مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الثوم في القرآن الكريم

الثوم في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
 
ذكر الثوم مرة واحدة في القرآن الكريم على لسان قوم موسى (عليه السلام) لما تاهوا في صحراء التيه واحتاجوا للثوم والمواد المقوية والمنشطة لمقاومة التعب والأمراض وذلك في سورة واحدة وهي سورة البقرة حيث يقول سبحانه: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ…﴾(1).

أنواع الثوم:
توجد أصناف كثيرة من الثوم وعادة تأخذ الأصناف أسماء الدول المنتجة لها كالثوم البلدي والثوم اليبرودي نسبة إلى منطقة يبرود في سوريَّة، وهناك الثوم ذو الفصوص الصغيرة ولكن يفضل ذو الفصوص الكبيرة الخشنة لسهولة إزالة قشرته.
والثوم نبات عشبي موطنه الأصلي في بلاد البحر الأبيض المتوسط ومنها انتشر إلى بقية البلاد ويعتبر الثوم من أقدم النباتات التي عرفت في مصر حيث وجد منقوشا على جدران معابد الفراعنة، ويزرع على فترتين من العام.. الأولى من منتصف شهر إيلول سبتمبر إلى أواخر تـشرين الأول أكتوبر، والثانية من تشرين الأول أكتوبر وحتى نهاية تـشرين الثاني نوفمبر.

طريقة تناول الثوم:
يؤكل الثوم طازجًا صحيحًا أو مدقوقًا مع الأكل لتحسين الطعم، أو مطبوخا مع الأطعمة ويفضل الثوم الجاف تمامًا عن الثوم الأخضر لفعالية الثوم اليابس. وتقول قصص مصرية باللغة الهيروغليفية إن الثوم كان يعطى للعمال الذين يبنون الأهرام لتقويتهم والمحافظة على صحتهم وكان الرياضيون الإغريقيون في اليونان القديمة يأكلون ثوما نيئا قبل الاشتراك في المسابقات ويتناوله الجنود الرومان قبل خوض المعارك الحربية، وأوصى أبو قراط أبو الطب القديم بتناول الثوم للحماية من العدوى وتلوث الجروح والجذام واضطرابات الهضم.

أماكن حفظ الثوم:
يجب حفظ الثوم في مكان بارد وجاف وذي تهوية جيدة ولا ينصح بحفظه في الثلاجة أو المجمدة كي لا يفقد فوائده.

تحذيرات:
ويجب عدم الإكثار من تناول الثوم، حيث يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم عن معدلة الطبيعي (120/80 مم زئبق) وتؤثر رائحة الثوم على الأم المرضعة، وتظهر رائحة الثوم في الحليب فلا يقبل عليه الطفل الرضيع والجرعة الزائدة من الثوم تضر بالحوامل، وتؤدي إلى تهيج المعدة والجهاز الهضمي. ويفضل لمن يعانون من مشاكل بالجهاز الهضمي أن يستخدموا الثوم المطبوخ أو الثوم المستحضر طبيا «الكبسولات» حيث يحتوي على خلاصة الثوم بعد إزالة المواد المهيجة عنها.

تنبيه:
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أكل الثوم والبصل والكراث، فلا يقربنا ولايقرب المسجد»(2).

مركبات الثوم:
يحتوي الثوم على 61-66% ماء 3.1-5.4% بروتين 23-30% نشويات 3.6 % ألياف وعناصر من مركبات الكبريت مع زيت طيار وزيت الغارليك والاليستين وفيتامينات أ، ب1، ب2، د، وأملاح معدنية وخمائر ومواد مضادة للعفونه ومخفضه لضغط الدم ومواد مدرة لإفراز الصفراء والهورمونات. ويتكون من فصوص مغلفة بأوراق سيلليوزية شفافة لتحفظها من الجفاف وتزال عند الاستعمال.

التخلص من رائحته:
وإذا استعمل بإفراط فلا بد أن يعقبه انتشار رائحة كريهة مع التنفس من الفم ومن الجلد مع العرق إلى أن تتبخر جميع زيوته الطيارة من داخل الجسم وقد يستمر تبخره أكثر من يوم ويفيد في تخفيف رائحته شرب كأس من الحليب أو مضغ عرق بقدونس أو حبة بن أو هيل أو قطعة من التفاح.

الفوائد الطبية الحديثة:
لقد أثبت العالم لويس باستور الكيمائي الفرنسي –في القرن التاسع عشر– احتواء الثوم على خصائص مطهرة وقد استفادت الجيوش البريطانية والألمانية والروسية من هذه الخصائص خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. ومنذ ذلك الوقت أكدت العديد من الدراسات أن الثوم فعال ضد البكتريا والفطريات والفيروسات والطفيليات.
فالثوم «يستخدم في الطعام والطب مطهراً ومقوياً وقال ابن البيطار عن الثوم: أنه مدر للبول وطارد للديدان وإذا خلط بالملح والزيت أبرأ البثور وإذا خلط بالعسل أبرأ من حب الشباب وقروح الرأس والبهاق والجرب المتقيح والثوم يقلل ضغط الدم العالي»(3).

الثوم والجراثيم:
وجاء في نتيجة أبحاث أجراها علماء روس أن الأبخرة المتصاعدة من الثوم المقشر أو المقطع تكفي لقتل كثير من الجراثيم دون حاجة إلى أن يلمسها الثوم، وشاهدوا أن جراثيم الدسنتاريا والدفتريا والسل تموت بعد تعريضها لبخار الثوم أو البصل لمدة خمس دقائق، كما أن مضغ الثوم مدة ثلاث دقائق يقتل جراثيم الدفتريا المتجمعة في اللوزتين.

الثوم مطهر:
والثوم يستخدم كمطهر للامعاء ويوقف الإسهال الميكروبي فقد ثبت حديثاً أن زيت الثوم وعصارته لها تأثير قاتل على كثير من الجراثيم التي تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال وهو في هذا المجال أقوى تأثيراً من كثير من المضادات الحيوية، كما أمكن استخدام الثوم شرجياً لإيقاف الدسنتاريا وإزالة عفونة الأمعاء، كما أن الثوم ملين جيد للامعاء، كما يستخدم الثوم لعلاج مرض التيفود وتطهير الأمعاء من الديدان حيث استحضر من الثوم دواء تحت مسمى (أنيرول) على هيئة كبسولات.

الثوم والكوليسترول:
وقد قامت دراسة على 42 مريضاً يعانون من ارتفاع كوليسترول الدم وضغطه والسكر وقد أعطي كل واحد منهم جرعات من مسحوق الثوم بمقدار 900 ملغم يومياً ولمدة اثني عشر أسبوعاً فانخفض معدل الكوليسترول وكذلك ضغط الدم والسكري بشكل كبير وعلى إثر ذلك صنعت عدة مستحضرات من الثوم بوساطة شركات كبيرة، ولقد برهن الدكتور الألماني على أن الثوم يستعمل علاجاً ضد ارتفاع الكوليسترول وضد ضغط الدم المرتفع وكذلك ضد تصلب الشرايين.

الثوم والسرطان:
كما تُشير الأبحاث الجارية حالياً إلى أن الثوم يحتوي على خصائص مضادة للسرطان حيث اتضح أن الثوم يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، وقد أثبتت الدراسة على حيوانات التجارب أن الثوم يساعد على تقليص الخلايا السرطانية لسرطان الثدي والجلد والرئتين بالإضافة إلى أنه يقي من سرطان القولون والمريء.

الثوم والفيروسات:
يعتبر الثوم قاتلاً للفيروسات المسببة للبرد والرشح وتناول الثوم عند الشعور ببداية الآلام بالحلق يمنع حدوث التهابات الحلق ونزلات البرد. ويعتقد ان الثوم يزيد من مناعة الجسم ضد الخلايا المرضية.

الثوم والحمل:
الأبحاث الحديثة أثبتت أن تناول الثوم خلال الحمل يمنع حدوث تسمم الحمل وأيضا يساعد على نمو الجنين في الحالات المرتبطة بتأخر نمو الجنين أثناء مراحل الحمل.

الثوم والفطريات:
لقد وجد أن بعض المواد الموجودة بالثوم تعتبر كمضاد لبعض الفطريات وتمنع نموها كالكنديدا، والاسبرجولاس لذا فإن الدراسات الطبية تؤكد بأن الأشخاص الذين يتناولون الثوم بصفة منظمة ينخفض لديهم الإصابة بسرطان المعدة ودهون الدم كما يقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن من المهم عدم استهلاك الثوم طازجاً لأن ذلك يؤدي إلى إيذاء الجهاز الهضمي ويعتبر الثوم المطهي أو المحضر في زيوت الطعام من أفضل الطرق للحصول على فوائده.

الثوم شفاء من سبعين داء:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلوا الثوم وتداووا به، فإن فيه شفاء من سبعين داء»(4).
وقد توصل الطب العربي والطب الحديث إلى التعرف وتسمية أمهات الأمراض التي يفيد فيها علاجها الثوم ضمن مفهوم الحديث الشريف:
1- يعد الثوم من أهم المواد المستعملة في تنقية الدم.
2- يتمتع الثوم بمكانة ملحوظة في إبادة الجراثيم.
3- يستعمل الثوم مطهراً وقائياً.
4- يفيد الثوم في تنظيم ضغط الدم.
5- يبطل الثوم مفعول العفونة.
6- يؤدي الثوم إلى تورد الوجه ويساعد في احمرار الطبقة السطحية من الجلد.
7- يوصف الثوم في حالات حصر البول وانحباسه ووقف الإدرار.
8- يفيد الثوم في شفاء أمراض الروماتيزم.
9- يوصف الثوم في بعض حالات الإصابة بالحمى.
10- يفيد الثوم أيضاً في علاج مرض السكر بأنواعه.
11- يفيد في علاج داء المفاصل.
12- يستعمل الثوم في حالات نزف الدم.
13- يوصف في حالات الاستسقاء.
14- يفيد في علاج الانتفاخات المعوية والتهاب القولون.
15- يستعمل الثوم في معالجة القرحة الهضمية.
16- يفيد في حالات التهاب الرئتين وأمراضها.
17- يستعمل عصير الثوم في علاج السعال والسعال الديكي.
18- يتمتع الثوم بخاصية منع تخثر الدم في الشرايين.
19- يحافظ الثوم على سلامة الدم بحالته السائلة في القلب والرئتين وخصوصاً عند الكهول.
20- يمنع الثوم انحباس الدم أو وقوفه في الجروح.
21- يحفظ الثوم القلب ويمنع انسداد أنسجة القلب العضلية.
22- يستعمل الثوم ضد الطفيليات.
23- يفيد الثوم في التخلص من الدودة الوحيدة
24- يستعمل الثوم طارداً للديدان المعوية.
25- يؤثر الثوم بسهولة في الدم الكثيف والملوث وينقيه.
26- يفيد في علاج حالات العقم.
27- يعمل الثوم على ترسب السم المنحل في الدم وإزالة الشوائب المخربة.
28- يعتبر الثوم من النباتات التي تعالج الضعف والإخصاب لدى المرأة والرجل.
29- يوصف الثوم لعلاج مرضى البواسير.
30- يفيد الثوم النساء الحوامل اللواتي سيصبحن أمهات المستقبل.
31- يساعد في القضاء على الإسهال.
32- يخفف من التهاب ألاثني عشرية.
33- يؤدي الثوم إلى زوال الخفقان في القلب واللهاث والاضطراب.
34- يفيد في تسهيل عملية الهضم وتخليص المعدة من القبض وبعض الالتهابات.
35- يستعمل لعلاج أمراض الكلية.
36- يفيد في علاج أمراض المثانة.
37- يستعمل في حالات التهاب الرمل والحصى في الجهاز البولي.
38- ينشط الثوم وظيفة الكبد.
39- يوصف في حالات تشمع الكبد.
40- يستعمل في علاج أمراض الغدد الصم.
41- يفيد في علاج الدوالي.
42- يبطل الثوم مفعول حمض البول.
43- يفيد في علاج التهاب عرق النسا.
44- ينشط الثوم الجسد ويقاوم التعب وتكون حمض اللبن ويحرض مختلف الأعضاء على مقاومة الضعف.
45- يستعمل لعلاج حالات آلام الرأس والصداع والشقيقة.
46- يوصف للتغلب على حالات القلق والأرق.
47- يفيد في علاج الآلام العصبية والنوبات الهسترية.
48- الثوم فعال جداً في علاج اضطرابات سن اليأس.
49- يوصف الثوم في علاج الحالات المزمنة لمرض القوباء.
50- يستعمل الثوم لإزالة البلغم ويزود المخاطيات وتليينها.
51- يوصف لمعالجة مجاري التنفس وتطريتها وتليينها.
52- يمنع الثوم تآكل الأسنان ويقاوم المرض المسبب لذلك ويفيد في علاج آلام الآسنان.
53- يعد الثوم مادة إضافية في العلاج وفي زيادة فعالية بعض الأدوية.
54- يفيد الثوم في علاج أكثر لسعات الحيوانات السامة «عناكب، حشرات… الخ»
55- يعد الثوم منشطاً فعالاً وقوياً ضد حالات التسمم الطبيعي والكيميائي.
56- يستعمل في علاج التخمرات الداخلية الشديدة.
57- يوصف لعلاج التهاب القصابات الحاد.
58- يوصف لعلاج مرض الزحار.
59- يفيد في علاج الكهولة المبكرة.
60- يوصف لعلاج الأمراض الجلدية بأنواعها ويمكن تدليك الجلد بالثوم النيئ.
61- يوصف حديثاً لعلاج أمراض القلب.
62- يستعمل لعلاج داء الكلب.
63- يفيد في علاج الصلع.
64- يوصف لعلاج فقر الدم.
65- يفيد في علاج نوبات الصرع.
66- يوصف لعلاج الربو.
67- يستعمل لعلاج التهاب البلعوم.
68- يفيد في علاج ضربة الشمس.
69- يوصف لعلاج التهاب الجيوب الأنفية والرشح.
70- يفيد في معالجة مرض اليرقان(5).
وعن الرسالة الذهبية للرضا (عليه السلام): «ومن أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه، فليأكل الثوم كل سبعة أيام»(6).


فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ


الهوامش
(1) سورة البقرة، الآية: 61.
(2) مستدرك الوسائل: ح16، ص359.
(3) كنوز في الرقية والطب النبوي: ص391.
(4) مستدرك الوسائل: ح16، ص359.
(5) عن كتاب: الثوم والعمر المديد.
(6) مستدرك الوسائل: ح16، ص359.

المصدر: شبكة نور الإسلام الثقافيّة.

التعليقات (0)

اترك تعليق