تعاني الكثير من الأمهات مع انتقائية أطفالها في اختيار الطعام، مما يجعل مواعيد الوجبات اليومية تحدياً كبيراً. تضطر الأم أحياناً لتحضير صنفين أو ثلاثة أصناف لإرضاء أذواق أطفالها المختلفة في الطعام، ولتقليل التوتر والإجهاد على وجبة الغداء. ولكن ذلك مرهق للأم الكثيرة الانشغال، كما أنه لن يحل مشكلة عدم تقبل مختلف أنواع الأطعمة عند الطفل، مما قد يؤدي لحرمانه من مكونات غذائية مهمة لنموه الصحي. تعرفي معنا على طريقة مبتكرة اتبعها أحد الآباء لإقناع أطفاله أن يتناولوا الطعام بدون مشاكل.
نشرت مجلة Good house keeping مقالاً طريفاً تتحدث فيه عن تجربة أحد الآباء في الانتصار على انتقائية أطفاله في تناول الطعام وحل هذه المشكلة التي توتر الكثير من العائلات للأبد. فبعد أن عانى الكثير من عدم رضا أطفاله عن الوجبات التي يعدها لهم، حيث يمتلك كل واحد من أطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة، يمتلك ذوقاً خاصاً ومختلفاً عن إخوته. مما يجعل مهمة تحضير وجبة ترضي الجميع مهمة مستحيلة.
بعد معاناة طويلة مع الشكوى من عدم حب المعكرونة، أو الخضروات أو الأرز، قرر هذا الأب أن يقوم بالإضراب عن تحضير الطعام لأطفاله. فقام بشراء المكونات المختلفة، وملئ ثلاجة البيت وخزائن المطبخ بكل ما قد تحتاجه أسرته، ولكنه توقف عن تحضير الطعام تماماً لمدة أسبوعين. خلال فترة الإضراب هذه كان أطفاله يأكلون حبوب الإفطار والسندويشات التي يحضرونها بأنفسهم من مكونات مختلفة. ثم بدأ الأب بتحضير الطعام له ولزوجته فقط. بعد أيام من مشاهدتهم لوالديهم يتناولون الأطعمة المطبوخة أعلن أحد الأطفال أن رائحة هذه الوجبة لذيذة، عندها أجاب الأب: “يا للأسف لقد طهوت كمية تكفي لشخصين، ولكن إن أردت سأطهو لك نفس الطبق غداً” عندها أجاب الطفل دون أن يسأل عن المكونات” نعم! أود ذلك بشدة!” ويعتبر ذلك تغيراً بمقدار مئة وثمانين درجة عن التذمر والانتقائية السابقة. بعد أيام قليلة رضخ باقي الأطفال لطريقة الأب المبتكرة، وطلبوا منه بلطف أن يطهو لهم مجدداً. وإذا صدف أن يطهو وجبة لا تعجبهم يعرفون أنهم يمكنهم تناول حبوب الإفطار أو السندويشات بهدوء ودون تذمر. ولكن من المثير في الأمر أن ذلك لم يحدث كثيراً بعد فترة إضراب الأب الوجيزة عن الطبخ.
هذه التجربة الطريفة جعلت الأطفال يقدرون مجهود والدهم في تحضير الطعام، وجعلتهم يقدرون أيضاً قيمة وأهمية وجبات الطعام المطبوخة في البيت. كما أنها هيئتهم للاستقلالية وشجعتهم على الابتكار ومحاولة تحضير وجبات سهلة بأنفسهم.
أحياناً تكون الانتقائية في اختيار الطعام عند الأطفال مرتبطة بمشاكل تطورية معينة عند الطفل، وهي مشاكل قابلة للعلاج.
اترك تعليق