مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أخي الشهيد.. عامٌ جديد في حضورك الخفيّ

أخي الشهيد.. عامٌ جديد في حضورك الخفيّ

لا أريدُ أن أبالغ. أودُّ فقط أن أبكي. يعود غيابك إليّ مرة أخرى، وأنا في أمسّ الحاجة إليك.
لا أريدُ أن أبالغ مرة أخرى. أودّ فقط أن أقول إنني أموت في الشوق إليك في هذا اليوم من كل عام، ولا أكبر.
كلّما فكرت أنني سأكبر عاماً في غيابك، تراودني خاطرة موجعة، هي أنني لن أكون "صغيرتك" بعد ذلك. سأكبرُ مع الزمن وستبقى في السادس والعشرين من عمرك. جميلٌ شبابك يا أخي، لكنّه مؤلم. أخي الذي يكبرني بأعوام، سأساويه في العمر بعد سنوات قليلة..
بالأمس، عدتُ إلى درجي الصغير في زاوية الخزانة، هناك حيث خبّأت كل ما يربطني فيك. قماشةٌ صغيرةٌ عليها رائحتك الأخيرة، أجملُ رائحةٍ سكنت في داخلي، صورٌ لا تنتهي لنا ولك ولما مضى من حياتنا في حضورك، وبعض الهدايا التي اخترتَها لي في ما مضى من سنوات، ودفترٌ زهريٌ صغير على غلافه عبارةٌ اخترتَها بنفسك لتشير إلى نظرتك إليّ: أختي المميزة.
انتظر صوتك قبل ان تنام...
رسالةٌ قصيرة تختصر حياة طويلة تركتها لي على هذا الدفتر. بعض الوصايا لحياة أجمل، وفي بداية كل وصية عبارة: "أختي الحبيبة".. وأنا أيضاً حبيبي، أحبّك كثيراً.
اليوم سأتمّ عاماً جديداً في غيابك، لكنني واثقةٌ من حضورك الخفيّ. سأقابل الوجوه التي ألتقيها بابتسامة حنونة، علّ وجهك يعبر بينها، وسأعانقُ الهواء بينما أسير إلى يومي، فقد تكون واقفاً أمامي بقميصك الأزرق المحبب إلي، تبتسم لي كعادتك وتفاجئني بقالب حلوى وبعض الورود المنسقة بكثير من الحب والفرح.
يا أخي سأكبر اليوم، بكثير من الفخر والعزة والإمتنان لله أن اختارك شهيداً ليكون عامي هذا في محفل عوائل الشهداء، وسأكبر اليوم يا أخي بكثير من الصبر والثقة بالله أنك معنا هنا في كل حدث ومع كل صلاة..
نم يا أخي بسلام، أنتظر صوتك قبل أن تنام



زهراء جوني

التعليقات (0)

اترك تعليق