مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الصحابية عمرة بنت النعمان

الصحابية عمرة بنت النعمان

الصحابية عمرة بنت النعمان

وهي عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية، زوجة المختار بن أبي عبيد الثقفي، قتلها مصعب بن الزبير في خبر مشهور عند المؤرخين، وكانت شاعرة من شواعر العرب، سكنت دمشق، وتزوجها المختار الثقفي.

خبر مقتلها
دعا مصعب بن الزبير أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار، وعمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية امرأته الأخرى، فأحضرهما وسألهما عن المختار، فقالت أم ثابت: نقول فيه بقولك أنت، فأطلقها.
وسأل عمرة بنت النعمان فقالت: رحمة الله عليه، إنه كان عبدا من عباد الله الصالحين.
فرفعها إلى السجن، وكتب فيها إلى عبد الله بن الزبير، أنها تزعم أنه نبي.
فكتب إليه: أن أخرجها فاقتلها.
فأخرجها بين الحيرة والكوفة بعد العتمة، فضربها مطر(1) ثلاث ضربات بالسيف.
فقالت: يا أبتاه، يا أهلا، يا عشيرتاه.
فسمع بها بعض الأنصار، وهو أبان بن النعمان بن بشير، فأتاه فلطمه، وقال له: يا ابن الزانية، قطعت نفسها، قطع الله يمينك، فلزمه حتى رفعه إلى مصعب.
فقال مصعب: خلوا سبيل الفتى، فإنه رأى أمرا فظيعا، وذلك سنة ٦٧ هـ.
وقيل: إن مصعب قتلها بغير أمر أخيه، فكتب إليه عبد الله يعنفه على ذلك.
وفي رواية للأغاني:
أن مصعبا كتب إلى أخيه عبد الله، فكتب إليه: إن أبت أن تبرأ منه فاقتلها. فأبت فحفر لها حفيرة، وأقيمت فيها، فقتلت.
وقال عمر بن أبي ربيعة في قتل مصعب عمرة:
إن من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرة عطبول(2)
قتلت هكذا على غير جرم * ان الله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا * وعلى الغانيات جر الذيول
وقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك أيضا:
أتى راكب بالامر ذي النبأ العجب * بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب
بقتل فتاة ذات دل ستيرة * مهذبة الاخلاق والخيم(3) والنسب
مطهرة من نسل قوم أكارم * من المؤثرين الخير في سالف الحقب
خليل النبي المصطفى ونصيره
وصاحبه في الحرب والضرب والكرب
أتاني بأن الملحدين توافقوا * على قتلها لا جنبوا القتل والسلب
فلا هنأت آل الزبير معيشة * وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب
كأنهم إذ أبرزوها وقطعت * بأسيافهم فازوا بمملكة العرب
ألم تعجب الأقوام من قتل حرة
من المحصنات الدين محمودة الأدب (هامش) * (*)
من الغافلات المؤمنات بريئة * من الذم والبهتان والشك والكذب
علينا كتاب القتل والبأس واجب * وهن العفاف في الحجال وفي الحجب
على دين أجداد لها وأبوة * كرام مضت لم تخز أهلا ولم ترب
عجبت لها إذ كتفت وهي حية * ألا إن هذا الخطب من أعجب العجب
فسلام عليها يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حية.



____________________
1- هو مطر من بني تيم الله بن ثعلبة، من شرط مصعب بن
الزبير.
2- العطبول: المرأة الفتية الجميلة الممتلئة.
3- الخيم: الأصل. 




المصدر: الأعلام من الصحابة والتابعين، الحاج حسين الشاكري، الجزء: 12. الطبعة الثانية، ١٤١٨هـ.

التعليقات (0)

اترك تعليق