مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حواء.. رفقا بميزانية آدم

حواء.. رفقا بميزانية آدم

حواء.. رفقا بميزانية آدم

تجتمع الجارات الخمسة أسبوعيا في بيت أم رضا، كل أسبوع تكون هناك جلسة نقاشية مهمة تخص المرأة المسلمة، وتكون دائرة النقاش بيد صاحبة الدار الحاجة أم رضا، بعد إلقاء السلام والتحية، قدّمت الحاجة أم رضا صحن كبير فيه عدة أنواع من الفاكهة، والطاولة ممتلئة بالعصائر الطبيعية والغازية، ولا تخلو أيضا من قطع حلويات شرقية تغري الناظر بألوانها السبع، أشارت لهن: جاراتي ما رأيكم اليوم بهذه السفرة، أليست جميلة؟ قلن: وهل هناك أجمل من هذه التشكيلة، سلمت يداك ما أروعها.
لكنْ في كل مكان يوجد رأي مختلف، أليس كذلك؟! جاءت إحدى الجارات وتقدمت نحو الحاجة أم رضا قائلة: أيتها الحاجة سلمت يداك لكن هذا كثير ونحن لا نأكل كل هذا الطعام، فنحن نأتي لنستمع إلى حديثك ونتعلم منك وليس لنا أي حاجة في الطعام، فطعام العلم أهم من طعام الجسد.
أمسكت يدها الحاجة وقالت: أحسنت أم جواد، وهذا ما كنت أقصده يا غالية، نحن نهتم بالطعام والشراب وننسى طعام أرواحنا وشرابها، تفضلوا أحبتي أهلا ومرحبا بكم.
 بعد هذه المقدمة نبدأ أيتها الأخوات المسلمات بموضوع مهم جداً في حياتنا اليومية وخاصة النساء، ماذا عن المرأة المبذّرة، وما الذي يدفعها إلى التبذير برأيكم؟ وكيف يؤثّر تبذيرها على علاقتها بمن حولها؟ بخل بحجَّة التوفير، أجابت الجارة الصغيرة في العمر فاتن: لي قريب متزوج من امرأة مبذرة على نفسها وعلى غيرها، وتشتري كل شيء في السوق وتعلّق على شماعة أن المال الذي لا يصرف لا خير فيه، فمثلاً تشتري لنفسها ولأولادها ملابس في كل شهر من الأسواق الغالية وترمي المستعمل في الحاوية، وأحياناً تشتري ملابس أسعارها خيالية مما يتسبب في شجار دائم مع زوجها الذي كره الخروج معها أو مع أولاده، حيث تعمل الزوجة طبيبة وزوجها دكتور جامعي وأولادهما في مدارس لغات وتسعى دائما أن تظهر مظهر الغنى، المرأة التي لا تصرف بخيلة.
ترفض الجارة أم أحمد وتقول: إنني أكره البخل كرها شديدا، لا أعلم كيف يتحملون أن يصمّدوا أموالهم للمستقبل المجهول، مشكلتي مع زوجي هذه، بسبب بخله وتناقض الطباع بيننا، مما يؤدي إلى اشتعال المشكلات بيننا باستمرار، وترك البيت خاصة أن أولادي تعلموا مني الصرف، الأمر الذي أصر على رفضه بشدّة.
تتضارب الأمثال المتعلّقة بالمال لترضي مختلف الأطراف! أحيانا تناقض الواقع، فبين إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، والمال إلي ما يضرك يفيدك.

تختلف آراء النساء اتجاه المال، منهن ينفق على قدر استطاعتهن ويهتمنّ بتلبية رغبات أسرتهن ويتمتعن بالحياة على قدر مالهن، ومنهن من يحسبن ويضربن حتى يدّخرن ويوفّرن في حسابهن ليوم أسود، فهل جمع المال عند النساء بخلا؟

منذ الزمن الماضي، والنساء يبحثن عن المال، فالسيدة عموماً تكون إمّا مبذّرة ومهووسة تسوّق، وإمّا بخيلة إلى أقصى الحدود وإدارية بشكل مبالغ به، ألا يمكن جمع ما بين المدخول والمصروف؟ «المال» أحد  أهمّ أسباب المشاكل الزوجية في العالم. وسجلات الطلاق تشهد على ذلك، وذلك أنّ إدارة ميزانية المرأة قد تضعف أمام رغباتها وخصوصاً في هذا الزمن.
من أكثر الأشياء الممتعة لدى النساء هي التسوق وشراء قطع جديدة من الملابس ومواد التجميل، وفرصة السفر والسياحة مفتوحة في كل مكان، أما بالنسبة إلى الرجل فالأوضاع لا تناسبه بتاتاً لا المالية ولا السياسية وكلاهما غير مستقرّة، غالباً ما يُلقي اللوم على عاتق زوجته، متهماً إياها بالإفراط في المصروف بشكل عشوائي.
أما الجارة أم حوراء فطيلة النقاش وهي صامتة ولم تنطق بحرف واحد. سألتها جارتها  أم أحمد ما هي مواصفات المرأة المبذرة؟ والبخيلة؟ أم حوراء قالت: نعم يا أم أحمد بعض النسوة حسب أقوال رجالهنّ، يحسبنَ أدقّ التفاصيل ولا يصرفنَ إلاّ بعد عناء، والبعض يصرفن من دون حاجة،  فتصرف أكثر أوقاتها في السوق في الحاجة أو غيرها.

إذن ما هو الحل الأمثل برأيكم؟ 
قالت الحاجة أم رضا: في هذا الأسبوع جهزت دليلاً شاملاً لكيفية الحفاظ على مصروف الأسرة من خلال مجموعة من النصائح عند التسوق.
أشكركم جدا أيتها الجارات أسعدتموني بكلامكم.
أولا- إن التبذير ذكر في القرآن الكريم فجعل  الله المبذر من إخوان الشياطين، وأنت امرأة مؤمنة لا ترضين أن تكوني أخت للشيطان.
ثانياً- اعلمي أن أفضل شيء عند اختيار الملابس هو الاعتماد على تدرّج الألوان القريبة من لون يناسب بشرتك حتى لا تحتاجي إلى شراء قطعة أخرى.
ثالثاً- احرصي على اختيار ملابس تناسب شكل جسمك، إذا كنتِ تعانين من السمنة في منطقة البطن.
رابعاً- لا تتبعي الموضة دائماً، فبعض خطوط الموضة قد لا تتماشى مع طبيعة جسمك.

هل أنت مدمنة على التسوق والشراء؟ هل تنفقين الكثير من النقود عن التسوق؟ إليك بعض الطرق والنصائح التي ستساعدك على التسوق والشراء بحكمة:
-ضعي خطة قبل خروجك:
قبل القيام بالتسوق حددي أولوياتك وما تحتاجينه، تجولي في المحال لتتعرفي على ما هو المعروض وأسعاره والخصومات الموجودة على كل منها.

-أوقات العرض:
لا تذهبي للتسوق في أول وقت الشتاء، لأنه غالباً ما يتم التدقيق في أسعار المعروضات، لذلك اذهبي في الأوقات التي لا تكون فيها ذروة، أي وقت العروض.

-تسوقي مع الآخرين:
اذهبي للتسوق مع صديقتك، أو زوجك، لأن من شأن هذا إزالة الشعور بالضيق في حالة أن تكوني بمفردك، كما يمكنك أخذ رأي من يتسوق معك  فيما ترغبين بشرائه.

-تسوقي في أوقات فراغك:
لا تقرري القيام بقرار التسوق وأنتِ متعبة، لأنك تكونين أقل تركيزاً، ولا يمنحك هذا القدرة على البحث على الأفضل، فيكون اهتمامك الأول والأخير هو شراء ما تقع عليه عينك ويحرمك هذا من متعة التسوق.

-اختاري المكان الذي تفضلين التسوق منه:
اختاري الأماكن التي ترتاحين دائماً التسوق منها، لا يشترط في هذه الأماكن أن تكون من الأسماء الكبيرة.

-حافظي على نظام التسوق الغذائي، أي شراء الغذاء الصحي من دون المواد الحافظة.
لو قمنا بهذه الخطوات لادّخرنا أموالنا وعرفنا قيمة القرش الأبيض لليوم الأسود.
حواء رفقا بميزانية آدم فهو يمر بمرحلة التقشف وقد يضطر إلى التقليل من المصروف حفاظاً على ميزانية العائلة، فكوني معه لا عليه ودمتم بميزانية آمنة.
 
المصدر: بشرى.
مروة حسن الجبوري

التعليقات (0)

اترك تعليق