العدس في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر العدس في القرآن الكريم مرة واحدة وفي سورة واحدة قال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾(1).
ما هو العدس:
العدس من أقدم الأغذية التي عرفتها الشعوب وهو من أعظم مصادر الغذاء وهو نبات ينتمي إلى فصيلة النباتات القرنية، بذوره مستخدمة في إعداد الأطعمة، وينمو في مصر وجنوبي أوروبا والولايات المتحدة وغربي آسيا. بذوره ذات لون بني يميل إلى الحمرة، أو رمادي أو أسود. ولا يزيد قطرها إطلاقًا عن 13ملم.
فوائده الغذائية والعلاجية:
فوائد العدس كثيرة من سرعة نمو الأطفال وتقوية العظام والأسنان ويحفظها من النخر ومكافحة فقر الدم والسرطان والإمساك إلى خفض الســـكر في الدم وحماية البنكرياس والحماية من خطورة ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم فيحمي بذلك من تصلب جدران الشرايين ويحمي من الجلطات.
وتناول العدس يجعل الجهاز العصبي يعمل بكفاءة عالية ويحسن المزاج ويعمل على اعتدال الشهية. ويوصف أكل العدس لذوي الصحة الجيدة والذين يبذلون جهدا كبيرا في أعمالهم لأن المئة غرام تعطي 350 سعرا حراريا ولاحتوائه على الحديد والكالسيوم والفسفور يعتبر غذاء جيدا للمرأة الحامل وغناه بحمض الفوليك يمنع حدوث التشوهات الخلقية في الجنين.
يحمي من السرطان أكدت دراسة علمية حديثة أن شوربة العدس تقي من الإصابة بالأورام السرطانية التي تنشأ في الجسم وأوضحت الدراسة أن أحد مكونات العدس «النيوسيتول بيتا كيوفوسفات» الذي يعتبر مضادا لنمو الأورام السرطانية.
وتنصح الدراسة بتناول شوربة العدس مع الكركم(2) حيث أن تناولها يفيد في زيادة المواد المضادة للسرطان لأن الكركم يحتوي على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الحمض النووي «DNA» من التلف وتمنع انقسام الخلايا الشاذ الذي ينتج عنه نشوء الأورام والسرطانات. والألياف النباتية المتوافرة في العدس تحمي من خطورة الإصابة بسرطان القولون وتخفض الكوليسترول في الدم.
يقوي الجهاز العصبي:
توافر الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية يعمل على كفاءة أداء الجهاز العصبي لوظائفه في توصيل الإشارات العصبية عبر الأعصاب وتنشيط المحطات العصبية. واحتواء العدس على حمض الفوليك ضروري لحماية القناة العصبية التي تغطي الحبل الشوكي. وتناول العدس مهم للرياضيين حيث أنه يخفض مستويات حمض اللاكتيك الذي يتراكم في العضلات بعد أداء التمرينات الرياضية ويسبب ألم العضلات وتشنجها.
يحمي القلب والشرايين:
أكدت الدراسات الحديثة أن تناول العدس بأشكاله وأنواعه المختلفة الغنية بالألياف النباتية يخفض نسبة الكوليسترول في الدم وذلك بمنع امتصاص أملاح الصفراء مرة أخرى من الأمعاء وهي تكون نواة الكوليسترول. والألياف النباتية تنظم امتصاص السكر من الأمعاء فلا يحدث إجهاد للبنكرياس من استجابته لارتفاع السكر المفاجئ بعد الطعام الأمر الذي يتطلب إفراز كميات كبيرة من الأنسولين وذلك بجهد البنكرياس ويؤدي إلى فشله في النهاية والإصابة بالسكري.
واحتواء العدس على حمض الفوليك الذي يحمي القلب والشرايين من خطورة وأضرار الهموستين على الشرايين وبمكوناته وعناصره الغذائية كذلك يدر البول ويخفض ضغط الدم المرتفع. وانتهت دراسات كثيرة إلى أن تناول العدس يؤدي إلى خفض الإصابة بأمراض القلب والشرايين بنسبة 82 في المئة.
مكونات العدس الغذائية:
ومكونات العدس تجعله من الأطعمة المهمة لدى كل الشعوب وهو من المحاصيل البقولية الهامة التي تستعمل في تغذية الإنسان لاحتوائه على كمية وافرة من البروتين 25% تقريباً وعلى نسبة عالية من الكربوهيدراتية تقرب من 46% وهو يعادل اللحم في قيمته الغذائية فيما لو أضيف إليه الخبز وقد قدر أحد العلماء بأن (وزناً واحداً من العدس + وزناً واحداً من الخبز) يساوي وزناً واحداً من اللحم. هذا بالإضافة لاحتوائه على بعض العناصر المعدنية كالحديد والنحاس وعلى بعض العناصر اللامعدنية كالفوسفور والكالسيوم وعلى بعض الفيتامنيات وخاصة فيتامين ب1 مما يجيز استعماله في تخفيف أثر مرض البربري. ويحتوي على نسبة عالية من فيتامين «A» اللازمة لسلامة البصر والجلد وعمليات النمو وحيوية الجسم والحفاظ على الخصوبة.
وكذلك يحتوي على الكالسيوم والفسفور والأملاح المعدنية التي تساعد على تقوية العظام وسلامة الأسنان والغضاريف ومكونات الدم. ويعتبر العدس مصدراً للألياف الغذائية بنوعيها القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان.
كيف يؤكل العدس؟
ويؤكل العدس مطهياً مع الأرز أو مع البرغل بحبوبه الصحيحة (المجدرة) أو يؤكل بحبوبه المجروشة (الحساء) كما يقدم مسلوقاً مع المقبلات.
فوائد أخرى للعدس:
تستعمل عروشه الخضراء علفاً للبقر الحلوب، كما تستعمل في تسميد الأرض الفقيرة بالأزوت وبالمواد العضوية وذلك بقلبها في التربة عندما تكون في طور الإزهار. كما أنَّ تبن العدس من التبون الجيدة التي تتغذى عليها الأغنام والماعز، وفي الطب يستعمل العدس كملين وكمكمدات.
العناصر التي يحتويها العدس في 100 غرام من الحبوب:
- بروتين 23.7
- كربوايدرات 45.0
- رطوبة 12.2
- دهن 1.3
- رماد 2.2
- ألياف 3.2
- مواد أخرى 12.4
العدس في أقوال المعصومين (عليهم السلام):
1- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "أكل العدس يرق القلب ويسرع الدمعة".
2- عن فرات بن أحنف أن بعض بني إسرائيل شكا إلى الله قسوة القلب وقلة الدمعة، فأوحى الله عز وجل إليه أن كل العدس فأكل العدس فرق قلبه وكثرت دمعته.
3- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قساوة القلب فقال له: "عليك بالعدس فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة".
4- عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: "أكل العدس يرق القلب ويسرع الدمعة".
5- عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل: "عليك بالعدس فكله فإنه يرق القلب ويسرع الدمعة فقد بارك عليه سبعون نبيا".
6- عن موسى بن جعفر، عن آبائه في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قال: "يا علي عليك بالعدس فإنه مبارك مقدس وهو يرق القلب ويكثر الدمعة وإنه بارك عليه سبعون نبيا"(3).
الهوامش
(1)– سورة البقرة، آية: 61.
(2)– الكُرْكُمُ: هو الزَّعْفرانُ وفي الحديث: «عادَ لَوْنُهُ كالكُرْكُمةِ»، والكُرْكُمانيّ: دواءٌ مَنْسبوبٌ إلى الكُرْكُمِ وهو نَبْتٌ شبيهٌ بالكمُّون يُخْلط بالأدوية.
(3)– الوسائل: ج 25، ص 127– 136.
المصدر: شبكة نور الإسلام.
اترك تعليق