أسماء بنت يزيد الأنصاريّة: صحابية جليلة وراوية للحديث، روت عن الرسول (ص)
أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأشهلية الأنصارية، تكنّى بأم سلمة.
كانت غاية في الشجاعة وفصاحة اللسان، وهي صحابيّة جليلة، يُعبّر عنها بـ "خطيبة النساء".
روت عن رسول الله (ص) عدداً من الأحاديث، وروى عنها عدّة منهم: محمود بن محمّد، وشهر بن حَوشب، وإسحاق بن راشد.
وَفَدَتْ على رسول الله (ص) في جماعة من النساء، فقالت:
بأبي أنت و أمّي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليكَ، إنّ الله عزّ وجلّ بعثك إلى الرجال والنساء كافّة، فآمنّا بك وبآلهتك، وإنّا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد في بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم. وإنكم معشر الرجال فُضّلتم علينا بالجُمَعِ والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ. وأنّ الرجل إذا خرج حاجّاً، أو معتمراً، أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربّينا لكم أولادكم، أفما نُشارككم هذا الأجر والخير؟
فالتفتَ رسولُ الله (ص) إلى أصحابه فقال: «هل سَمعتم مقالةَ امرأةٍ أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟!».
فقالوا: بلى والله يا رسول الله.
فقال رسول الله (ص): «انصرفي يا أسماء، وأعلِمي مَن ورائكِ من النساء أنّ حُسن تبعّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتّباعها لموافقت، يعدل ما ذكرتِ للرجال».
فانصرفتْ أسماء وهي تُهلّل وتُكبّر استبشاراً بما قال لها رسول الله (ص)(2).
الهوامش:
1 ـ مراقد المعارف 1: 140.
2 ـ انظر الإصابة 4: 234، الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 4: 238.
المصدر: الحسون، محمد وأم علي مشكور: أعلام النساء المؤمنات. ط1، 1411هـ.ق.
اترك تعليق