مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فاطمة صالح وإهانات المرتزقة: تمادٍ يستحق السحق

فاطمة صالح وإهانات المرتزقة: تمادٍ يستحق السحق

لم تنسَ الطالبة الجامعية فاطمة صالح الإهانات التي تعرضت لها من قبل مرتزقة أوقفوها عندما كانت متوجهة لشراء الطعام. بصقٌ في وجهها وصفعٌ على خدها وشتائم. أفعال لا تستحق أقل من السحق لمرتكبيها.
ليس ثمة مكان لاعتداءات المرتزقة. كل البحرين تحولت إلى مراكز تعذيب وإهانات. القرى، المنازل، المدارس وحتى الشوارع العامة أصبحت مسرحا للجريمة.
بعيدا عن القيم والعادات التي ادعى وزير الداخلية مراعاتها، تقوم قوات المرتزقة بالاعتداء على النساء والصبيات بشكل يومي، ليس في مراكز الاحتجاز، بل في الشوارع العامة، وأمام أعين من يريد ومن لا يريد رؤية بنات وطنه على مذبح العفة.
هناك حيث الشتم والضرب، دونما حياء، ليس آخرها رواية فاطمة صالح وهي طالبة جامعية التي أوقفتها 7 سيارات أمن فيها "رجال" من كل الأقطار الآسيوية.
تقول فاطمة إنها كانت في صحبة صديقاتها في طريقها لشراء طعام للعشاء، لكنها لم تدر أن وجبة من التنكيل والوحشية بانتظارها. أحاطتها سيارات الشرطة، ووجهت الأسلحة نحو رأسها! هاجمها أحد المرتزقة اليمنيين، فتح الباب وأمرها بالنزول من السيارة، وعندما لم تستجب لأوامره صفع الباب، وأخذ يركله بقوة قائلاً: "يا الخسيسة بجرج المركز وبدوسج".
لم تنتهِ وقاحته، إذ قام بشتمها بكلمات قذرة تعكس قذارته، بصق في وجهها، وأعاد الكرة مرة أخرى، بعدما طلب بطاقة هويتها وأجابته أنها لا تملك بطاقة. وعاد ليصرخ مجددا، توسلت فيه المروءة التي تتعذره: "ما سويت شي... ليش توقفني"؟. لم يجيبها بلسانه، بل بيده: صفعة على وجهها، ثم بصقة أخرى. هكذا حال النساء في وطني.
نزلت "تفازعه" على فتاة صغيرة مجموعة أخرى من الملثمين، أحدهم كان يسجل رقم السيارة، بينما اقترب آخرون نحوه، فـ"سحب بطاقتي الجامعية ليسجل معلوماتي. انتهى من تسجيل البيانات، لكن أحدهم كان يسخر مني: "أوووه في الجامعة، بنريّحج منها أسبوع". بكت فاطمة تريد بطاقتها من دون جدوى، كانوا يصرخون بهستيرية في وجهها. كان الناس يمرون إلى جانبها لكن المرتزقة يصرخون: تحركوا... تحركوا، ولم يذكر هؤلاء للفتاة سببا لإيقافها بعد.
ليس هناك سبب، مجرد الاعتداء على النساء بهدف إهانة الناس في أعراضها وكرامتها. أمرها أحدهم بالتحرك، لكن الشرطي اليمني أمرها بالتوقف مجددا ليتوعدها: أنا دايما على هالشارع خل اشوفج بس. ثم مزق شيك استلام راتب كان قد سجل عليه معلوماتها، وقذف القصاصات في وجهها: "اذهبي وهاذي آخر مرة... وهاي مجرد تحذير الحين".
انفجرت فاطمة بالبكاء، تكاد لا ترى الشارع: ليس سهلا أن تهان في وطنك وأن تصفع على خدك ويبصق في وجهك وفوق ملابسك.
هل يمكن لتلك الفتاة أن تنام؟ لا، تقول فاطمة، "لم أستطع النوم. رنات الكلمات القذرة في أذني، أنا ابنة عائلة كريمة... فجأة وجدت نفسي أمام خزان ألفاظ بذيئة. تتردد في مسامعي صرخاتهم وشتائمهم، تعود إلى عيني صورته وهو يبصق على وجهي. لم أستطع النوم. أحس أن كرامتي أهينت. لقد صفعني على وجهي لم يحدث هذا من قبل. كيف سيكون الصباح وأنا لست أنا".
تمر فاطمة على الشارع في يومها التالي. هو مكان تخشاه، تشعر بالضيق عند المرور به، ويخفق قلبها بسرعة عنده. فهي تخشى صورتهم القبيحة وأصواتهم النكرة، ووجوههم الخالية من الحياء.
هذه الوجوه التي تمادت، فتستحق السحق، لعله يعيد فيها مروءة الرجولة أو تبعث في أسيادهم شيم العروبة، وتعيد في آذانهم "وا معتصماه" التي انسلخوا منها ومن نجدتها العربية ومن بداوتها الصحراوية.

المصدر: وكالة أبنا.

التعليقات (0)

اترك تعليق