مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لميس ضيف: سقوط الشهداء هو ما فجر الثورة بالبحرين

لميس ضيف: سقوط الشهداء هو ما فجر الثورة بالبحرين

أكدت الكاتبة والإعلامية والناقدة البحرينية لميس ضيف أنّ المنعطف الأساسي في الثورة في البحرين، كان سقوط الشهداء في يوم 14 فبراير، مشيرة إلى دور المرأة البحرينية البارز في هذه الثورة.
وأضافت لميس ضيف في حديث خاص لقناة العالم الإخبارية أن الأمر في بداية الثورة لم يكن واضح المعالم، وأنّ من خرج في بداية الثورة كان عبارة عن مجموعات صغيرة متفرقة في مناطق معينة، ولم يكن الأمر بالجدية والزخم الذي روج له في البداية.
وقالت إن المنعطف الأساسي في الثورة في البحرين كان سقوط الشهداء في اليوم الأول من الثورة، وحمّلت لميس الضيف وزارة الداخلية البحرينية عما جرى في البحرين بعد ذلك.
وأوضحت أنّ ما تروج له السلطة في البحرين عن وجود مؤامرة ومخطط مدبر له هو عبارة عن خزعبلات.
وقالت ضيف أنه قبل الرابع عشر من فبراير (ذكرى انطلاق الثورة في البحرين) كانت لها عدة اتصالات مع شخصيات بارزة في المعارضة، وتم الحديث يوم 14 فبراير وعما سيجري، وكانت الصورة لدى الجميع ضبابية عما سيحدث.
وأضافت أن التظاهرات التي خرجت في البداية لم تكن شيئاً جديداً؛ لأن هناك دائماً من يتظاهر في البحرين ويخرج، وكان الأمن البحريني يتعامل مع الأمر بطريقتين: إما يعتقلهم في البداية وثم يتهمهم بتهمة؛ لأن أغلب الأحيان لم يكن هناك تهمة واضحة.
وتابعت: إن الأمر الثاني أن قوات الأمن تفرق التظاهرة بالهراوات وبالغاز المسيل للدموع.
وأشارت إلى أنه في يوم 14 فبراير قامت الداخلية بتعبئة نفسها بشكل وحشي، والسب كان أن ربيع الثورات العربية بدأ وظن النظام أنه لو تم القمع بقوة في اليوم الأول فإن الناس ستتراجع وما حصل كان العكس.
وأضافت الكاتبة البحرينية أنه بسقوط شهيدين في أول يوم من الثورة، والوحشية في التعامل مع الناس بما فيهم الناس الذين لم يشاركوا في التظاهرات، هي التي فجرت الأمور في البحرين.
وتتابع لميس تجربتها مع اليوم الأول للانتفاضة بالقول: "إن الكل في البحرين كان يشعر أن من سقط كان إبنا له أو أبا أو أخا". وأوضحت أنه عم الناس شعور جماعي بالفجيعة.
وقالت: "إنه من يومها وصلت البحرين إلى مفترق طرق، وأنّ الأمور في البحرين سوف لن تكون على ما يرام".
ورأت أنّ النظام لو كان جادا لكان قادرا على نزع الفتيل وكانت الفرصة سانحة، وتابعت أن النظام أثبت عدم جديته، وشكل لجنة كأن لم تكن، وبدأ يستخف بدماء الناس التي سقطت، كل ذلك أدى إلى تدهور الأمور أكثر فأكثر.
دور المرأة البحرينية:
وأكدت أنّ النساء البحرينيات لديهن العزيمة والإصرار والإيمان المطلق بربهنّ وبمبادئهنّ، مما يجعل منهن يعملن المستحيل في دوار اللؤلؤة. وأضافت أنّ الأمهات البحرينيات ألبسن أبنائهنّ الأكفان، وأعطوهنّ القران في أيديهم، وأخرجوهن إلى الشارع.
وأشارت إلى الصورة التقليدية في الصراعات السياسية للمرأة على أنها ضحية تبكي على الذي مضى وتمنع ابنها وزوجها وشقيقها من الخروج، فيما كانت المرأة البحرينية تشجع أبناءها على الخروج وتمنعهم من التراجع.
وقالت لميس الضيف أنه إبان أيام الاعتصام في الدوار، وبعد هجوم الخميس الدامي، وحينما غدرت السلطة بالمعتصمين وهجمت عليهم وهم نيام ،وقتلت من قتلت، وجرحت من جرحت، قام البحرينيون بالطلب من نسائهم عدم الحضور، لكن النساء رفضن الامتثال قائلات: "إن هذه بلدنا مثلما هي بلدكم، وهذه حقوقنا مثلما هي حقوقكم".
واعتبرت أنّ الجرأة لدى المرأة البحرينية هي وليدة الإيمان المطلق في نفسها وفي حقوقها، مشيرة إلى أنّ العلم والثقافة تعطي القوة وهي سلاح المرأة البحرينية، معتبرة أنّ الإيمان والعلم قوة أقوى من السلاح.
وأوضحت أنّ النساء البحرينيات منخرطات في العمل السياسي بشكل أو بآخر، مؤكدة أنّ دور المرأة البحرينية أكبر من دور الرجل.
وقالت أن النساء البحرينيات انصهرن في بوتقة واحدة وصار همهن واحد وهدفهن واحد ويمشين نحوه بخطة ثابتة، وأنّ الأزمة قرّبت المجتمع البحريني من بعضهم البعض، وجعلت من الرؤيا الغير واضحة عن شكل الدولة أكثر وضوحاً.
قلة ناصري ثورة البحرين:
من جانب آخر قالت أنّ بقية الثورات العربية خرجت تتحدى النظام الحاكم وتتحدى جيشه ويعرفون أن هناك معادلات دولية وإقليمية ستخدمهم، مشيرة إلى أنّ الثوار في ليبيا خرجوا لمعرفتهم أن نظام القذافي مرفوض عالمياً وأن هناك من سيصطف معهم.
وأضافت أن من خرج في مصر ضد حسني مبارك كان على علم أنّ هناك منظومة داخل الدولة أو خارج الدول قد تدعمهم.
وقالت لميس ضيف أن من خرج في البحرين يعرفون أنّ المعادلات الدولية والإقليمية ضدهم، مضيفة أنه على المستوى الدولي فإن البحرين محبوب بالنسبة لدول الغرب وبالنسبة للولايات المتحدة خلافا لما يقوله الإعلام البحريني، ولفتت إلى أنّ مصالح الإدارة الأمريكية مع الحكومة الخليفية هي على عدة مستويات.
وتابعت أنه على المستوى الإقليمي فإن الحديث يتم على بلد صغيرة تتوسط طوق من الدول التي تحكم بلدانها بطريقة عشائرية قبلية، مؤكدة أنه لو نجحت الثورة في أصغر دولة، وأصغر شعب بين دول الخليج الفارسي، فإنه سيكون بمثابة ضوء أخضر لبقية الشعوب لتطالب بالمثل.
وقالت الإعلامية البحرينية أن الشعب البحريني كان يعرف أنّ الكل يقف ضده لكن الإيمان بالله وبالنفس كان أكبر من كل التوقعات.
وأكدت أن شعب البحريني يعاني من كثير من الضغوط تتمثل في مليشيات تحارب على الأرض، ومليشيات الكترونية تحاربه أيضا، ولوبيات استأجرتها حكومة البحرين في الخارج، ولا نصير للشعب البحريني إلا الله.
وأضافت أن أغلب القنوات الإعلامية أغلقت أبوابها بوجه القضية البحرينية خوفاً من أن إزعاج السعودية كنظام يقف مع النظام البحريني، أو يزعج النظام في البحرين.
ولفتت إلى أنه رغم كل ما يواجه الشعب البحريني فإنه مرابط ولديه القناعة أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله.
ذرائع طائفية:
وأشارت إلى أن الثورة في البحرين تلبس بلباس طائفي، في حين أن مطالب الثوار في البحرين ليس فيها أي مطلب طائفي، موضحة أنه لا يتم النظر إلى مطالب الشعب البحريني، ولا ينظر إلى حقهم، وإنما ينظر إلى هويتهم، مؤكدة أنه يجب الوقوف مع صاحب الحق بغض النظر عن عرقه أو لونه أو جنسه.
وأكدت أنّ ما يتعرض له الشعب في البحرين سيكتب في كتب التاريخ، حينما حدث الربيع العربي وقف الجميع مع الثورات التي لهم مصلحة في الوقوف معها والكل وقف ضد الثورات لاعتبارات غير إنسانية.
وقالت لميس ضيف إن التركيبة الديموغرافية في البحرين يطغى عليها المذهب الشيعي، لكنها أوضحت أنه لا يمكن القول أن من خرج الشيعة؛ لأن من خرج فيهم اليساريين والليبراليين والبعض لا يمثل الدين أساس في حياتهم.
وتابعت: إنه لطالما هاجمت وسائل الإعلام البحرينية هؤلاء بالقول يساريين وحينما وصل الأمر إلى الثورة، قالوا إن هؤلاء شيعة.
وأكدت أن هذه المقولة الطائفية هي ذريعة، غرضها ابتزاز شعب البحرين، ولطالما أن هناك من يصدق ما يتم الترويج له فإن النظام سيبقى يستخدم هذه الذريعة. ورأت أن الناس بدأت ترى الحقيقة لما يحصل في البحرين.
خصوصية ثورة البحرين:
وقالت أن بعض الدول في الخليج الفارسي الأمور فيها مستقرة والإنسان فيها سعيد، مؤكدة أن الثورات لا تقوم من أجل الثورة ولا أحد يطالب بالديمقراطية من أجل الديمقراطية، إنما الديمقراطية هي طريق ومعبر للإنسان للحصول على حقوقه، فإذا حصل الإنسان على حقوقه بدون المرور بهذا المعبر فلماذا الثورة.
وأوضحت أن الإنسان إذا احتاج إلى تعليم وفرت له الدولة التعليم، وإذا احتاج إلى حقه يحصل على حقه بدون تمييز، فلا يحتاج لأن يثور على نظامه الحاكم في البلد.
ولفتت الى أن للثورة البحرينية خصوصيتها والبحرين تختلف عن قطر والإمارات والكويت.
الحوار مع السلطة:
ورأت من جهتها أنه يجب محاورة السلطة، رافضة اعتباره خيانة لدم الشهداء أو تسويف للقضية، ومعتبرة أنّ الحوار أن يكون يسير في خط مواز مع التحركات في الشارع. وقالت إنّ الشعب لن يخسر بالحوار، ولا يعني الدخول في حوار إيقاف الحراك في الشارع.
وأوضحت الكاتبة البحرينية لميس ضيف أن الحل قد يكون على طاولة حوار أو قد يكون بسبب التحركات على الأرض، مشيرةً إلى وجوب طرق كل الأبواب من خلال الإصرار على المطالب، وفي نفس الوقت التمتع بالمرونة، منوهة إلى أن الإنسان القوي يكون من جهة قوي ومن جهة أخرى لديه عزيمة.
وأشارت إلى أن غلق الأبواب أمام الحوار هو معرض انتقاد داخلي ودولي، مؤكدة أنّ الشعب البحرين قدم تضحيات ومستعد لتقديم المزيد من التضحيات لكن إذا أمكن تقليل هذه التضحيات فلا بأس بذلك. ودعت قيادات المعارضة إلى الاستمرار بالعمل الميداني، وفي خط مواز طرح نفس المطالب الموجودة في الشارع على طاولة حوار.

المصدر: قناة العالم.

التعليقات (0)

اترك تعليق