مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ثورة الإمام الحسين(ع) ثورة إلهية تحققت لأجل إعادة الأمة إلى الهُدى

ثورة الإمام الحسين(ع) ثورة إلهية تحققت لأجل إعادة الأمة إلى الهُدى

إن الثورات من غير ثورة الإمام الحسين(ع) هي ثورات أرضية غير معصومة وقابلة للخطأ والانحراف بسبب عدم معصومية قيادتها وافتقارها إلى الدعم الغيبي ومادية أهدافها من جهة تعلقها بالسلطة والحكم والمصالح والمنافع في حين أن ثورة الإمام الحسين(ع) ثورة إلهية تحققت بوساطة إمام معصوم من أجل إعادة الأمة إلى الهدى والصلاح.
هذا ما قاله "الشيخ باسم العابدی" مدير دائرة الشؤون القرآنية فی مؤسسة شهيد المحراب بالعراق، وتابع «الشيخ باسم العابدي»، الباحث الديني والقرآني العراقي ومدير دائرة الشؤون القرآنية في مؤسسة شهيد المحراب بالعراق، في حواره الخاص مع وكالة الأنباء القرآنية(ايكنا): لم تكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة عشوائية تفتقر إلى الموازين الشرعية، ولم تكن حركة ارتجالية عاطفية تفتقد العقلانية والموضوعية، بل كانت ثورة تستند إلى أسس شرعية ومقومات موضوعية، دعت الإمام الحسين عليه السلام للتحرك ومواجهة الطغيان، وهو ما فعله موسى عليه السلام حينما أتاه الأمر الإلهي «اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى»، وكانت الظاهرة الدينية والسياسية والاجتماعية في عهد يزيد.
وأضاف العابدي: قد تجاوزت الثورة ما كان عليه فرعون من جهة الانحراف والفساد والطغيان، وهذا ما دعا الإمام للنهوض والتحرك، كونه خليفة الله، والمدافع عن الفضيلة، والعدالة، والصلاح، ولهذا جاء البيان الأول لحركة الإمام الحسين عليه السلام، ليحدد مسؤولية الإمام والعلماء تجاه الانحراف فيقول الإمام علي(ع): "أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا على سغب مظلوم".
وكذلك يبين الإمام الحسين(ع) هدف الثورة الرئيسي فيقول: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي". وصرح: لم يقم الإمام(ع) بثورته الكبرى إلا بعد يقينه من تجذر الفساد في حراك الأمة، ومعرفته بامتدادات الانحراف وتسلله إلى روح المجتمع الإسلامي، الذي يحتاج إلى هزة قوية تنفذ إلى وجدانه، وتعيد إلى روحه الحراك، وإلى وعيه الحياة.
سر خلود عاشوراء إلى يومنا هذا:
وتطرق الشيخ العابدي إلى سر خلود عاشوراء إلى يومنا الحاضر قائلا: تفترق الثورة الحسينية عن الثورات الأخرى باختلاف مقوماتها وعناصرها من جهة القيادة، والمضمون، والوسائط، والأدوات، والشعارات، والأهداف، والأنصار، والزمان، والمكان، والامتدادات الغيبية، فالثورات من غير ثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ثورات أرضية غير معصومة، وقابلة للخطأ، والانحراف، بسبب عدم معصومية قيادتها وافتقارها إلى الدعم الغيبي ومادية أهدافها من جهة تعلقها بالسلطة، والحكم، والمصالح، والمنافع، في حين أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة إلهية تحققت بوساطة إمام معصوم من أجل إعادة الأمة إلى الهدى والصلاح.
لم يقم الإمام(ع) بثورته الكبرى إلا بعد يقينه من تجذر الفساد فی حراك الأمة ومعرفته بامتدادات الانحراف وتسلله إلى روح المجتمع الإسلامي الذی يحتاج إلى هزة قوية تنفذ إلى وجدانه وتعيد إلى روحه الحراك والى وعيه الحياة .
وأكد مدير دائرة الشؤون القرآنية في مؤسسة شهيد المحراب: إن ثورة الإمام الحسين(ع) لا تختلف عن حركة الأنبياء التغيرية والإصلاحية في أممهم، حيث أن الأنبياء واجهوا فساد تلك الأمم، وحكام الجور فيها، وتعرضوا للتعذيب، والتهجير، والإحراق، ومحاولات القتل، فكما كانت حركة الأنبياء حركة إلهية كذلك كانت حركة الإمام الحسين عليه السلام حركة إلهية، كونه وصي جده المصطفى (ص). ومن هنا يعرف سر خلود ثورة الإمام الحسين عليه السلام وتجددها، حيث تتجدد الأيام وكذلك فناء الإمام الحسين عليه السلام بالحق سبحانه، وامتياز ثورته بالنقاء الثوري.
ثقافة عاشوراء وكيفية استخراجها وإحيائها في المجتمعات الإسلامية:
أشار العابدي إلي ثقافة عاشوراء وكيفية استخراجها وإحيائها في المجتمعات الإسلامية قائلاً: أوجدت حركة عاشوراء ضخاً معرفياً في فكر الأمة وأحيت وعيها الذي شهد غيبوبة امتدت إلى عشرات السنين وكانت زخات الوعي هذه من أهم معالم الثورة العاشورائية كونها أشعلت مصابيح النور في ظلام الأمة لتكشف ما تراكم من نفايات فكرية واجتماعية وأخلاقية وسياسية في حياتها، ولهذا لم تنحصر الثورة بكربلاء أو العراق، وإنما اجتازتها إلى كل الضمائر والقلوب، التي أدركت الحياة، فأصبحت كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء.
رسالة الحسين(ع) تنسجم مع بنود الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان:
أضاف العابدي: من هنا ينبغي على المسلمين جميعا والأحرار من غير المسلمين أن يتواصلوا مع الحسين عليه السلام ويتبنوا نشر رسالته في العدالة والحرية والكرامة وهي ما تنسجم مع بنود الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان اليوم ويواصلوا العمل في بيان دور الثورة الحسينية، لإعادة الحياة إلى العقل والضمير الإنساني، إذ إن ثقافة عاشوراء تستبطن مشاهد إنسانية بالغة التأثير، كما تتجلى فيها صور أدبية بالغة في التعبير.
وبين أنه تركت واقعة كربلاء تأثيرا بالغاً على أفكار بني الإنسان حتى غير المسلمين منهم وأشار إلى الصفات التي أدت إلى عرض الكثير من الآراء حول هذه الثورة الملحمة وتأثيرها في نفوس غير المسلمين قائلاً: ذكرنا من قبل أن الثورة الحسينية هي ثورة إلهية تحمل دلالات الغيب، ولذلك فإنها تخاطب الفطرة الإنسانية وتنسجم مع روح الإنسان الخالصة، المحبة للفضيلة والعدالة والخير، ومن هنا يعلم سبب تفرد الثورة الحسينية ببعدين رئيسين هما عالمية الثورة واستمراريتها فلا تنحصر بالرقعة الجغرافية التي حدثت فيها المعركة، ولم تتوقف تاريخياً عند الحقبة الزمنية التي دارت الحرب فيها، بين معسكر حزب الله ومعسكر حزب الشيطان، وكانت جميع مشاهد الثورة وأحداثها دروس خالدة استفاد منها المتابعون والمهتمون، حيث كان فيها تراكم معرفي، وفكري، وإنساني، وثوري، وإصلاحي، تمثل كل مفردة منه درساً مفيداً للمفكرين، والثوريين، والمصلحين، وطلاب الحرية.
واقعة كربلاء في آراء عدد من الشخصيات:
أكد الشيخ باسم العابدي أنه وردت واقعة كربلاء في آراء عدد من الشخصيات المسلمة وغير المسلمة مثل "غاندي" المحرر والمستشرق الألماني "كارل بروكلمان" مضيفاً: ألقى الله سبحانه على الإمام الحسين عليه السلام محبة منه فجعل ذكره يلف في أذن الزمان، ويطوف في قلوب البشر بمختلف أصنافهم، وهوياتهم، وثقافاتهم، ودياناتهم، فقد تناولوا ثورة الإمام الحسين عاطفياً، وفكرياً، وتأثيراً، فهذا رئيس وزراء تركيا "رجب طيب أردوغان" يرى أن جميع المخلوقات بكت الحسين عليه السلام.
الاثاری الانكليزی: إن مأساة الإمام الحسين (ع) تساوی البطولة العظيمة
وأضاف: أما الاثاري الانكليزي "وليم لوفنتس" فيعتقد أن مأساة الإمام الحسين عليه السلام تساوي البطولة العظيمة فيقول: "لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة".
وترى الكاتبة الانكليزية "فريا ستارك" إن كل الوجودات تعاطت مع حركة الإمام الحسين عليه السلام إذ تقول: "مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس".
كانت جميع مشاهد ثورة الإمام الحسين(ع) دروس خالدة استفاد منها المتابعون والمهتمون حيث كان فيها تراكم معرفی، وفكری، وإنساني، وثوری، وإصلاحي، تمثل كل مفردة منه درساً مفيداً للمفكرين والثوريين.
وأشار العابدي: أما المستشرق الألماني كارل بروكلمان فيقول: الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين بن علي قد عجلت في التطور الديني لحزب علي، وجعلت من ضريح الحسين في كربلاء أقدس محجة".
ويأتي الباحث الانكليزي "جون اشر" ليبين الحقيقة الخالدة والأهداف العظيمة المنطوية خلف ثورة الإمام الحسين حين يقول: "إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي".
وصرح مدير دائرة الشؤون القرآنية في مؤسسة شهيد المحراب في الختام: أما المستشرق الفرنسي "هنري ماسيه" فيرى أن الضربات التي تعرض لها جسد الإمام الحسين(ع) تحولت إلى براكين أزالت الفساد المتراكم على صفحة الحقيقة إذ قال: "وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية". أما غاندي المحرر فقد بعث رسالة إلى أبناء شعبه ويتبعهم الأحرار في العالم فهداهم إلى منبع الثورة إذ قال: "على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين(ع)".

المصدر: قناة المنار.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق