مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

جرداء بنت سمير الكوفية

جرداء بنت سمير الكوفية

جرداء بنت سمير الكوفية

محدِّثة موالية، كانت مخلصة في محبتها لأمير المؤمنين عليه السلام. وهي زوجة هرثمة بن سليم. قال: غزونا مع عليِّ بن أبي طالب غزوة صفين، فلما نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة فلما سلم رقى إليه من تربتها فشمّها، ثم قال: واهاً لكأيّتها التربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة يغير حساب. فلما رجع هرثمة من غزوتهإلى امرأته جرداء، وكانت من شيعة عليٍّ قال لها زوجها: ألا أعجبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها، وقال: واهاً لك يا تربة ليحشرنّ منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، وما علَّمه بالغيب؟ فقالت: دعنا منك أيّها الرجل، فإنّ أمير المؤمنين لم يقل إلّا حقاً.
قال هرثمة: فلم بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بنعليٍّ، وأصحابه، كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم فلما انتهيت إلى القوم، وحسين وأصحابه، عرفت المنزل الذي بنا عليّ فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها، والقولالذي قاله، فكرهت مسيري فأقبلت على فرسي حتّى وقفت على الحسين فسلّمت عليه، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل. فقال الحسين: معنا أنت أو علينا؟ فقلت: يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي أخاف عليهم من ابن زياد. فقال الحسين: فولِّ هرباً حتّى لا ترى لنا مقتلاً فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا، إلّا أدخله الله النار. فأقبلت في الأرض هارباً حتّى خفي عليّ مقتله.




المصدر: أعيان الشيعة 15/ 214. وقعة صفين/ 140.

التعليقات (0)

اترك تعليق