مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الكستناء

الكستناء: غذاء جيد للأطفال

                       
ثمرة شجرة الكستناء هي التي كانت حتى بضعة قرون الغذاء الرئيسي، حتى اكتشاف البطاطا واحتلالها المكانة التي كانت الكستناء تتمتع بها، وإذا كانت الكستناء حالياً غذاءً ثانوياً جداً، وتخص الأغنياء بشكل عام فلقد كانت يوماً ما طعام الأغنياء والفقراء معاً، تمدّهم بما يحتاجون إليه من حريرات.
                       
تحتوي الكستناء على:40% أشباه السكاكر، بين 3 إلى 4% بروتين وأشباه الشحوم، 20 إلى 30% ماء، وهي تحتفظ بنصف هذه الكمية عند شيّها.
إن الحريرات التي تعطيها مائتا غرام من الكستناء تعادل الحريرات التي تعطيها نفس الكمية من البطاطا، ولكن ما تحتوي عليه من مواد أهمها النشاء، لا يمكن أن يعتبر غذاء وحيداً للإنسان، فهي غذاء مكمل إذا أضيف إلى أغذية أخرى أعطى مردوداً غذائياً ممتازاً.
بالإضافة إلى بعض الأملاح المعدنية كالصوديوم والكالسيوم والكلور والمغنيزيوم والكبريت والبوتاسيوم، وهي من أكثر النباتات جمعاً لهذه الأملاح، ولهذه الخاصية تعتبر غذاءً جيداً للأطفال بما تحويه من كلس، كما أن البوتاسيوم يوجد فيها بكمية تعادل ضعف ما يحويه القمح، مما يجعل الكستناء عاملاً غذائياً في إيجاد التوازن الأيوني، فإنّ نقص البوتاسيوم يولد في الجسم كثيراً من الاضطرابات للجهاز الهضمي والشرايين والكلى.
وتحتوي الكستناء على الفيتامينات (ب1 B1) و(ج C) و(ب ب PP). ومن أهم خواص الكستناء أنها تحافظ على مخزونها من الفيتامين (ج  C) حتى بعد أن تشوى، علماً بأن هذا الفيتامين المضاد للإنتان والتعب سريع العطب. وقد عرف عن أخصائي التغذية قولهم إن كل تعريض لهذا الفيتامين للنار يفسده ويعطبه، أما السبب في أن الكستناء تحتفظ به رغم شيّها فتفسيره يكمن في القشرة السميكة التي تمنع التقاء لُبّها بالهواء _الذي لا بد منه ليتأكسد الفيتامين ج ويفسده_ وهكذا تحتفظ بما يحتويه لبّها من هذا الفيتامين.
كثيرون يشكون أن الكستناء صعبة الهضم لما تحتويه من نسبة عالية من النشاء، والحل الجذري لهذه المشكلة يكمن في طحنها كاملة في الفم.
توصف للأطفال وللمصابين بالتهاب الكلى بما تقدمه لهم من بوتاسيوم يساعدهم على طرد الفائض من الصوديوم الضار بالكليتين، وذلك عن طريق البول، تمُنع عن البدينين والمصابين بالتشحم.
إذا سلقت باللحم تعطي مردوداً غذائياً جيداً، ويصنع منها حلوى لذيذة تسمى مارون غلاسية.

المصدر: القبّاني، صبري: الغذاء لا الدواء. ط33، دار العلم للملايين، لبنان، بيروت، 2008م.

التعليقات (0)

اترك تعليق