاثة دواوين شعرية "هذا هو الحب"، "هذيان في حمّى الحب"، "حلم من ضياء" إضافة إلى 35 مسرحية للأطفال، 150 نشيد شعري للأطفال ومشاركتها في تأليف المناهج المدرسية
وذكرت الشاعرة اللبنانية أن قراءاتها للشعر الفارسي المعاصر المترجم كثيرة وتستلهم منه أفكارا وصوراً شعرية جديدة، مضيفةً أن الشعر الفارسي يحمل قضايا فكرية يقف عندها القارئ وتحمله على طرق أبواب عالم جديد، مضيفةً إنها قرأت أشعارا لطاهرة صفار زاده وللشاعر حميد سبزواري وغيرهما ممن ترجمت آثارهم للغة العربية.
وأشارت طنانة إلى أن حركة الترجمة المعاصرة من الأدب الفارسي إلى الأدب العربي ضعيفة، منوهةً إلى وجود بعض المراكز الثقافية الحديثة المختصة بالترجمات إلا إن كثيرا من الشعر الفارسي ليس في متداول اليد مؤكدةً أن هناك رغبة عند العديد من الشعراء العرب من عدة دول وقراء للتعرف على الشعر الفارسي المعاصر، كما أوضحت أن الناشطين في لبنان يرسلون الدواوين المتوفرة في لبنان وسوريا لراغبين بقراءة الشعر.
وعلقت الشاعرة اللبنانية طنانة على سؤال مراسل مهر للأنباء حول ضعف التبادل الشعري في مجال المقاومة بين البلاد العربية وإيران برغم من اشتراك الطرفين في محور المقاومة، قائلةً أنّ هناك تقصير في هذا المجال، إلا أن معظم الكتب المترجمة من الفارسية إلى العربية تصب في محور المقاومة، مضيفةً أن هناك تقارب كبير وجميل بين الطرفين فبعض الشعراء الإيرانيين كتبوا للجنوب اللبناني وكأنهم لبنانيون يشتركون معهم بالمشاعر والأحاسيس.
ودعت رئيسة ملتقى الأدباء والشعراء اللبنانيين لمد جسور الثقافة بين العرب والفرس عن طريق دعم الترجمة من جهة وتقوية المراكز الثقافية التي تعلم اللغة أيضاً، معتبرةً إن أجمل القراءات الشعرية تكون باللغة الأم.
وعن شعر المقاومة باللغة العربية أوضحت الشاعرة أمل طنانة أن هناك شعراء كثر يقدمون أروع القصائد للمقاومة وهم بموازاة محمود درويش ولديهم إبداعهم الخاص وهي بصفتها رئيسة ملتقى الأدباء والشعراء اللبنانيين تعرف الكثير من النوابغ الشعرية الجديدة، منوهةً إلى أن صوت هؤلاء الشعراء لا يصل اليوم بسبب ضعف الوسائل الإعلامية التي تقدمهم، إلى جانب انشغال الإعلام حالياً بالحروب والأزمات وابتعاده عن الحركة الثقافية.
وأوضحت الشاعرة طنانة أن حرية التعبير في البلاد العربية تقف حاجزاً مانعاً أمام الشعراء تحول دون طلاقة اللسان، فبعض الحكومات العربية تحاسب الأقلام على نفسها، مشيرةً إلى أن أشعارها التي تسير على خط المقاومة ممنوعة في بعض الدول مثل دول الخليج الفارسي، مضيفةً إلى أن هناك سياسيات إعلامية متبعة لخلق فرص مميزة لشعراء الصمت ووأد الفكر بالمال وشراء الأصوات القوية لتوظيفها في المدح والهجاء.
وعن مشاركتها ببرنامج "أمير الشعراء" ذكرت الشاعرة اللبنانية أنها تعمدت المشاركة بقصيدة عن المقاومة مهداة للأمهات الفلسطينيات اللواتي يتمسكن بمفاتيح الديار في فلسطين، موضحةً أنّ الكثير من الأصدقاء نصحوها بعدم المشاركة بهذه القصيدة لأن المقاومة غير مرغوبة في العالم العربي.
وافتخرت الشاعرة طنانة بتمسكها بمحور المقاومة موضحة إن قيم الإنسان ترسم طريقه، فالبعض يعتبر المال ربح والبعض الآخر يعتبر التمسك بالمقاومة أكبر الأرباح، إلا أن هناك خسائر معنوية حالية ستعوض في المستقبل، مشيرة إلى منع الحج عن بعض المسلمين ومعاقبتهم بهذه الطريقة، مؤكدةً أنها تعتبر الكعبة مغتصبة حالها حال المسجد الأقصى.
و استذكرت الشاعرة أمل طنانة لقائها مع قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي منذ سنوات، موضحة أنها حظيت بهذا اللقاء غير المتوقع معتبرةً نفسها أصغر بكثير من أن تقف وتجربتها الصغيرة أمامه، وذكرت بيتاً شعرياً مما ألقته:
يا سيد الأرض ماشكاوي من ألم يشفى لدي إذا بالطرف تقربه
وأكدت الشاعرة اللبنانية إن وقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقائدها إلى جانب الشعوب المظلومة هو انتصار للحق، مقدمةً جزيل الشكر والاحترام لشعب الإيراني وحكومته.
المصدر: وكالة مهر.
اترك تعليق