مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أيها المساجين.. كل عام وأنتم بخير

أيها المساجين.. كل عام وأنتم بخير

أيها المساجين.. كل عام وأنتم بخير
 


صباح العيد مع فتح أطباق الحلوى، ورائحة البخور، ورشّات ماء الورد، وفرحة الأطفال وضحكاتهم، مع قبلة رأس الجدٍّ والجدّةً، لكل أم أب، هذا العيد أيضًا لسنا فيه سواسية.
بعث السجين المحكوم بالإعدام ماهر الخبّاز، الذي انتهت درجات تقاضيه وتقف حياته رهنًا لتوقيع الملك على صكّ الحكم، بعث برسالة صوتية لأهله وأحبته يقول فيه: تمنينا أن نكون معكم يوم العيد هذا العام، لكن إن شاء الله نكون معكم في العام المقبل.
ماهر الخبّاز الذي ينتظر توقيع الملك على صكّ إعدامه، بعث برسالة صوتية لأهله وأحبته: تمنينا أن نكون معكم يوم العيد هذا العام، لكن إن شاء الله نكون معكم في العام المقبل.
ماهر الخباز ونحو خمسة آلاف سجين سياسي في البلاد، لن يكونوا صباح العيد مع أهلهم وعائلاتهم، لا أطباق حلوى في السجن، لا رائحة بخور، ولا رائحة ماء الورد، فقط قضبان الحديد يحتضنها كل سجين، وتهيم أحلامه بعائلته في مثل هذه الساعات.
لا عيد للأحرار السجناء، بل العيد بحسب رأي السلطة والقضاء المترهّل فسادًا، فقط لأمثال عبدالرحمن خليفة الظهراني تاجر السلاح والمخدرات الذي تم إطلاق سراحه ليعيد مع عائلته.
مئات ربما آلاف من الأطفال حرموا من حضن آبائهم وأمهاتهم السجناء، وآلاف الزوجات، وآلاف الأمهات والآباء، والعمّات والخالات، كلهم يفتقدون واحداً أو أكثر من أحبائهم المسجونين بتهمة المطالبة بالحرية.
أما عوائل الشهداء فإن الجرح أكبر، وربما كانت مهابة الصمت في محضر هذه العوائل التي زهقت أرواح أحبتها ظلماً تحت التعذيب أو بالرصاص وبشتى الطرق المؤلمة، ماذا يمكن أن يقال في هذا الصباح لوالدة شهيد العيد علي الشيخ، الذي قتل ولدها يوم العيد، فيما والده سجين هو الآخر، وماذا يمكن أن يقال لوالدة الشهيد حسن البحراني، ولوالدي الشهيد علي المؤمن، وعائلة الشهيد عبد الرضا بوحميد، ولكل الأمهات الفاقدات؟ لا شيء سوى الصمت.
نتجرأ مع الخجل الذي يستولي علينا لنقول لماهر ولخمسة آلاف سجين سياسي، ولأمهات الشهداء وآبائهم وعوائلهم المحترمة، العيد معكم وبكم فخر لنا، مع تراب قبور أحبتكم، مع صور أبنائكم المغيبين العيد أكثر جلالاً ومهابة... كل عام وأنتم بخير.

 

 

المصدر: مرآة البحرين.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق